2

6 1 2
                                    

كانْ الظلام ملجاء لي منْ كُلٌ شيء
منْ كُلٌ ما يكونْ.

هذا ما كُنت اعتقدُه .

في ليلة مُمطرة بشكل مُستمر في وقت ليلي أصوات خُطواط البشر في كُلٌ مكان، ألا تلك الفتاه ذاتَ السابعه عشرة منْ عُمرها ،صغيرة الحجم  المُبللة بشكل كامل وبلا حذاء تمشي بقدمها الحافية وملابسها الرثه إلتي أصبحت مُلتسقه بها منْ الماء وبنطال مُنعدم لونه منْ المطر وأضواء الشوارِع الخافتة ليلاً ووجهها المُشوة منْ العدم تمشي بلا هدف عقلها في مكان وتترُك قدمها تتجول بها إلي هناك، وبعد مُده منْ المشي المُستمر تقِف أمام مكتبه مُتوسطة الحجم مُنيرة منْ الخارِج والداخِل ولافته مُعلقه في الاعلي فوق الباب بعضُ الشئ بالاجنبي Dry ink library
(مكتبة الحِبر الجاف)
تدلُف إلي الداخِل تترُك خلفها قطرات الماء تتجول معها ثم تقِف أمام ذلك الاشيب ذو الشعر المُموج قليلاً ولونه الأبيض يدُل علي كُبر سنه ووجهه المُمتلئ بتجاعيد أثر عجزه ذو البشرة البُنيه قليلاً وعينيه البُنيه بشكل واضِح وملابسه عبارة عنْ قميص مُخطط بالألوان الخافتة و أساسه الأبيض جالِس علي مكتبة الإستقبال الصغيرة بجانب الباب يرتدي نظرتُه إلتي تدُل علي ضُعف نظره ويُحدق في الكتاب بكُلٌ راحه وتأمُل، و قطعت تأمُله بالوقوف أمامه بكُلٌ تعب وبعضُ آثار نزيف منْ الأنف والفم وبعضُ الحُمرة علي الخد الأيسر والعين المُنتفخة قليلاً شبه المفتوحة
ثم تعجب مما دل علي فتح عينه بشكل موسع, تركَ ذلِك الكتاب الذي التقطت عيني عنوانه الكوري"زهرةُ الربيع في أرض الذئب" وتحرك مُسرعاً لِجلب منشفه منْ أحدي الزوايا بجانب المكتب ويأتي ليضعها علي و بان طولة عنْ قُرب حوالي 160قدماً وبنطاله بالون البُني كالون عينيه ولكنْ ادكنْ وحٍذائه الأسود العصري قليلاً الذي يقطنونه العجائز في هذا السنْ
"ماذٰ حدث لكِ؟"
لم أتحدث فقد نظرةُ إلي الأرض منْ الإرهاق الشديد غير قادره علي الكلام،
يأخُذني إلي أحِد الجوانب الذي تقبع فيه تلك الأرائك القُطنيه شبه البُنيه الداكنْ بشدة وجلست هناك وهو بجانبي يُساعدني علي مسح آثار الماء علي شعري الأسود كسواد اليل وطوله لى مُنتصف الرقبه
تحدث مُجدداً بشكل بأن عليه القلق حقاً بصوته الرجولي قليلاً
"هل ترغبين بتناول الطعام ؟"
اؤمات بحرج قليلاً ما كان علي أنْ آتي إلي هنا بهذه الحال ولكنه المكان الوحيد الذي يُمكنني أنْ آتي إليه بكُلٌ أحوالي مهما كانت الأسباب
تحرك ذلِك العجوز لى يأتي بطعام أنا حقاً كُنت جائعه جداً لم أكُل سوى قطعت خُبز علي الغداء منْ دون حشوة تُذكر
بعد مرور دقائق يعود ذلِك العجوز وبيده اليُمني الذي أبرزة عُروق يده السمره قليلاً صحن بيها شطائر المُربه علي شكل مثلثات مُتوسط الحجم وبيده الآخره بعضُ الملابس الذي لا أعرف مهيتهُم منْ تكورهم في يده يضع الصحن علي الطاولة المُستديرة آلتي تصل للرُكبه ويُعطيني الملابس علي قدمي
"إنها ملابس ابنتي لم أظُن يوماً أنني قد اعُطيهم لأحد ليرتديهُم..هيا اذهبِ، الغُرفه في الاعلي لترتديهُم قبل أنْ تُصابي بالمرض "،
أخذتُها منْ دون كلمه وصعدت إلي الاعلي علي تلِك السلالم بممرها الذي يتسِع لفرد واحد وصلتُ إلي منزله الذي يسكُنه فعلاً كان بسيط رغُم دفئه وهناك غُرفتان يُمكنني أنْ أرى الفرق بينهُم أنْ إلتي علي جانبي هي غُرفت أبنته، الذي يختلف هو لون الباب فالون بابها وردي ولون بابهُ أبيض دلفتُ إلي تلِك الغُرفه ألقابِعه بين هذه المساحه منْ المنزل بالونه المُختلف تماماً عنْ أي لون كان هنا، نعم لقد كانت هي، بحجم السرير الكبير بعضُ الشئ الذي يتسِع لفرد واحد و التسريحه وعُلب موضوعه علي جانبها و خزانت الملابس المُغلقه كانْ المكان هادئ ونظيف بمعني الكلٍمه لا يُزعجها سوى صوت المطر منْ الخارِج منْ تلك النافذة فوق السرير مُباشرة قُمت بتغيير ملابسي إلتي أعطني أيها ذلِك العجوز عبارة عنْ تيشيرت منْ الاعلي وردي و بنطال بالون الأسود، ونزلتُ إلي ما كُنت أجلس لتناول الطعام الذي جلبهُ، وهو كانْ يمسحُ شعري بلُطف شعرتُ كأنه كُلٌ عائلتي في هِذه الحظة، وعند إنتهائه منْ تنشيفه كُنت أنا لا أزال أُحاول الإنتهاء منْ الأكل ذَهب مُجدداً وعاد وبيده اليُمني كوب حليب كامل الدسم
"عندما تنتهي اشربية حسناً"
أعطاني اِبتسامه مُحببه إلي قلبي كُنت أُريد الرفض فأنا لا اشربه بسبب حساسيتي منه لكنْ
"حسناً عم لياو "
بدالتُه تلِك الإبتسامة العفوفه بكُلٌ امتنانِ و تَركني وذَهب للجلوسِ عند النُقطة إلتي كانْ فيها قبلاً لقرائةِ كُتابه وانتظارُ زبونً ليأتي
انتهيتُ أخيراً منْ تناول الطعام وكُنت مُتردده لشُربِ ذلِك الحليب ولكنْ رغُما ذالك شربتهُ دُفعه وحدهَ
لم أُدرِك يومها أننْي نُمتُ مكاني والغطاء كانْ علي جسدي يُدفئني منْ بُرودة الجوِ اِستقامتُ في جلوسي وأنا أنظُر حولي علي كُلٌ تلك الروفوف منْ الكُتب منْ جميع الأصناف وتلك الإنارة الخافِتة تُعطي لون هادئ ومُريح للأعصاب كما يُحبها الزبائِن عند الجوءِ إلي هنا والقرائه بكُلّ راحه وسكينه تركتُ مكاني مُتوجها إلى أِحد الروفوف ولا تنسي عُبور سُلمين في أو طُرقه أمسكتُ كتاب في آخر رفوف المكانْ ذلِك الكِتاب زرعَ في عقلي فُضول لقراءته وعندما وضعتهُ بينا يدي سرقة عيني عنوانه الأجنبي المُنسق "سُطور أظلُم "
لم يكونْ سوى جلد بالون الأسود وعُنوانه في وسطه ولا تنسي إسم الراوي (جارتين)

سُطور أظلُمWhere stories live. Discover now