أتعلم يقولون ما بين الذكاء و الجنون شعرة واحدة و كذلك ما بين العشق و الهوس فإن لم تحذر سيرحب الجنون بك........إسمي ليلى أنا فتاة بالتاسعة عشر من عمرها ليس لي العديد من الاهتمامات،لا يميزني شيء عن غيري سوى...ربما جمالي.....كثير يقولون لي أن شخصيتي هادئة و جميلة و البعض يقولون أني مجنونة قليلا كما و يقولون أني قوية جدا رغم أن كل ما أراه في نفسي هو الضعف و الانكسار
و لكن يجب علي التظاهر بالقوة في كل مكان و زمان و مع أي شخص كان......أنا لا أثق في البشر فهم سرعان ما يغدرون بك ، رغم كوني أملك العديد من الأصدقاء و منهم المقربون مني لكني لا أحب إظهار ضعفي لكائن كان و كما لن أخبركم السر وراء ذلك...لربما ستعرفونه لاحقا و ربما لا.....
//
جالسة في غرفة المعيشة رفقة صديقتي المفضلة حنين إنها تخبرني بإحدى القصص الرومانسية المملة، تخبرني بها رغم كونها تعلم أني لا أؤمن بالحب لأنه مجرد إعجاب بالمظاهر ليس أكثر ...قالت حنين بضيق "أنا أتحدث معك هنا " فأجبتها بضجر " أعلم ،أعلم..مغني مشهور أحب فتاة في صغره و بحث عنها منذ 14 عاما رغم كونه لم يراها سوى مرة واحدة في كل حياته" توقفت قليلا ثم إلتفتت إليها قائلة " هل تريدين مني تصديق مثل هاته القصة المبتذلة....من الواضح أنه إختلق هذه القصة لجلب المزيد من المشاهدات " غضبت الأخرى قائلة " بالطبع لا !لماذا تتحدثين هكذا ؟! " " تعلمين أني لا أؤمن بالحب و هاته التفاهات " إنفعلت الأخرى لما قلته " حسنا لا تؤمني و لا تصدقي لكن شئتي أم أبيتي القصة حقيقية " تنهدت بضجر قائلة " و لماذا تخبريني بهاته القصة ؟؟"
" كل هذا الشرح و لم تفهمي !!" " لا "
فبدأت الأخرى بالشرح بسرعة و يبدو أنها ضاق صدرها بسببي فتحدثت بسرعة ناسية أخذ ما يسمى بالأكسجين " لأن الفتاة التي يحبها إسمها ليلى و لون عيناها عسلية و بشرتها بيضاء و لها غمازات مثلك بالضبط أيتها الغبية " بعد كل هذا الشرح الطويل منها أصابني الصداع بسببها فقلت واضعة يدي على رأسي أمسده بيدي " و إذا ؟!" تنهدت الأخرى فاقدة الأمل " أوتعلمين ماذا ؟ فقط لا تهتمي و إنسي الأمر " " هذا ما كنت سأفعله بكل الأحوال " نظرت حنين لي بعدم تصديق لكني لم آبه لها ، أنا لا أحب القصص الرومانسية فجميعها كاذبة و غير حقيقية.....
حنين أكملت " يوجد غدا حفل له سأذهب إليه"
فقلت ببلاهة " لمن ؟! " فصرخت الأخرى بنفاذ صبر " للمغني الذي كنت أتحدث عنه " فقلت بفضول سأندم عليه الآن " ما إسمه ؟" عدلت الأخرى جلستها بحماس لنبدأ بالحديث الذي لا ينتهي " إسمه الكامل أليكس دي آلفونس تستطيعين مناداته ب آليكس أو بإسم شهرته آل
بالمناسبة إسمه مسيحي لأنه كان مسيحي و لكنه غير ديانته للإسلام مع أنه عاش في صغره هنا إلا أنه بسبب...." قاطعتها بسرعة " حسنا ،حسنا لقد سألتك عن إسمه لا عن قصة حياته " فعادت تنظر إلي بضيق ثم قالت بعبوس " حسنا لن أقول لكي شيئا آخر " زفرت أنفاسي براحة قائلة " هذا أفضل " لكني لم أنعم سوى بلحظات من السلام حيث قالت حنين مرة أخرى " أه صحيح، لقد ضللتني عن الموضوع الذي أريد قوله " " ألم تقولي الآن أنكي لن تقولي شيئا آخر ؟!" لكنها تجاهلتني قائلة " هذا ليس المهم الآن ، المهم أني أريد منك القدوم معي " " إلى أين ؟!" قالت الأخرى بغضب " إلى الحفل " " و لماذا سأذهب معك للحفل ؟! " قالت الأخرى بإصرار " لأننا جميعنا ذاهبات ، جميع صديقاتنا أنا و ياسمين و سلمى لذلك ستذهبين أيضا ""لا أريد " نظرت الأخرى إلي بتوسل " أرجوووك ".....
و بعد عدة ساعات من الإقناع وافقت أخيرا على الذهاب إلى حفل ذاك اليتيم ......
قد يبدو وصفه باليتيم قاسي لكنه أسهل من لفظ إسمه إنه طويل و صعب.......
في اليوم التالي ذهبنا جميعنا إلى الحفلة....كنا في وسط الناس و كوني قصيرة لم أستطع رؤية اليتيم ، بالنسبة للبقية فهن يجاهدن لرؤيته أما أنا فلا نية لي لفعل هذا فأنا لست مغرمة.....
