°°°°°°°°°°♢°°°°°°°°°°
في اليوم التالي، جلست هاجر في مقعدها قرب نافذة الفصل، تحاول التظاهر بالهدوء، لكن كل تفاصيل جسدها كانت تخونها. كانت قدماها تنقران على الأرض بإيقاع متوتر، وتشابكت أصابعها بقوة، حتى أن أظافرها كانت تضغط على جلد كفها دون أن تشعر.
كان سوكونا يقف أمام السبورة، يشرح الدرس بنبرة هادئة وواضحة، عاكسًا ثقة لا تهتز. مع كل حركة من يده وهو يكتب على السبورة، كان صوت الطباشير يتردد في الفصل، لكنه بالنسبة لهاجر كان أشبه بعدّاد يعد الثواني المتبقية حتى لحظة المواجهة.
"تذكروا، المفتاح هو تبسيط المسائل المعقدة. خطوة بخطوة."
قال سوكونا بصوته العميق بينما كتب مثالًا آخر على السبورة. لكن عيناه انزلقتا للحظة نحو هاجر. لاحظ كيف كانت بالكاد تنظر إلى السبورة، وكيف أن كتفيها المشدودتين ووجهها المتوتر يعكسان القلق الذي يسيطر عليها.
---
مرت الدقائق ببطء، كأن عقارب الساعة قررت التوقف خصيصًا لتعذيب هاجر. مع كل جملة نطقها سوكونا، كان شعورها بالخوف يزداد. لم تكن تخشى نتائج الاختبار فقط؛ بل شعرت بثقل الموقف ككل، خاصة بعد حادثة الأمس التي لم تستطع إبعادها عن عقلها.
وأخيرًا، انتهى الدرس. بدأ الطلاب بجمع كتبهم والخروج، متحدثين بصوت خافت عن الدرس ومواضيع أخرى.
وقف سوكونا عند مكتبه، ورفع صوته: "هاجر، إلى مكتبي."
كان صوته واضحًا وحازمًا، مما جذب انتباه كل من كان في الفصل. شعرت هاجر كما لو أن كل العيون قد تحولت نحوها في لحظة واحدة.
"ح-حاضر، معلمي..." تمتمت بخجل وهي تحاول جمع كتبها بسرعة.
ريونا، التي كانت جالسة بجانبها، لم تستطع تفويت الفرصة لتعذيبها قليلاً. انحنت نحوها وهمست بخبث بينما عيناها تلمعان بالسخرية:
"هاجر، حانت اللحظة. اذهبي إليه... ربما يطلب منك الخروج بعد ذلك؟"
توقفت هاجر عن التنفس للحظة، واحمر وجهها فورًا. استدارت بسرعة نحو ريونا، وعينيها تتوهجان بخليط من الغضب والإحراج.
"ريونا ~ أقسم أنني سأضربك هذه المرة حقًا!" تمتمت بصوت خافت، لكنها لم تستطع أن تتجاهل الخفقان المتسارع في صدرها.
"هاجر، إلى مكتبي الآن!"
ارتفع صوت سوكونا قليلاً، مما جعل ريونا تنفجر في ضحكة مكبوتة.
أنت تقرأ
في دروس الحب
Romanceبين خجلها ونظراته ، بدأت قصة حب تنسج خيوطها في صمت الفصل . الروايه تحكي عن قصة حب بين معلم وطالبه ♡. اتمنى تعجبكم ♡.