الفصل الثاني

5 3 0
                                    

الفصل الثاني: المعلم والفتاة

عند الفجر، استيقظ "هارو" على صوت خافت لخرير المياه المتدفقة عبر الوادي. كان المكان يبدو أكثر هدوءًا مما كان عليه في الليلة الماضية، كأن الطبيعة نفسها تمنحه الراحة بعد الليالي المليئة بالشكوك والقلق. وقف ينظر حوله، يبحث عن أي علامة تدله على الحياة في هذا الوادي المجهول.

بينما كان يتقدم ببطء عبر الغابة الكثيفة التي تحيط بالوادي، لفت انتباهه صوت حاد يقطع الصمت؛ كان صوت سيف يضرب الهواء بقوة ودقة. اقترب بحذر، ليكتشف فتاة شابة تتدرب بإتقان على فنون القتال، وحركاتها كانت تفيض بالقوة والانضباط. كان واضحًا أنها ليست مجرد فتاة عادية، بل مقاتلة خبيرة.

من بعيد، كان يراقبها، محاولاً فهم مصدر هذه القوة. كانت تلك الفتاة تتدرب دون توقف، وكأنها تعيش وسط معركة لا تنتهي. مع كل حركة، كانت تظهر قدرتها العالية على التحكم بالسيف، و"هارو" لم يستطع إلا أن يُعجب بها. كان قد اعتقد أن هذا الوادي قد يكون مكانًا للسلام والعزلة، لكنه أدرك الآن أنه أمام تحدٍ أكبر مما تخيل.

لقاء المعلم

في تلك اللحظة، سمع صوتًا جديدًا خلفه. رجل مسن ذو لحية رمادية وشعر أشعث، يقف على مسافة قصيرة منه، يراقب ما يحدث بهدوء وحكمة. أدرك "هارو" أن هذا الرجل لم يكن مجرد مشاهد، بل هو المعلم الذي يسعى إليه.

"أنت هنا لتتعلم، أليس كذلك؟" قال الرجل بنبرة هادئة، لكن صداها في قلب "هارو" كان عميقًا.

هز "هارو" رأسه بالموافقة، دون أن ينبس ببنت شفة. بدا المعلم وكأنه يعرف كل شيء عنه، وكأن نظراته تخترق أعماق روحه. "لكل من يدخل هذا الوادي هدف، لكن ليس الجميع مستعدًا لمواجهة الحقيقة التي يكتشفونها هنا."

البداية الجديدة

بينما كان "هارو" يتأمل كلمات المعلم، أدرك أن هذه الرحلة لن تكون مجرد اختبار لقوته الجسدية، بل اختبار لنفسه. كان يعلم أن الماضي لا يزال يطارده، لكن في هذا المكان، ربما يمكنه البدء من جديد.

الساموراي المنبوذ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن