4.بطاقة الجوكر

5 0 0
                                    

تكىء زهران على لوح السرير، يرسم دوائر برفق على ظهر يد فاطحة بإبهامه، بينما غاصت أصابعه بين خصلات شعرها. ضحكت بهدوء على شيء قاله.

"لم أقل شيئًا مضحكًا"، مازح، بابتسامة مرحة ترتسم على شفتيه.

"أعلم"، همست، "لكن لا أستطيع منع نفسي."

حل صمت مريح بينهما، كسره فقط صدى أنفاسهما المتناغمة. ثم ملأ صوت زهران، اللطيف والصادق، الفراغ.

"هل تحبينني يا طاهرة؟"

تفتحت ابتسامة خجولة على وجهها. "نعم"، همست، وعيناها تلتقي بعينيه.

غمر زهران شعور دافئ. "ولن تسأليني إن كنت أحبك أم لا؟" سأل بفضول.

ترددت فاطحة، "لا"، وأسقطت نظرها على أيديهما المتشابكة.

"لماذا؟"

"إذا... قلت إنك لا تحبني"، تمتمت بصوت مرتعش قليلًا، "سوف ينكسر قلبي."

أمسك بوجهها بيده، ومرر إبهامه على خصلة شعر شاردة. "قلبي ينبض فقط لأجلك، يا طاهرة"، همس بصوت عميق، يلامس بشرتها بنغمات تملؤها الدفء. "أنا أحبك."

بدا أن كلماته أذابت ترددها، فمالت برأسها نحوه، ودفنت وجهها في صدره. استنشق عطرها العذب، رائحة الياسمين والبساطة التي ملأت حواسه.

"أنتِ جميلة للغاية"، همس، ملامسًا شفتيه شعرها. "نقية وبريئة جدًا. أنتِ كنز، يا طاهرة، هدية من الله."

وصل صوته الخافت إلى أذنيه بالكاد. "لا تمدحني كثيرًا، يا زهران، وإلا سأضطر إلى مدحك أيضًا."

ضحك زهران، ضحكة عميقة اهتزت في داخله. "إذاً، امدحيني"، شجعها، صوته مفعم بالمرح. "قولي لي عن العجائب التي ترينها في زوجك."

رفعت فاطحة رأسها، وعيناها تلمعان بالإعجاب. "أنت طيب"، بدأت بصوت ناعم وعذب. "وقوي. ووسيم جدًا، ما شاء الله."

"أنتِ تظنين فيّ خيرًا كبيرًا، أليس كذلك؟" سأل زهران. "لا تفكري فيّ هكذا. أنا رجل عادي. رجل ارتكب الكثير من الأخطاء في الماضي." كان في نبرته شيء لم تستطع فاطحة فهمه.

رفعت فاطحة عينيها ونظرت إليه.

"الماضي؟" فجأة تجمعت الأفكار في ذهنها. فسألت بسرعة، "زهران، لا أتذكر ماضيّ. ماذا لو ارتكبت أخطاء كثيرة في الماضي؟ ماذا لو..."، كادت تكمل، لكن زهران لم يتركها تُنهي.

"ما حدث في الماضي يبقى في الماضي. لا يهمني ماضيكِ. يهمني حاضرك فقط. بالنسبة لي، أنتِ طاهرة، وستظلين طاهرة دائمًا." بقبلات رقيقة، طافت شفتيه جبينها، عينيها، وطرف أنفها، متتبعةً منحنيات وجهها الرقيقة.

"أنا أيضًا لا يهمني ماضيك. أثق بك. أعلم أنك رجل طيب وشريف، وأنا أحبك."

انتفخ قلب زهران حبًا. جذبها برفق أقرب إليه، ليصبح جسداهما كيانًا واحدًا. "وأنتِ يا طاهرتي الجميلة"، همس، مائلًا نحو وجهها. "أنتِ النور الذي ينير حياتي."

الجمالوالجوكرWhere stories live. Discover now