في عالم مليء بالترتيب والطبقات الاجتماعية، كان بومقيو، ذلك الشاب الذي لطالما عُرف بقدرته على التعامل مع الناس بأسلوب دبلوماسي وذكاء اجتماعي، يعيش حياة هادئة كمستشار لرئاسة إحدى الشركات الكبرى. تميز بومقيو بأناقته ولباقته، لكنه لم يكن مجرد شخص عادي. كانت مهمته تتمثل في إصلاح سلوك ألفا يُدعى يونجون، الذي كان معروفًا بتعجرفه وقلة احترامه للآخرين.
يونجون، من الألفا المتسلطين، كان يتمتع بقوة وذكاء خارقين، لكن شخصيته الفظة والمتعالية جعلت الجميع يخشى التعامل معه. كان يشعر أنه لا يحتاج إلى أحد، وكان ينظر للجميع بنظرة استعلاء. لذا، قررت رئاسة الشركة إرسال بومقيو، الذي كان معروفًا بقدرته على التعامل مع الأصعب من الناس، لإصلاح شخصية يونجون وجعله أكثر احترامًا وتهذيبًا.
بومقيو، الذي كان مُكلفًا بمهمة جعل يونجون أكثر احترامًا، قرر اتخاذ خطوة جريئة. بدلاً من مراقبته عن بعد، سجل نفسه في المدرسة التي يدرس فيها يونجون ليقترب منه أكثر ويكتشف جوانب شخصيته عن كثب. بالطبع، بومقيو كان أكبر من يونجون، لكن المدرسين كانوا يتسترون على وجوده في المدرسة ويعاملونه كطالب عادي حفاظًا على السرية التامة للمهمة.منذ اليوم الأول، لم يثر وجود بومقيو انتباه الطلاب أو حتى يونجون، فقد ظهر وكأنه طالب جديد يحاول التكيف مع المدرسة. لكن بومقيو كان لديه هدف محدد: ملاحظة يونجون عن قرب، وفهم تصرفاته داخل بيئة المدرسة، حيث كان يرى كيف يتعامل مع أقرانه ومعلميهم.رغم أن يونجون كان مُتسلطًا في سلوكياته، كان بومقيو يلتقط لحظات من الضعف أو الانعزال في سلوكاته. وبفضل هذا القرب الجديد، تمكن من معرفة المزيد عن ماضي يونجون وحياته الشخصية التي ربما أثرت على سلوكه الحالي.بومقيو، على الرغم من أنه كان يراقب يونجون عن كثب، كان يعلم أن محاولة التقرب منه بشكل مباشر قد تؤدي إلى رفض فوري أو ربما تثير شكوكه. لذلك، قرر بومقيو أن يتبع استراتيجية غير مباشرة للتقرب من يونجون. بدأ بومقيو في الانخراط في الأنشطة المدرسية التي كان يونجون يشارك فيها، مثل الرياضة أو الأنشطة الجماعية، دون أن يُظهر أنه مهتم به بشكل خاص. كان يتحدث مع طلاب آخرين حول مواضيع عادية، حتى يكون دائمًا بالقرب من يونجون ولكن دون أن يلفت الانتباه إلى نفسه.في الفصول الدراسية، كان بومقيو يجلس بالقرب من يونجون، لكن لم يكن يزعجه. كان يحاول ببطء بناء علاقة ثقة غير مباشرة، ربما من خلال المساعدة في حل الواجبات المدرسية أو التحدث بشكل عرضي عن المواضيع التي تهم يونجون. كان هذا النهج الحذر يسمح ليونجون بأن يعتاد على وجود بومقيو في حياته دون أن يشعر بالضغط.مع مرور الوقت، بدأ يونجون يلاحظ بومقيو بشكل أكبر، وربما شعر أن بومقيو مختلف عن الآخرين. لم يكن يحاول التفوق عليه أو تحديه، بل كان يتصرف بوداعة وحكمة، مما أثار اهتمام يونجون به بشكل غير ملحوظ.مع مرور الوقت، بدأت الأمور تتغير بشكل غير متوقع. يونجون، الذي كان فاشلًا في الدراسة، وجد نفسه مضطرًا للاستعانة ببومقيو، الطالب الجديد الذي بدا وكأنه يعرف كل شيء. لم يكن يونجون ليطلب المساعدة من أي شخص عادةً، لكن شيئًا في بومقيو جعله يشعر أنه يمكنه الاعتماد عليه.بدأ بومقيو في تقديم المساعدة ليونجون بشكل لطيف وغير مباشر. كان يقدم له النصائح حول المواد الدراسية وكيفية التحضير للامتحانات، دون أن يجعله يشعر بالإحراج أو الفشل. في البداية، كان يونجون يشعر ببعض الاستياء، لكن سرعان ما أدرك أن بومقيو كان يساعده بصدق، دون أي نوايا سيئة.