الثانية و الثلاثون

394 26 12
                                    

و ما علاجُ الاشتياقِ اذا كان اللقاءُ مستحيلا؟؟؟؟؟

صدح أذان الفجر في الأجواء حين كان أدهم يقود سيارته عائدا من مركز الولادة الى المنزل و برفقته ندى حيث ترك والدته و أخته ريم مع شقيقته روان بعدما اطمئن عليها و استقرت حالتها الصحية الى حد ما.
حين وصل الى المنزل قام بصف سيارته في مكانها المعتاد ثم..
ـــ انزلي يا ندى يلا..
قالها و هو يغلق محرك السيارة و لكنها لم تتحرك قيد أنملة، فنظر لها ليجدها مستغرقة في النوم.
حانت منه ابتسامة حانية لتمتد يده الى وجنتها يهزها برفق لكي تستيقظ و لكن دون جدوى..
بعد عدة محاولات فاشلة من ايقاظها اضطر لان يترجل من السيارة و فتح الباب من ناحيتها ثم انحنى ليضع يد أسفل ركبتيها و الأخرى أسفل خصرها ليحملها بخفة و يغلق الباب بقدمه ثم دلف مباشرة ليستقل المصعد الى حيث شقته ليفتح الباب بالمفتاح بصعوبة ثم يدلف و يغلق الباب بقدمه ثم يذهب لغرفته و يضعها برفق على الفراش.
زفر أنفاسه على مهل ثم خلع لها نعليها و فك حجابها و عدل من وضعية رأسها على الوسادة و طبع قبلة على جبينها ثم توجه الى الخزانة ليستخرج ملابس للنوم و بدل ملابسه و توضأ و صلى الفجر ثم استلقى بجوارها بارهاق بالغ ليستغرق في النوم في غضون ثوان.

في تمام الثامنة صباحا فتح عينيه ليجدها تنظر له ببسمة واسعة مرتدية كامل حجابها على فستان رقيق من الكتان ليبتسم لها و هو يقول بصوت متحشرج من أثر النوم:
ـــ صباح الجمال.. لابسة كدا و رايحة على فين؟!
قبلته من وجنته برقة ثم قالت بحماس:
ـــ قوم بسرعة يلا عشان تلحق تلبس و توصلني الجامعة عشان مش عارفه الطريق كويس.
قطب جبينه بدهشة ثم قال:
ـــ أخيرا قررتي تروحي؟!
ـــ أيوة.. فات اسبوعين كاملين من الدراسة و مروحتش ولا يوم.. أكيد فاتتني حاجات كتيرة.
نهض من نومته و هو يتثائب ثم قال و هو يمد يده لها:

ـــ طاب شديني بقى قوميني عشان دايخ من قلة النوم.

