Ch 007

32 7 1
                                    

تُرجمة هذا الفصل بكل حُبّ، استمتعوا به.

✧✽✧✵✧✵✽✧✽✧✵✧✽✧

[ولكن الحقيقة هي أنني لا أرغب في التعرف على وجهكِ، لذا أرجو منكِ ألا ترسلي لي صورة. الأمر ليس لأنني أرفضكِ أو لأنني لا أريد رؤيتكِ، بل يتعلق بمشكلتي الشخصية. لذا أرجو ألا تشعري بالأسى، فكل ما في الأمر هو أنيّ فقط...]

حدّق داميان بشرود في الحبر الذي انتشر على الورقة، بعدما عجز عن رفع القلم بسهولة بعد كتابة كلمة "أنيّ".

كان مشغولاً بالتفكير في كيفية إيصال هذه الكلمات إلى لينتري دون أن يجرح مشاعرها، ودون أن يكشف عن ضعفه. لذا شطب كلمة "فقط" بعناية مستخدمًا القلم، وأكمل كتابة الرسالة.

[عوضًا عن ذلك، هل يمكن أن تريني وجهكِ في حال قُدّر لي زيارتكِ في يوم من الأيام؟]

بعد أن أكمل داميان جملة، ضرب وجهه بكل قوة.

"آه، تبًا! أرنيت، لقد نسيت نصيحتك ووقعت في فخ كتابة ما يشبه الوعد. أعذرني. على أية حال، لن ألقى حتفي بسببه. وبكل صراحة، ليس لدي أدنى رغبة في الوفاء بذلك الوعد."

تردد ديميان لبعض الوقت في ما إذا كان عليه أن يستبدل الورقة، لكنه قرر أن يترك الأمور على حالها. "حسنًا، إنه وعد غير ذي أهمية تُذكر، وبما أنني لا أعتزم الوفاء به، فلا ضرر في أن يبقى مكتوبًا كما هو."

[أعتذر بصدق، لكنني لا أستطيع إرسال صورتي كذلك، وليس بدافع مخاوف أمنية. فأنا جندي، والموت قد يطرق بابي في أي لحظة. الاحتفاظ بصورة لشخص مثلي لن يجلب لكِ سوى الحزن.

ما أخشاه فعلاً هو أن تنشأ بيننا مشاعر قد تجرّكِ إلى انتظاري. بصراحة، أفضّل ألا تترقبي رسائلي. إذا انقطعت عنكِ الردود، فذلك يعني أنني قد فارقت الحياة في ساحة المعركة. لا أريدكِ أن تنتظري بلا نهاية رسالة من رجل رحل ولن يعود. لذا، أفضل أن يقتصر حديثنا على أمور بسيطة وتافهة، بعيدًا عن التعقيد.

في الواقع، كان عليّ أن أمتنع عن قبول رسالتكِ. كان من الأجدر بأحد الجنود الآخرين أن يتسلمها.

24 سبتمبر 1878.
المخلص ماكارد، الذي يعجز عن مواجهة فضولك الجارف.]

شعر داميان بعبء هائل يتدفق من بين أصابعه بينما كان يحاول كتابة الرسالة، وكأن الكلمات تتشبث به، ترفض المغادرة.

بجسده المنهك، حاول أن يرسل الرسالة وينساها لبعض الوقت. لكن ما لم يكن في حسبانه هو أن الرد الذي كان يتوقع وصوله بعد أسبوعين، جاء بشكل مفاجئ  خلال تسعة أيام فقط.

نبض الحروف في زمن الحرب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن