3.لقد تزوجا

10 0 0
                                    

الأيام مضت. في غضون أيام قليلة فقط، أكملت قراءة الترجمة الإنجليزية الكاملة للقرآن. لقد غيّرها القرآن تماماً. تلك التي كانت ترتدي حجابها بلا مبالاة، الآن احتضنته بكل قلبها. بدأت تصلي الصلاة مع بيبي. أهداها زهران هاتفاً ذكياً، فبدأت تبحث بعمق على الإنترنت عن الإسلام. كل سؤال كان يراود ذهنها، وجدت له إجابة تدريجية. تعلمت أن المسلم هو من يستسلم تماماً لإرادة الله. الله واحد لا شريك له، وقد أرسل العديد من الأنبياء لهداية البشرية، وانتهت هذه السلسلة بالنبي الأخير، حضرة محمد صلى الله عليه وسلم. القرآن الذي أُنزل عليه سيكون مرجعاً للبشر والجن إلى يوم القيامة، إلى جانب تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم. هذا العالم ليس إلا اختباراً. من يعمل الخير سيدخل الجنة للحياة الأبدية، ومن اختار طريق المعصية سيُلقى في نار جهنم الأبدية.

لم تكن متأكدة ما إذا كانت مسلمة قبل ذلك، لكنها قررت اعتناق الإسلام. أدركت مفهوم التوحيد. قرأت طاهرة الشهادة التي وجدتها على الإنترنت:

"أشهد أن لا إله إلا الله"

"وأشهد أن محمداً عبده ورسوله"

وهكذا أصبحت مسلمة.

------------

عاد زهران من دكا مثقلاً بالهموم. كان المستقبل المجهول في بريطانيا يقض مضجعه، كما أثقلته القيود المالية. والده، رجل أعمال ناجح، كان يمتلك مطاعم ومجمعات تجارية في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى العديد من المنتجعات في سيلهيت. باعتباره الوريث الوحيد لوالده، كان زهران مقدراً أن يرث كل هذه الثروات.

ومع ذلك، لم تلقَ توسلات والده للعودة وإدارة الأعمال العائلية أذناً صاغية. كان زهران متردداً في مغادرة سيلهيت. بينما اقترب من الفيلا، لفتت نظره شخصية غامضة تعمل في الحديقة.

كانت تلك الشخصية ترتدي النقاب بالكامل، تسقي النباتات بتركيز، دون أن تدرك وجود زهران. رآه بيبي فابتسمت بحرارة. تبادلا التحية.

"بيبي"، سأل زهران، "من هذه في الحديقة؟"

"آه، إنها السيدة طاهرة"، ردت بيبي بابتسامة على شفتيها. "لقد هداها الله. تغيّرت تماماً، وبدأت حتى في ارتداء النقاب. يا لها من فتاة رائعة."

تفاجأ زهران. لقد نسي تماماً أمر طاهرة، ورؤيتها الآن، وقد تحولت، ملأته بالدهشة وسعادة غامضة.

-------------

وقفت طاهرة في المطبخ، مدركة تماماً لوجود زهران في الفيلا. مجرد التفكير في وجوده جعل قلبها يسرع نبضه. كانت تشتاق لرؤيته، لتبادل ولو كلمة، لكنها كانت تتردد. أي حق لها أن تقترب منه؟

تنهدت بعمق، مركزة على مهمتها. على الموقد، غلى الماء في القدر وبدأ يغلي بقوة. أضافت أوراق الشاي الطازجة، ثم الحليب والسكر، وصنعت كوباً من الشاي الدافئ. سلمته إلى بيبي قائلة بهدوء: "من فضلك أعطي هذا لزهران."

الجمالوالجوكرWhere stories live. Discover now