تلك الليلة كانت الاخيرة...
كانت النهاية....
هل كانت؟...
صوت صفارات الشرطة يعم الاجواء، اضواء زرقاء وحمراء تلون الدنيا من حول "كريستوفر" الذي لا يفهم كيف لهذا ان يكون ممكنا حتى...
لم يحدث هذا من قبل، ولامرة... انه واقف فوق ذلك البناء يرى المشهد الذي يراوده في كوابيسه يتكشف امامه...
لقد تم القبض على الجميع، الجميع بما فيهم اصدقاءه واخوة كفاحه، من هو المسؤول عن ذلك، من هو الذي كلفهم حريتهم جميعا... تسائل "كريستوفر" بينما يملأ الحقد عينيه وهو يرى الشرطة تلقي القبض على افراد عصابته متلبسين في احدى عملياتهم المعتادة، "كريستوفر" هو الناجي الوحيد، ينظر الى ذلك الرجل اللعين، انه يعرفه جيدا، انه السبب!
. . .
بعد
شهرين
من
الحادث
يجلس "كريستوفر" في مكتبه كالعادة بين كتبه واوراقه والصحف المحلية، ينظر الى الساعة ليجدها الخامسة مساءا... همس لنفسه بعد ان تنهد تعبا *"مرَّ اليوم بهذه السرعة...! مجددا... "*
شهرين كانت مدة كافية ل" كريستوفر" لبناء نفسه من جديد، ابتعد عن المدينة التي ولد فيها، والتي امضى طفولته وشبابه فيها "سيول" متوجها الى "بوسان" متخفيا بين اهلها و سكانها، ذلك السفاح الحاقد الساعي للانتقام من الجميع...
يطيل الجلوس في مكتبه كل يوم مفكرا ومخططا لفكرة ما، فكرة جهنمية، انتقام يشفي غليله، ويطفء نار فؤاده الحاقد.
يشرع في النهوض ليسمع رنين جرس الباب، تغيَّرت ملامحه ونهض بصمت يسير في ممرات بيته الضخم ذو الطابقين، البيت الذي لم تطأه غير قدماه، مغلق وبعيد عن اي شخص يحاول اقتحام خصوصيته، وهو مستعد لتمزيق من يَجرُأ على ذلك... -حرفياً!!!- ففي النهاية هذا سبب تسميته "بكريستوفر السفاح"...
فتح الباب بصمت وهو ينظر للاسفل... يلمح فتاة-الثانوية- الصغيرة ، كانت ملامح التوتر واضحة على وجهها، وكأن قدميها حملتاها إلى هنا رغمًا عنها. عيناها البنيتان الداكنتان، التي كانت تحملان عادة بريقاً من الفضول والتحدي، بدتا الآن تائهتين.
شعرها الأسود المنسدل حول كتفيها كان غير مرتب بعض الشيء، وكأنه نتيجة عاصفة أفكار داخلية أكثر منها الرياح الخارجية. شفتاها مضمومتان بشدة، وكأنها تحاول كبح كلمات مترددة من الخروج. كان جسدها واقفًا بثبات، لكنه كان يحمل توتراً غير مرئي، يظهر في الطريقة التي كانت تقلب فيها عينيها بين الأرض والباب. قدماها كانت تبدو مترددة، كأنهما تريدان الهرب في أي لحظة.
التقت عيناه الحادتان السوداوتان بعينيها البنيتان الوديعتان اللتان كانتا تحاولان تنجب نظراته المتجمدة، عم الصمت لوهلة بينما يدخل يده الى جيب سترته وتعبيره غير قابل للقراءة...
_No one, is just.._
أنت تقرأ
✧التِّي ذَبَحَتْ قَلْبَ السَّفَّاح✧
Romanceلقد تم القبض على الجميع، و نجى ليحمل عبء الانتقام...