وداعا... اخي....

472 43 4
                                    

ترددت في بادئ الامر....

ولكنني اخترقت الباب الخشبي ودخلت....

وجدت امي تبكي بشدة....

وابي يربت على كتفها.....

قالت: لماذا جيس.... اين هو؟!! لماذا؟!! هل خطفه احد؟!! هل يأكل جيداً...

ترقرق الدمع في مقلتي.....

اقتربت وقلت: لا تقلقي امي...... انا بخير....

وضعت يدي على يدها ولكنها دخلت ولم تلامس جلد والدتي....

فجاءة ابتعدت امي عن ابي وقالت: انا متأكد هذا من فعل ابنتك ساكورا.....

قال: كيف... فساكورا ماتت منذ عشرة سنين......

قالت: لا... انا متأكد انها هي من خطفته.... روحها..... انها تغار منه.....

وصعدت للعلية....

وابي زم شفتيه وقال: اتمنى لو انني ما اتيت بك يا ساكورا الى هنا.....

فبهذا يمكنني ان اراك اليوم امامي....

انا متأكد انك تشبهين والدتك.....

انني اشتاق إليكما......

اتسعت مقلتي.....

هو لا يكرهها.....كما قلت....

قلت: انتظر ابي.... ابي....

ولكنه لا يسمع صوتي.....

لا يبصرني....

انا مجرد طيف....

صرخت بأعلى صوتي....

لـــمــاذا؟!!!!

ليصمتني صوت خشن اجهل مصدره...

(لقد اشفقت عليك.... خذ هذه جرعة من دواء إذا تناولت حبة منها ستصبح مرئي)

وفجاءة....

خرجت علبة دواء يوجد بها حبة واحدة.....

امسكتها واردت ابتلاعها.....

ولكن تذكرت شيء.....

لا يجب ان اخذها ..

اعدتها وبما انني ألامس الجماد....

فخطرت في بالي فكرة.....

كتبت رسالة ووضعتها على منضضة.....

وذهبت ابحث عن ساكورا....

وجدتها في الحديقة جالسة على الارجوحة كالعادة....

امسكت بمعصمها وقلت: هيا لدي مفاجئة....

قالت: ماهي....

قلت: ستعرفين عندما نصل....

وصلنا الى منتزه اخر....

قالت: ماذا نفعل هنا....

قلت: يا لكِ من قليلة صبر.... انتظري...

وأتى ابي....

نظرت إليه.....

قالت: ماذا يفعل هنا.....

قلت: لا تتكلمي... افتحي فمك...

اطعمتها الحبة....

وفجاءة نور يملئ جسدها....

قالت: ماذا فعلت...

قلت: ثقي بي....

عادت فتاة في العاشرة من العمر....

بخصلات شعر شقراء وعيناي كالشكولاتة....

اتسعت مقلتى ابي وقال: ساكورا....

لم تلتف له....

قلت: ساكورا.... ارجوك...

ولكن يبدو انها لا تسمعني....

اقترب والدي وهي ابتعدت.....

قال: انا اعتذر عن كل شيء..... اعتذر لتركي إياك في منزل جدتك.... اعتذر لتركي إياك بين يدي زوجتي.... انا اعتذر بشدة.....

وخر يبكي وجثى على الارض.....

اردت ان اذهب إليه ولكن ساكورا اخترقتني وذهبت إليه.....

نزلت لمستواه وقالت: ابي..... انني انا من اعتذر..... فانا سبب موت والدتي....

قال: لا تقولي هذا.... فانا متأكد انها تحبك....

قالت: اجل....اعلم...

فتح والدي ذراعاه وقال: اريد ان اغمرك للحظة بين احضاني وحتى لو كان هذا حلما...

تدفق الدمع في مقلتيها وقالت: احبك ابي....

ضمته بقوة واندثرت بين يديه.....

اختفت.....

وانا اراقب كل هذا....

لكنها لم تودعني...

هذا ظلم ...

عدت الى الحديقة....

جلست على ارجوحتها المفضلة....

نظرت للارض....

وفجاءة دخل صوتها: هذه ارجوحتي....

تسلل الامل الي....

رفعت نظري لأرها...

ولكن مظهر جديد.. 

فهي فتاة في العشرينات.....

قلت: ساكورا....

قالت: اجل... هل نسيتني...

قلت: لا... ولكنك كنت اصغر....

قالت: اجل..... ذاك مظهري بعد موتي....

نهضت وقلت: لماذا عدتي....

قالت: تسألنني لماذا؟!! لأودعك بالتأكيد...

قلت: ماذا؟!

اقتربت مني وقالت: اجل....

احتضنتني وهمست في اذني: وداعا.... اخي..

وتحول طيفها لبتلات من الورود.....

اخذت ابكي واذرف الدموع.....

الارجوحة.....حيث تعيش القصص. اكتشف الآن