Part 11

5.4K 326 54
                                    


"كأن قلبي نافذةٌ تطلُّ على غيابك، كلما أغلقتها، عصفت بها الذكرياتُ من جديد "

_____

استيقظ ببطء، نور الصباح الذي تسلل بخفوت عبر الستائر لم يكن قادرًا على اختراق دفء المكان

تحرك بهدوء ، شعره الأسود مبعثر فوق الوسادة، لمح على الفور تلك. الصغيرة .. كما يلقبها هو

مستلقية قُربه ، جسدها ملتف تحت الغطاء النّيلي و هو يلفّ خصرها ، عيناها الذهبيتان تتوهجان بلطف

تنظر إليه بصمت، وكأنها بانتظار أن يفتح مُقلتيه تنتظر استيقاظه وتلاقي عيونهما معاً

فوق بشرتها السمراء، انسدلت خصلات من شعرها الفوضوي بعد الليل الطويل و أزرارُ القميص مفتوحة من الأعلى قليلاً كاشفة عن ترقوتيها للنّظر

مرر يده ببطء فوق الوسادة، يقترب منها بخفة

لم يستطع مقاومة تأملها، ابتسامة صغيرة شقت طريقها إلى شفتيه دون وعي منه

تدارَك أنها نامَت بغرفته ، على سريره و وَسط حضنه الليلة الماضية

"صباح الخير "

لم تحرك شفتيها على الفور، تتذوق صوتَهُ الرجولي ببحّة صباحيّة الذي سمعته لأول مرة لتسجله في ذاكرتها

"صباح الخير "

لحظات صمت عابرة، انتبه لجَسده أدرك عاري الصدر، وقميصه الذي ارتداه الليلة الماضية مرمي على الأرض بجانب السرير، ليكون جزءًا من الفوضى التي أحاطت بالمكان

رفع حاجبه قليلاً، نظرة طريفة سرَت على وجهه و هو يشير إلى العبث الذي تركه خلفه ، ثم أعاد نظره إليها

جلس قليلاً باعتِدال ، ظهره انحنى للأمام قليلا لتنكمش عضلاتُ جسده ، يده مرت بخفة فوق شعره المبعثر و عيناه تلاحقان قميصه المرمي بعيدًا

اقتربت منه ببطء أكثر، كما لو كانت تحرص على ألا تترك أي مسافة بينهما

أطراف أصابعها تلامس بشرته البيضاَء ، عيناه تراقب كل حركة، ويداه بقيتا متجمدتين في مكانهما...

" نِمتِ جيداً ؟ "

همهمت له .. كان الامر غريبا لها لأنها أول مرة تنام بجانب رجل و في حضنه ، و أول مرة تبتعد فيها عن غرفتها في القصر المظلم

لكن ..بشكل ما ، يروقها الأمر

" هممم ..فعلت "

سـيّـدُ الخِـيـمـيّـاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن