تَبِيعُ الهَوَى

23 6 25
                                    

_______________☆______________

"أَتُحَدِّثُنِي عَنِ المَوْتِ وَالْحَيَاةِ وَأَنَا أَسِيرَةٌ بَيْنَهُمَا، لَمْ أَذُق مِنْهُمَا لَا سُمًّا وَ لَا رَغَدا ،بَلْ وِحْشَةٌ وَ شَوْقٌ لِأَحَدِهِمَا "

_______________☆______________

"كم تريدين ليُدفن ما حدث في باحة منزل إيريسون؟"

كلماته كانت صريحة بشكل جعل أوليفيا ترفع رأسها نحوه وتثبت عيونها الخاوية على خاصتي موريس للحظات تكاد أن تكون طويلة .


بنبرة خاوية من المشاعر نطَقتْ :

"روح ابنتك"

لم يجبها موريس بل اعتنق الصمت لفترةٍ ثم أطلق ضحكة خافتة مكنونها السُّم ، ولم يكلف نفسه عناء محوِ بقايا إبتسامته الصفراء ليردَّ عليها .

" يبدو أنك يا آنسة تعوَّدتِ على إقتلاع الأرواح من أجسادها ..هل تفضلين دائما قتل الجنس الناعمِ؟"

عيونها الفارغةُ ولأول مرة أظهرت لي تعبيرا لكنِّي لم أميزه بالتحديد . كأنها إستذكت شيئا كانت تنفر منه و تهابه ، هو يعني أنها قتلت من قبل و الضحية امرأة لذا..
أشعر وكأنها تذكرت فعلتها تلك وشريط ذاكرتها يعمل الآن...

.      
.
.


..

ميراندا ..زوجتي..

قد تغيَّرت كثيرا من بعد ما حدثَ لِي..

ذلك الحادث الشنيع كان سببا في تغير مجرى علاقتنا ، فبعد أن كانت إمرأة شغوفة تحب زوجها وابنتها الوحيدة أصبحت التعاسة والاستبداد في حياتهما .

بعدَ فقدت ساقاي خلال تصليحي لسيارة أحد الزبائن في ورشة أخي ..

كان جلُّ تركيزي محصورا حول كيفية إعالتهما ..أوليفيا لا تزال في السادسة عشرة من عمرها و تحتاج الكثير لتتمكن من العيش كأترابها ،  كما أن صغيرتي تحلم  بدخول جامعة هارفارد و وضعي الحالي لن يجعل ذلك سهلا على كِلينا .

كما أن ميراندا ستتعب ولن تتمكن من تسديد كل الفواتير و تلبية إحتياجات ثلاثتنا ..هي تظل امرأة و تريد من يصرف عليها لا أن تصرف عليه .

بعد مغادرتي المشفى و عودتي المنزل لاحظت إختلاف معاملتها لي فأنا أصبحت معاقا الآن وأحتاجها أكثر مما تفعل وبدأ شعور الذنب يحوم حول رأسي رغم أن لا ذنب لي في وضعي الصحي الحاليِّ.

NODABA ~ DEMONOù les histoires vivent. Découvrez maintenant