بدأت الموسيقى و بدأ اليتيم بالغناء...شعور غريب راودني.....صوته مريح لكنه يشعرني نوعا ما بشدة يأسه....يشعرني بالرجاء و كأنه متمسكا بإحداهن و لا يريد منها الذهاب...أهو يقصد تلك الفتاة بهاته الأغاني؟!....لا أعلم.....هذا عكس عادتي...أشعر بالحب في كلماته و لكن....هاته مجرد كلمات أنا لا أؤمن بها ، لا أصدقها ، لا أثق بها....إنها مجرد كلمات كاذبة كغيره من الكاذبين.......
بعد الإنتهاء من الحفل يوجد حدث توقيع معجبين لم أرد الذهاب لكن الفتيات أرغمني على الأمر......
واقفة من بعيد أنتظر دوري فقد جاء دور بقية صديقاتي و بقيت أنا.....و أخيرا قد جاء دوري ،أعطيته دفترا كانت الفتيات قد أعطتني إياه ليوقع عليه.....نظرت إليه "إنه وسيم " هذا ما إعتقدته في نفسي ، هو يمتلك عينان بزرقة البحر و بشرته بيضاء نوعا ما ، شعره أسود كثيف...إنه يناسبه....أرى على ظهر يده وشم مكتوب عليه " Layla " أي ليلى بالعربية و هو إسم الفتاة التي يبحث عنها ، قيل لي أنه حفر إسمها على يده اليسرى كونها متصلة بقلبه و كان هذا قبل إعتناقه الإسلام...يالها من فكرة رومانسية غبية......
"ما أسمك ؟" قال بصوته العميق ، قالها بدون النظر إلي أو حتى رفع بصره نحوي فأجبته بهدوء محاولة تجاهل رغبتي بضربه فأنا هنا بسببه " ليلى".....عندما سمع إسمي رفع نظره نحوي ، أجل...أنا أمتلك نفس إسم محبوبتك إذن ماذا ؟.....فجأة رأيت مقلتيه تضيقا على آخرهما و تعابير وجهه تحولت للصدمة الجلية ، بقي ينظر إلي كأنه رأى شبحا ما و هذا أخافني ، أخافني كثيرا....ليس أنه ينظر إلي بل لأنني علمت معنى هذه النظرة و ما الكلام الذي سيقال بعدها و هذا ما أنا خائفة منه....لا تلقائيا إلتفتت هاربة بسرعة كبيرة دون النظر إليه أو لأحد آخر.......
خرجت من المكان جريا و الفتيات ورائي لا يفهمن شيئا مما يحدث و لكني أعلم....أعلم....تلك النظرات تخبرني أني هي الموشومة في قلبه....
أركض و بقية الفتيات يركضن خلفي إلتفتت برأسي لأرى إن كان يلاحقني و بالفعل هذا ما رأيته....لقد كان بعيدا عني لكنه يركض و ينادي بإسمي ، أوقفت سيارة أجرة بسرعة و ركبت بها أنا و الفتيات.....
" بسرعة يا عم إنطلق " إنطلق السائق تحت تسائل الفتيات " ما الذي يحدث ،لماذا نركض و لماذا آل يلحق بنا ؟! " قالت حنين بفزع " لا أعلم ، لا أعلم....لا تسأليني " كذبة... أعلم و خائفة أن أعلم ، أعلم و خائفة أن يعلموا...إلتفتت أنظر إلى الخلف عبر زجاج النافذة لأنه ما يزال يركض بأقصى ما يستطيع ، إنه سريع جدا لكنه بالطبع لن يلحق السيارة...توقف تفكيري حينما رأيت قميصه ملون بالأحمر إنه مغطى بالدماء..تذكرت حينها ما رأيته في الأخبار البارحة " لقد تعرض إلى محاولة إغتيال " ...
قلبي ينبض بسرعة خارقة.....إنه مصاب....ما الذي يدفعه للإستمرار بالركض خلفي....هذا مزعج..هذه المشاعر مزعجة...فلتبقى مكانك و لا تأتي إلي إني خائفة ألا تفهم هذا ؟! إبتعد عني و إتركني.....
علمت هذا في قرارة نفسي أنه لن يتوقف عن الركض خلفي قلت بسرعة و الخوف يسيطر علي من موته بسببي " توقف !!" أوقف السائق السيارة مستغربا لأنزل منها بسرعة عالمة أني سأندم لبقية حياتي على فعلي هذا.....
يركض ناحيتي و حينما إقترب مني خفف سرعته و قبل أن أقول شيء وجدته يمسك يدي و يجذبني لحضنه...
يحتضنني بقوة كالطفل الضائع الذي وجد أمه ، يكاد يدخلني بين ضلوعه بحضنه لي و هو يردد بإسمي جانب أذني....الدماء تصعد إلى وجهي بشكل جنوني متأكدة أن لونه أصبح أحمر الآن.....أحاول التحرر من بين يديه لكني لا أستطيع فهو أقوى و في كل محاولة يهمس بجانب أذني "لا تذهبي "....إلى أن أغشي عليه لشدة الدماء التي نزفها....
أنت تقرأ
لقد كنت هي I WAS HER
Romance...بعيناها هائما هو وقع أسيرا لها و لم يعرف مخرجا و لا مسلكا من و إلى حبها ....بعينيها يحيى و لبسمتها يبقى .....ليس بأعمى لكنه لا يرى غيرها ..ليس بأصم لكنه لا يسمع سوى صوتها...و ليس بأخرس لكن الأحرف تنفذ عند تعبيره عن حبه لها ....هي عالمه و محوره ه...