الفصل الثامن²

5 3 0
                                    

الفصل الثامن: الحقيقة المُذهلة (الجزء الثاني)

بعد أن كشف "هارو" عن الحقيقة، دخلت الفتاة في حالة من الصدمة. عيناها كانت تحدقان فيه، وكأنها لا تستطيع تصديق ما سمعته للتو. كان الموقف أكبر من أن تستوعبه في تلك اللحظة. حاولت الفتاة استجماع أفكارها، لكنها لم تجد الكلمات المناسبة.

"أنت... والدي؟" قالت أخيرًا بصوت مليء بالدهشة والإنكار. كانت كل المشاعر التي عاشتها مع "هارو" منذ أن التقيا تتداخل مع بعضها. كيف يمكن أن يكون هذا صحيحًا؟ كيف يمكن لرجل اعتبرته مجرد شريك في التدريب أن يكون والدها؟

شعر "هارو" بمرارة السؤال في صوتها، وكان يعرف أن الرد لن يكون سهلاً. لكنه أراد أن يكون صادقًا معها حتى النهاية. "نعم، أنا والدك. وأعلم أن الأمر صعب عليكِ الآن، لكنني لم أكن أعرف... لم أكن أعرف أن لدي ابنة."

محاولة الهروب من الحقيقة

نهضت الفتاة بسرعة من مكانها وكأنها تحاول الهروب من الحقيقة التي اكتشفتها. بدأت تسير بسرعة مبتعدة عن "هارو"، تحاول استيعاب الكلمات التي سمعتها. لم تكن تريد أن تصدق، ولكن شيئًا ما في أعماق قلبها أخبرها أن هذا الرجل قد يكون صادقًا.

"لماذا؟" صرخت وهي تتوقف في منتصف الطريق، عيناها تمتلئان بالدموع. "لماذا لم أكن أعلم؟ لماذا لم تخبرني منذ البداية؟" كانت كلماتها تحمل مشاعر الغضب والألم والخيانة.

تقدم "هارو" ببطء نحوها، يحاول الاقتراب دون أن يزيد من مشاعرها. "لأنني لم أكن أعلم. لم أكن أعلم حتى وقت قريب، ولم أكن أعرف كيف أخبركِ. هذا أمر جديد عليَّ كما هو جديد عليكِ. أعلم أنني ارتكبت أخطاء، لكنني هنا الآن."

قبول الحقيقة

بعد لحظات من الصمت، بدأت الفتاة تستعيد هدوءها. كل ما حدث في الأشهر الماضية بدأ يتجمع في عقلها، وربما بدأت ترى الأمور من منظور مختلف. كانت علاقتها بـ"هارو" دائمًا غريبة، هناك رابط غير مفهوم بينهما. ربما كان هذا هو الرابط الذي لم تدركه طوال هذه الفترة.

"هل تقول الحقيقة؟" سألت الفتاة أخيرًا بصوت منخفض، لا يزال مليئًا بالتردد.

"نعم،" أجاب "هارو" بصوت حازم. "أنا والدك، وهذه ليست صدفة. القدر جمعنا هنا لنعرف هذه الحقيقة، وأريد أن أكون جزءًا من حياتكِ، إن كنتِ تسمحين بذلك."

أغمضت الفتاة عينيها للحظة، محاولةً فهم كل شيء. كانت تحتاج إلى الوقت، لكن شيئًا في داخلها دفعها لتصديق "هارو". ببطء، فتحت عينيها وقالت: "أحتاج لبعض الوقت لأفكر في هذا. لكنني... سأصدقك."

الساموراي المنبوذ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن