-ماخلف الابواب المقفلة-

6 0 0
                                    






...




"مساء الخير عم بانغ، امي تقول لك ان تعيد لها القدر الذي ارسلت لك فيه الطعام قبل اسبوعين، هل تتذكره؟" قالت مع ابتسامة متوترة، اعاد يده الى مكانها وتراجع عن اخراج ما كان بجيبه، بصوت ثابت و هادء اجاب: "اتذكره، سأعيده، انتظري في الخارج" اعطاها نظرة تحذيرية قبل ان يعيد الدخول الى بيته ليحضر القدر.


بعد وهله اعاد فتح الباب والقدر بيده سلمها لها والعبوس باد على وجهه، التقطت القدر بحذر لكي لا تلامس يداها يداه، واستدارت و سارت عائدة من حيث اتت، تنهدت و شكرت الله بصمت لأن كل شيئ مر على ما يرام، لكن قاطع ذلك صوته؛
-"هاي.. سوني.. "
شهقت الفتاة حين سمعت اسمها، عرفت انه لابد لها من الاجابة حتى لو كان جسدها بالكامل يأمرها بالهرب والنجاة،
-"نعم سيدي؟ " اجاب بصوت مرتعش مع ابتسامة متوترة بينما استدارت ببطء لتقابله وعلى وجهه تعبير غير قابل للقراءة، واصل كلامه بثبات و سأل وكأنه يعرف الاجابة؛
-"اذن.. لم تخبريني.. "
-"اخبرك؟ بماذا؟ لا أفهم عن ما تتكلم سيدي"
-"اوه حقا، ايجب ان اكون اوضح ايتها الساذجة الصغيرة؟ "
-"سيدي امي تنتظرني، يجب ان اذهب "
-"انت تتهربين الان، هذا يعني انك تفهمين قصدي"
-"لا انا لا افهم "
-"سوني، لا تجعليني اغضب"
-"حسنا، حسنا، اعترف امسكتني"
-"اذن؟ "
-"اسفة، لكنه كان صعبا جدا، لقد تدربت معك لكن، لكن.. "
-"انا لا اقبل الفشل، تعلمين ماذا يحدث حين تفشلين"
-"لكن هذا ليس ذنبي، أقسم ان هذا خطأ المعلم، لقد فعلها عن عمد لكي يجعلنا نرسب، نحن لم ندرس تلك الاشياء"
-"رسبتي، صحيح؟ "
-"نعم، آسفة، لكن كما قلت ليس خطأي"

ادخل يده في جيب سترته مجددا واخرج ما كان بداخله ورماه ل"سوني" التي وضعت القدر على الارض بسرعة لتمسك ما رماه.

-"لماذا تعطيني هذا؟ "
-"من المفروض انه هدية نجاحك التي وعدتك بها ايتها الساذجة الصغيرة"
-"لكنني رسبت! "
-"لكنك اجبتي عن الأسئلة التي دربتك على حلّها بشكل صحيح وهذا يعتبر نجاحا بالنسبة لي"
-"كيف عرفت؟! "

ابتسم بغرور وكأنه كان يعرف انها ستطرح هذا السؤال، ادخل يده في جيبه واخرج ورقة مطوية وفتحها ولوّح بها و كلمة "راسب" تظهر بوضوح اعلى الورقة، واردف:

-"الفتاة الذكية لا تترك اية ادلة خلفها، لو كنتِ كذلك لما تركت هذه الورقة في مطبخ بيتكم، ماكان علي سوى سؤال أمك عن نتيجتك، وامك المتعاونة احضرت الي الورقة بدون عناء، اذا كنت تخافين لهذه الدرجة من ردّة فعلي كان يجب عليك إتلاف الورقة"
ضحك بغرور ضحكة مكتومة واضاف "حتى لو اتلفتها كنت سأكتشف أمرك، لست ساذجة يا صغيرتي كل ما في الامر اني عبقري"

✧التِّي ذَبَحَتْ قَلْبَ السَّفَّاح✧ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن