الفصل 12

1 0 0
                                    

كانت إيڨن جالسة في الغرفة الفاخرة، لا تزال لا تصدق أنها عالقة هنا. حاولت فتح الباب أكثر من مرة، لكن كان مقفلاً بإحكام. فجأة، سمعت أصواتًا في الخارج، أصوات عالية وكأن هناك شجارًا. اقتربت من الباب بحذر لتسمع طرقات عنيفة.

في الخارج، رجال ماثيو كانوا يحاولون اقتحام المكان، لكن ليام كان حاجزًا صلبًا أمامهم. جسده القوي كان يقف كالجدار بين الرجال وبين إيڨن. بدأ الشجار بينهم، وكان ليام يتصدى لكل هجمة بضربة قوية. "لن تلمسوها!" صاح ليام بغضب، يضرب بقبضته أحد الرجال الذي سقط على الأرض بقوة.

لكن فجأة، ظهرت سيارات الشرطة أمام الشقة. نزل منها رجال الأمن بزيهم الرسمي. كانوا يحملون أوامر اعتقال من المحكمة بعد تلقي شكاوى ضد ليام. تدخل رجال الأمن فورًا، وقاموا بتطويق المكان. حاول ليام المقاومة، لكنه لم يكن قادرًا على التصدي لهم جميعًا.

"أوقفوه!" صرخ أحد رجال الأمن. تراجع ليام بخطوات متعثرة قبل أن يقبضوا عليه ويضعوا الأصفاد في يديه.

أحد رجال الأمن اقترب من إيڨن وقال بلطف: "لقد انتهى الأمر الآن. أنتِ بأمان. وأصبحتي الآن ذات نفوذ، بفضل ثروة والدكِ وعقاراته، وثروة والدتكِ كاملةً هي لكِ."

نظرت إيڨن إلى الرجل بصدمة. "ماذا؟ ثروة والدي؟ ماذا عن والدتي؟"

أجاب الرجل: "والدتك هي من طلبت نقل كل شيء إليكِ. يبدو أنها تعتقد أنكِ الشخص الوحيد الذي يستحق هذه الثروة."

تراجعت إيڨن بصدمة وجلست على الأريكة وهي تحاول استيعاب الموقف. أمسكت هاتفها بسرعة واتصلت بوالدتها.

"أمي؟ هل ما قالوه صحيح؟"

جاء صوت والدتها هادئًا لكن مليئًا بالعاطفة. "نعم، يا إيڨن. لقد أعطيتكِ كل شيء. أنتِ الآن قوية، لديكِ كل ما تحتاجينه."

"لكن لماذا؟" سألت إيڨن بنبرة مملوءة بالحيرة.

"لأنني لا أملك سببًا للعيش إلا أنتِ. كل ما فعلته كان من أجلكِ. أنتِ الشخص الوحيد الذي يهمني الآن."

صمتت إيڨن للحظات، تشعر بمزيج من السعادة والحزن في آن واحد.

---

في مكان آخر، كان ماثيو في مكتبه، ينظر إلى تقرير رجالِه. إيڨن قد تم إنقاذها. تنفس الصعداء، لكنه شعر بشيء غريب في صدره. عندما رآها مجددًا، لم تكن إيڨن نفسها. كانت تبدو قوية، مختلفة... وكأنها تحولت إلى شخص آخر تمامًا.

دخلت إيڨن إلى المكتب بعد فترة قصيرة. عيناها كانت مليئة بالحزم والقوة. "شكرًا لك، ماثيو. لقد أنقذتني."

ابتسم ماثيو بخفة، لكنه شعر بالمسافة بينهما. "هذا هو ما يهمني، أن تكوني بخير."

نظرت إليه إيڨن بعمق. "لكنني لست نفس الشخص بعد الآن، ماثيو. كل شيء تغير."

"أعلم،" قال ماثيو بهدوء، محاولًا إخفاء حزنه. "لكنني ما زلت هنا... ما زلت أحبك."

نظرت إليه إيڨن بصمت، دون أن تعطيه إجابة واضحة. كان كل شيء مختلفًا الآن.

بعد هذا اللقاء، قرر ماثيو أنه لم يعد يحتمل الحياة الروتينية كمدرس. قدّم استقالته، وترك العمل. "لقد مللت من هذه الترهات، أحتاج لتغيير حياتي."

---

في منزل ليام، كان والده واقفًا أمام صورة ابنه، متجهمًا. لم يعد قادرًا على تحمل ما فعله ليام. "لقد فقد كل شيء... لم أستطع تحمل هذا بعد الآن." قالها بصوت مليء بالغضب.

"لكنكَ ضابط شريف! كيف تستطيع أن تسجنه؟" سألت ميرا بقلق، محاولة الدفاع عن ليام.

"ليام تجاوز كل الحدود، ميرا. كان يجب عليه أن يتحمل عواقب أفعاله. لا يهم كم هو قوي أو غني، لا أحد فوق القانون." قال والده بنبرة حاسمة. كان قراره لا رجعة فيه.

"لكن... إنه ابني! كيف يمكنني أن أتركه يضيع هكذا؟" قالت ليليت، والدة ليام، وهي تحاول كتم دموعها. بعد فترة من المرض، تعافت أخيرًا، لكنها كانت تشعر بالحزن العميق لرؤية ابنها في السجن. تحول هذا الحزن تدريجيًا إلى حقد. "إيڨن... هي السبب في كل هذا."

نظرت ميرا إلى ليليت بعينيها الجادتين. "يجب أن نفعل شيئًا. إيڨن أخذت كل شيء منا."

هزّت ليليت رأسها ببطء، وكأنها تخرج من دوامة تفكير عميق. "لن أتركها تفلت بهذا، ميرا. سأساعدكِ في إنهائها. لقد دمرت حياتي وحياة ابني."

نظرت ميرا إليها بحماس. "إذن، سنتعاون؟ سننهيها معًا؟"

"نعم، وسأتأكد من أن ليام سيعود إليكِ... سأزوجكِ منه."

Capture my heart حيث تعيش القصص. اكتشف الآن