هذا التعاون غير المتوقع بينهما جعل يونجون يعتمد على بومقيو بشكل أكبر. بومقيو كان يستخدم هذه الفرصة لبناء جسور من الثقة بينهما، وببطء بدأ يونجون يشعر بالراحة حوله.في أحد الأيام، بينما كان يونجون يجلس في زاوية المدرسة محاطًا بهالة من العزلة، أخرج سيجارة وبدأ يدخن بتهور كعادته. الجميع كان يعرفه على أنه الفتى الشقي، وكان تصرفاته المتمردة تجعله مشهورًا بين الطلاب. لكن بومقيو، الذي لطالما كان مشرقًا، لم يكن ليقف متفرجًا على هذه العادات التي رآها ضارة ليونجون.اقترب بومقيو من يونجون بخطوات هادئة، لكنه لم يكن قاسيًا. جلس بجواره بهدوء للحظة ثم قال، وهو ينظر إلى السيجارة بين أصابع يونجون: "أتعلم، هذه الأشياء قد تدمرك يومًا ما. لماذا تستمر في شيء تعرف أنه يضرك؟"يونجون رفع عينيه بكسل نحو بومقيو، ثم نفخ الدخان ببطء قبل أن يجيب بتحدٍ: "وما شأنك أنت؟ أنت لست معلمي ولا أبي. كل ما يهمك هو درجاتك."ابتسم بومقيو، لكنه لم يكن ردًا ساخرًا. كان يعرف أن يونجون يحاول بناء جدار بينه وبين أي شخص يحاول الاقتراب. "أنا لست هنا لأكون معلمًا أو أبًا لك، لكني قلق بشأنك. أنت تستعين بي في الدراسة، لكني أعتقد أنك تحتاج إلى شيء أكثر من مجرد المساعدة في الدروس. لماذا تدمر نفسك بهذه الطريقة؟"لم تكن هذه الكلمات عتابًا قاسيًا، بل كانت محاولة لفهم يونجون. بومقيو كان يملك تلك القدرة الفريدة على المزج بين اللطف والاهتمام دون أن يشعر الطرف الآخر بأنه محاصر أو ملام.يونجون، رغم تحديه الظاهري، شعر بصدق كلمات بومقيو. لكنه لم يكن جاهزًا للاعتراف بذلك، فقال بخفة وسخرية: "ربما أنت فقط تحب لعب دور الفتى المثالي. الحياة ليست بهذا السهولة التي تراها."رد بومقيو بهدوء: "لا أحد مثالي، يونجون. لكننا نستطيع أن نحاول أن نكون أفضل." ثم نظر إلى السيجارة مجددًا وأكمل: "فكر في الأمر."ترك بومقيو يونجون يفكر بكلماته، بينما أخذ يونجون ينظر إلى السيجارة في يده، مترددًا للحظة قبل أن يطفئها.على الرغم من أن يونجون كان فتى شقيًا في عيون الآخرين، إلا أنه كان اجتماعيًا بطبيعته، يحب التفاعل مع الناس ويحيط نفسه بمجموعة من الأصدقاء. كانت شعبيته واضحة، وكان يستخدم مظهره الجذاب وسلوكه الجريء لجذب الأنظار إليه. في المقابل، بومقيو كان مختلفًا تمامًا. لم يكن يفضل الانخراط في العلاقات الاجتماعية، وكان يفضل الحفاظ على مسافة بينه وبين الآخرين، مكتفيًا بعالمه الخاص.بعد المحادثة حول التدخين، بدأ يونجون يُظهر لبومقيو جانبًا آخر من شخصيته. رغم أن يونجون كان يُعتبر اجتماعيًا، إلا أنه كان يشعر بوحدة داخلية أحيانًا، وكان يعجب بطريقة بومقيو الهادئة والمستقلة. بالنسبة له، كان بومقيو لغزًا غريبًا، شخصًا لا يحتاج إلى محيط من الناس ليشعر بالراحة أو الانتماء.في يوم من الأيام، بينما كان يونجون محاطًا بأصدقائه يتبادل معهم الحديث والضحك، لاحظ أن بومقيو يجلس وحده على مقعد في الفناء، يقرأ كتابًا بهدوء. كان ذلك الفارق بينهما لافتًا للنظر. بعد أن شعر بشيء من الفضول، اقترب يونجون من بومقيو وسأله بابتسامة ساخرة: "ألا تشعر بالوحدة؟ أنت دائمًا بعيد عن الجميع."بومقيو نظر إليه بهدوء وأجاب بابتسامة خفيفة: "الوحدة ليست دائمًا شيئًا سيئًا. أحيانًا تكون المكان الذي تجد فيه نفسك."يونجون، الذي لم يكن يفكر في الوحدة بالطريقة نفسها، شعر ببعض الحيرة. لم يفهم تمامًا كيف يمكن لشخص مثل بومقيو أن يكون مرتاحًا بدون الناس من حوله.