استجابت له و نهضت من جانبة و وقفت أمامه و ببراءة جذبته من يده إلا أنه كان أقوى منها ليسحبها من يدها لتسقط فوقه فانقلب بها لتكون هي تحته ثم استند بكوعيه الى الفراش محتجزا رأسها بينهما، فأخذت تنظر له بذهول فدائما ما يباغتها بحركاته السريعة.
ابتسم أدهم و هو يتأملها بعشق بالغ بينما هي تبادله النظر بخجل فلأول مرة منذ زواجهما الذي مر عليه أكثر من ثلاثة أشهر يقتربان لتلك الدرجة...
ـــ مش كفاية بُعد بقى..
قالها بنبرة مثيرة أجفلت منها و جعلت قلبها ينبض بعنف بين جنباتها، فابتعلت رمقها ثم قالت بنبرة مهتزة:
ـــ كفاية.
نظر لها قليلا يتأملها بهيام و كأنه يرسم ملامحها في عينيه حتى ترافقه دائما إذا ما أغمضهما، و هي أيضاً أخذت تتأمل تفاصيل وجهه الوسيم ذو الملامح الحادة المريحة، ثم بعد دقيقة أو أكثر نهض عنها و مد يده لها لتتمسك بها حتى نهضت هي الأخرى لترتطم بصدره العريض، و لكنه لم يُفلتها و انما أحاط خصرها بذراع واحدة ليقول بنبرة شجية:
ـــ لو مكانش ورانا أشغال استحالة كنت سيبتك... بس ملحوقة.. هستناكي و هتستنيني بالليل ان شاء الله.. مش كدا؟!
هزت رأسها بايجاب و هي ترمقه ببسمة هائمة سحرته و جعلته يغمض عينيه بانتشاء.. تلك البسمة الصافية ستفقده عقله لا محالة..
تركها على مضص ثم توجه نحو الخزانة و هو يقول:
ـــ اديني عشر دقايق بالظبط و هكون جاهز يا دكتورة ندى.
تمالكت نفسها بعدما بعثر كيانها ثم ضحكت بعدما نعتها بالدكتورة و قالت:
ـــ تمام يا أدهم بيه يا ريت متتأخرش.
ضحك بقهقهة ثم جذبها ليحتضنها و هو يهمس:
ـــ شامم ريحة تريقة في كلامك..
ـــ امممم... لأنك فكرتني بأول مقابلة بينا و انت بتستقبلني في المطار و بتقولي "حمد الله على السلامة يا دكتورة ندى"
كانت تحاول تقليد نبرة صوته و جديته في الحديث الأمر الذي أثار ضحكاته أكثر ليتوقف بصعوبة عن الضحك ثم قرصها من وجنتها و هو يقول بمزاح:
ـــ مكنتش أعرف ان دمك خفيف أوي كدا يا حياتي..
ـــ طاب يلا بقى عشان العشر دقايق كدا خلصوا و هنتأخر احنا الاتنين.
تركها على مضض و اتجه للمرحاض ليأخذ حمامه الصباحي.
بعد حوالي ربع ساعة كانا في طريقهما الى الجامعة الخاصة الذي كان قد قدم أوراقها فيها آنفا فور عودتها من الولايات المتحدة.
ليقوم بتوصيلها الى كلية الصيدلة حيث تستكمل ندى دراستها بعدما أنهت أربعة أعوام دراسية هناك.
قام اولا بمساعدتها في التعرف على مدرج فرقتها و أحضر لها جدول محاضراتها ثم تركها بعدما اطمئن عليها و انصرف الى مقر عمله.
أخذت ندى تتجول بالجامعة تحاول استكشافها لتجلس قليلا في كل مكان تمر به و يعجبها.
و بعد مرور ساعة تقريباً...
شعرت بأنامل تطرق على كتفها لتلتفت للطارق لتجد أمانها بشاب طويل عريض المنكبين يرتدي حلة سوداء و نظارة شمس سوداء يشبه الحراس الشخصيين ليقول لها بنبرة رسمية:
ـــ حضرتك ندى هانم مدام أدهم بيه الكيلاني؟!
ـــ أيوة أنا... حضرتك مين؟!
ـــ أدهم باشا يبقى مديري... هو للأسف عمل حادثة و هو رايح الشغل من شوية و هو حاليا في المستشفى و بعتني لحضرتك عشان عايز يشوفك.
اضطرب كيانها و توعكت معدتها من الخوف لتصيح بقلق بالغ:
ـــ ايه؟!.. ازاي؟!.. طاب.. طاب هو فين و عامل ايه؟!
ـــ الحمد لله جات سليمة.... اتفضلي معايا حضرتك و أنا هوصلك لحد المستشفى.
سارت خلفه و هي تشعر بأن قلبها سيخرج من مخضعه من الرعب على من امتلك قلبها و وجدانها... هي لن تتحمل فقدا جديدا... قلبها لن يتحمل.
بمجرد أن ركبت السيارة مع ذلك الغريب امتدت يد من الخلف نثرت بخاخا في وجهها فغابت عن الوعي في الحال بمجرد أن استنشقت ذلك الرذاذ ليبتسم صاحب تلك اليد بانتصار و هو يقول لصاحبه: "good job"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 5 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مهمة زواجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن