PART❗5

96 15 42
                                    


°°°°°°°°°°° ❃ °°°°°°°°°°°

كان الصباح هادئًا، ولكنه يحمل توترًا خفيًا، كهدوء يسبق العاصفة. خرج سوكونا من منزله متجهًا نحو سيارته، وجهه جامد كالعادة، عيناه متيقظتان تراقبان كل شيء. عندما اقترب من المدرسة، لفتت انتباهه هاجر تسير بخطى مترددة. كانت تحمل حقيبتها بقوة، عيناها تتنقلان بتوتر، مثل شخص يسعى لاختباء من شيء ما، او من شخص، توقفت عيناه عندها، يتابعها بعناية.

خفّض سرعة سيارته، لكنه لم يدرك لماذا فعل ذلك. شيئٌ في خطواتها، في تلك الهالة من الخوف الذي يحيط بها، أثار فضوله المريب. اختفت هاجر داخل مبنى المدرسة، لكنه لم يُزِح عينيه عن المدخل حتى لحظات بعدها.

ركن سيارته ونزل منها بخطوات واثقة، دخل المدرسة ونظره يدور في الأرجاء بحثًا عنها. كانت الممرات مليئة بالطلاب، لكنهم لم يكونوا أكثر من خلفية غير واضحة بالنسبة له. سرعان ما وجدها؛ واقفة عند خزانتها، ظهرها نحوه، تحاول التبديل بين حذائها وحذاء المدرسة.

اقترب منها، خطواته صامتة بين ضجيج الطلاب. وقف خلفها للحظات، يراقبها. لاحظ يديها ترتجفان بينما تضع الحذاء داخل الخزانة. تلك الرعشة الصغيرة جعلت حاجبيه ينخفضان قليلًا، وكأن شيئًا أزعجه.

أخيرًا، تقدم خطوة ووقف بجانبها. "هل تواجهين مشكلة؟" جاء صوته منخفضًا، لكنه كان كافيًا ليجعلها تقفز بخوف.

استدارت بسرعه، عيناها متسعتان، ووجنتاها تشتعلان بالخجل. للحظة، لم تستطع أن تفكر أو تتحدث. اكتفت بالنظر حولها. وجدت مجموعة من الفتيات من صفها يقفن بالقرب من الخزائن يراقبن المشهد. أدارت رأسها بسرعة لتواجه سوكونا مجددًا، لكنها بالكاد تمكنت من تمالك نفسها.

"ص...صباح الخير يا معلم!" قالت بتلعثم. أضافت بسرعة: "عن إذنك!" قبل أن تندفع مبتعدة.

وقف سوكونا في مكانه، عينيه تضيقان وهو يراقبها تفر كأنها تحاول الهروب من شيء أكبر منها. حرك نظره ببطء نحو مجموعة الفتيات، وتوقف عند يوري.

كانت تتظاهر بالدردشة مع صديقتها، لكن سوكونا أدرك أنها كانت تتنصت بالفعل على محادثته مع هاجر.

سار متوجهاً نحو الفصول وعيناه مثبتتان أمامه وهو ينادي الفتيات بصوته الخشن "إلى الفصل." سمع ضحكاتهم تتلاشى عندما سارعوا في الانصياع، بما في ذلك يوري.

---

دخل سوكونا الفصل، هالة من الجدية تغلفه. رمى نظرة سريعة على الطلاب، ثم توقف عند هاجر. كانت تجلس في مقعدها، منكمشة على نفسها وكأنها تحاول أن تصبح غير مرئية. يداها متشابكتان بإحكام حول كتاب، غلافه الممزق والمثبت بشريط لاصق جذب انتباهه.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 2 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

في دروس الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن