ماريونت.

27 5 1
                                    

اشعر بألم ينحر معصمي واصابعي بينما البرودة تأكل نسيج جلدي وكأني استلقي على كتلة من الجليد.

اين أنا؟ وما هذا المكان ولمَ الظلام يحاوطني بهذا الشكل لا استطيع رؤية كف يدي حتى..

جفلت فجأة لاشتعال احدى المصابيح فوق رأسي فتولدت بقعة مضيئة اعلاي فنظرت حولي فادركت انني على خشبة مسرح وامامي مئات المقاعد المكتظة بالاشخاص، الكثير من الاصوات تنبعث حولي ولكن حالما سقطت مقلتيهم علي حل الصمت بأفواههم وكأنهم ينتظرون مني القيام بعرض!

نهضت بعجز وكلي حيرة مما يحدث حولي فشعرت بهالة سوداء تقف بجانبي فجفلت لرجل ملثم يقف امامي كل ما يظهر منه هو خصلاته الحالكة وهالته المخيفة، إذ تراجعت خطوة للوراء أبتغي الهروب ولكننى تفاجئت بسحبه لي تجاهه على الرغم من انه لم يلمسني، فسقطت مقلتاي على يدي فرأيت خيوط حمراء متشابكة بين معصمي تتصل بأنامله فحدقت به في توجس ورهبة، ما الذي ينوي فعله؟

حرك رأسه نحو اليمين تزامنًا مع بدأ موسيقى كلاسيكة وكأنه أعطى الاذن لبدأها ، كلا انا لست مستعدة للرقص!

لكن شهقة مني فرت حالما رفع يده ببطء فتحركت يدي تلقائيًا معه، عجزت عن الفرار من سلطته فكنت كالعروس بين يديه، كلما قادتني خطواتي بعيدًا عنه هو يعيدني بسلاسة فلا اتحرك سوى كما يريد هو.

يطلق سراحي ثم يعود لاصطيادي، ادور وادور وبين يدي ويده خيوط فحسب ولكنه يتحكم بي وكأنه يحفظني عن ظهر قلب وقد دقت ساعة فض اشتباكنا مع انقطاع الالحان فصاحبها تصفيق حار، بينما أنا كنت التقط انفاسي الهائجة فض يده من الخيوط التي تلحمنا ببعضنا وجعلها تنساب على الارض بسلاسة، فبهت لون الخيط بعدما كان مضيئًا وأخذ يبتعد عني حتى اختفى خلف الستار، مثلما ظهر فجأة اختفى فجأة، ورويدًا رويدًا بدأ الظلام يحل حولي مجددًا الي ان عجزت عن الرؤية مرة أخرى.

_____

بدأت في الثاني من نوفمبر 2024.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 02 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ماريونت|Marionetteحيث تعيش القصص. اكتشف الآن