وَحِيدةٌ كالقمرِ

24 5 25
                                    


" إِنْ كَانَتِ الحَيَاةُ تَمِيمَتُكَ فَإِنَّ المَوْتَ قِلَادَتِي "

____________________¤___________________

هَل حدث وشعرت باللَّا شيء؟

فراغٌ يَجْتاحُ كَيانكَ رغم الحَشْدِ الهائل الذي يحيطُك؟

هل سبق و أحْسَسْت أنَّك ثقب أسودٌ باتَ غير قادرٍ على ابتلاعِ أيِّ شيءٍ رغم أنَّه خاوٍ من الدَّاخِل و بإمكانه أنْ يضُمَّ لأعماقه الكونَ كأنَّه ذرة؟

في بعضِ الأحيانِ تشْعُر بتوقُّف العالم من حولك عن العمل ، وغالِبا ما تكونُ تلك اللَّحظة نِهَايَةَ إختِفاء سَرابِ الخيالات التي تداعب تفكيرك وبدايةٌ لِلَحْظةِ إدراكٍ قدْ حاولتَ التَّهرب منها كَيْ لا تقسوَ الحقيقةُ على إستيعابِك، فتَزيدَ من قوَّة ضرْبها لروحِك المُتَشَقِّقَة بسَوْطِها المؤلم .

قد يُعَرِّفُ البعضُ ذلك على أنه فقدان شغَف للعيشِ ببساطة !

نعم ! ببساطة كان من الصعب تقبُّلها لدى الكَثِيرِينَ لكنّها واقع يعيشهُ البشَرُ، يقْتاتُونَ فُتاتها المُرَّ يوميًّا و يَبِلُّون ريقَهُم بنبيذها اللَّاذعِ .

أنْ تفهم أخيرًا أنَّ الحياة ظالمَة بقَدْر قَسْوتها ، تأخُذ ما نحِب و تمنحنا فائضًا مِمَّا نمقت .

تمدُّ يدها حينَ نُعاني مِن أزمةٍ في الثِّقة ، وتصْفعُنا حينَ نُقَرِّب وجوهنا نحوها بغيةَ أنْ تمسَح عنَّا دمُوعنا .

تلكَ هيَ الحياةُ في نظرِ أوليفيا ، حورِيَّة جميلة توهِمك أنها من الجنَّة بل والجنَّة نفسها ، منتظرةً أن يسيلَ لُعابك لِحُسنها فتقترب أكثر منها لتمتع ناظِرَيْك بها ومن ثَمَّ تَرى أنيابها تُغرسَ جهة قلبكَ تجعلك تدفع ثمن لحَظات الهُدنة معها أضْعَافًا مُضاعفةً...!

داميان يسوقُ السَّيارة وهو يقبض على المقود بقوة كمحاولة لِكبح توتره الذي يتزايد مع كل نظْرة يلقيها على الجثة التي ترقد في حجر رفيقتها من خلال مرآة السيارة.

سِيلينا لم تستطع إفلات السِّكين من قبضتها الدَّامية ،و طبعا لم تكن دماءُها، والربُّ يشْهد على خطيئتها القرمزيةِ .

وبالحديثِ عن اللون الأحمرِ ، فهو قد لطخ ثياب أوليفيا التي لاتزال ساكنة ..

وجْهٌ خاوٍ من أية مشاعر تذكرُ ..أكتافٌ مرتخية و شعر منْسَدل على طول وجهها يخفي عيْنَيها الزَّيْتونيَّتين .

لوهلة فكَّر دميان حول مالذي قدْ تشعر به كُلٌّ من سيلينا الآثمةِ و العاطلة عنِ الحركةِ خلفه التي تبدو كجثة فارقت الحياة كصديقتها.

NODABA ~ DEMONOù les histoires vivent. Découvrez maintenant