الفصل الرابع

4 3 0
                                    

الفصل الرابع: اختبار الروح

مرّت الأيام في الوادي كأنها شهور، و"هارو" كان يزداد قوة تدريجيًا، لكن مع كل يوم كان يشعر بأن التحدي الحقيقي لا يزال ينتظره. لم يكن التدريب البدني وحده ما يُتطلب منه، بل كان عليه أيضًا أن يواجه ضعفه الداخلي، تلك الشكوك التي كانت تسيطر عليه منذ لحظة نفيه.

في صباح غائم، استدعى المعلم "هارو" والفتاة إلى ساحة مفتوحة في قلب الوادي. بدا المعلم جادًا أكثر من المعتاد، وكانت ملامحه تشير إلى أن ما سيحدث اليوم ليس تمرينًا عاديًا. وقف كل منهما في مواجهة الآخر، وبينهما سيوف خشبية على الأرض.

"اليوم ستخوضان أول اختبار حقيقي لكما،" قال المعلم بصوت هادئ لكنه صارم. "هذا ليس مجرد قتال جسدي. إنه اختبار للروح. من سيتفوق ليس الأقوى جسديًا، بل من يستطيع السيطرة على قلبه وعقله."

المواجهة

تقدمت الفتاة أولاً، ورفعت سيفها الخشبي. كان هدوءها وسرعة حركتها يثيران الإعجاب، فقد كانت تضرب بدقة وكأنها قد تدربت على هذا طوال حياتها. على الجانب الآخر، كان "هارو" يحاول أن يبقي هدوءه، لكنه شعر بضغط كبير داخليًا. كيف له أن يواجه شخصًا بهذا التركيز؟

بدأت المعركة، ومع كل ضربة كان "هارو" يشعر وكأن الفتاة تسيطر على الميدان، بينما هو لا يزال يبحث عن اللحظة المناسبة. لم يكن القتال كما اعتاد عليه، فقد كان عليه أن يتجنب الهجوم ويبحث عن فرصة للتفوق. ضرباتها كانت سريعة ودقيقة، لكن "هارو" تعلم أن يفكر ببطء في كل خطوة، محاولًا إيجاد نقطة ضعف.

اللحظة الحاسمة

خلال المعركة، أدرك "هارو" فجأة أن التوتر الذي يشعر به ليس بسبب الفتاة، بل بسبب نفسه. كانت كل خطوة يقوم بها متأثرة بخوفه من الفشل، وخشيته من أن يكون غير كافٍ. ولكن في تلك اللحظة، تذكر كلمات المعلم: "السيطرة على القلب والعقل."

توقف للحظة، أخذ نفسًا عميقًا، ثم استعاد توازنه. فجأة، تغيرت المعركة. لم يكن "هارو" يحارب الفتاة فقط، بل كان يحارب الشك الذي بداخله. ومع ضربة واحدة دقيقة، استطاع أن يصيب الفتاة في كتفها، مما جعلها تتراجع.

النهاية

توقف المعلم عن القتال، وأشار إليهما بالوقوف. "هارو" لم يكن يشعر بالنصر بقدر ما كان يشعر بالتحرر. لقد فهم الآن أن الاختبار كان اختبارًا لروحه، وأنه كان عليه مواجهة ما بداخله ليصبح أقوى.

بينما كانت الفتاة تمسح العرق عن جبينها، نظرت إليه بابتسامة طفيفة. لم يكن القتال بينهما عن كراهية أو منافسة، بل كان جزءًا من الرحلة التي يخوضانها معًا.

"لقد حققت خطوة كبيرة اليوم،" قال المعلم وهو ينظر إلى "هارو". "لكن الطريق لا يزال طويلًا."

الساموراي المنبوذ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن