رفيق على الطريق

108 1 0
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

أضواء مصابيح ساطعة تنعكس من على سطح إسفلتي مبلل جراء رمي سحابة ماطرة بحمولتها عليه قبل عدة ساعات ..

أمراة في أواخر العشرين من عمرها تقود سيارتها وحدها قبل منتصف الليل بساعة وسط غابة كبيرة
و كثيفة شقها طريق ممهد غير مزدحم لقلة سالكيه ..

بالرغم من الأجواء المظلمة والساكنة المحيطة بالمرأة كما أحاطت تلك الأشجار بأطراف الطريق إلا أنها كانت ممن يستمتعون بمثل هذه الطرق المعزولة خاصة ليلاً و تقضي وقتها تنصت للمذياع و تتناول بعض القهوة الساخنة التي أعادتها قبل بدأ رحلتها
و تسكب بعضَها من وقت لآخر في كوب ورقي صغير.

خلال إدارة المرأة القابس المذياع بحثاً عن محطة إذاعية حوارية بعد اكتفائها من سماع القنوات الغنائية لمحت في الأفق المعتم أنواراً صفراء صغيرة تضيء بشكل متكرر لسيارة متوقفة على جانب الطريق فرمت بكوب قهوتها من النافذة مغلقة جميع النوافذ والأبواب بإحكام و مع اقترابها اتضحت معالم سائقها و هو يجلس على مقدمتها يتفحص هاتفه المحمول و لعلمها المسبق بأن هذه المنطقة من الطريق لا تصلها تغطية الهاتف. توفقت عنده و أنزلت جزءًا يسيرًا من النافذة باب الراكب بجانبها
و خاطبته قائله :

(( ما المشكلة .. ؟! ))

التفت صاحب السيارة نحوها و قال باسماً :

(( لم أعتقد أن أحداً سيتوقف لي في هذه المنطقة النائية لمساعدتي .. ))

- أنا لم أقرر مساعدتك بعد ..

وجه الرجل الذي كان في منتصف الأربعينيات من العمر تقريباً وجهه أمامه و قال :

جحيم العابرينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن