مجهول

3 2 3
                                    

مره اخرى يوقظنا ذلك الجرح الذي لا يلتئم ولن يشفيه الزمن.

جلست عند آذان الفجر ، توضات واديت فرضي. بعدها خرجت الى شرفه الغرفه اتامل النجوم.

سمعت دقات الباب واذنت للفاعل بالولوج . وفور رؤيتي لاخي حتى اخذت العبرات تتدحرج من عيناي ، ليستقبلتي صدره الدافئ محتضنا اياي.

" لماذا تبكين صغيرتي؟"
سالني لكني لم ارد عليه وانا ابكي وشهقاتي تزيد ليبعدني عن حضنه .
" مارايك ان نخرج الى الحديقه؟"
هززت راسي موافقه على اقتراحه ، ليسحبني من يدي متوجها بي الى الحديقه . جلسنا بحوض الازهار التي قام بزرعها واهتم بها. قطف لي زهره باللون الاصفر ومدها لي.

" اذا الن تتكلمي هناء؟"
مسحت دموعي وانا افكر من اين سأبدأ. وبعد مده اجبته
" امي ، لا افهم لماذا تود تزويجي من حسن"
" وانت مارايك؟"
يبدو انني لن افر الا باخباره كل شيى
" انه رجل سيى السمعه وزير نساء. كما ان طموحاتي غير مقتصره على ان اصبح زوجه لاحد وخادمه لبيته وبعدها مربيتا لاطفاله حتى انسى نفسي."

وقد لاحظت اقتضابه على اجابتي. ليتنهد ويتحدث:" لماذا لا تعطين لكلاكما فرصه . لربما ستعيشين بسعاده معه. انظري الى علاقه والدينا الجميله والدي يعاملها كالملكات . لكن في الاخير ان اردت انهاء الامر فساقف بجانبك."
انا:" الم تسمع ماذا يقال عن والدته ؟"
اخي:" ومنذ متى نستمع ونصدق اشاعات واقاويل الناس . غدا ربما سيتكلمون عنك وبعدها انا . الناس لا يسلمون احدا من لسانهم . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث.) لذا طالما لم نرى شيئا منها انه لامر سيئ ان نضع الاحكام على الآخرين. في الاخير انت ادرى."
ثم اهداني قبله على جبيني وهو يربت على راسي.
انا:"شكرا رائد."
اخي:" انا معك في اي وقت تحتاجينه."

في الصباح اخبرت الجميع انني موافقه على الخطوبه وياليتني لم افعل.

ايقظني من تلك الذكرى رؤيتي لبعض العمال يدخلون الى المنزل ، والبعض بقي في الحديقه.
هذا ماكان ينقصني تحضيرات الخطوبه.
ولجت للغرفه مجددا وانا اوقظ الفتيات.
انا:" هيا انهضا."
رهف:" دعينا ننام."
حياه:" بعد غد خطوبتي دعيني ارتاح."
انا:" كانك اول فتاه ستتزوج، هيا وائل ينتظرك تحت."
حياه:" ماذا؟ من؟ اين؟"
ضحكت على حياه التي قفزت وهي تلتفت في أنحاء الغرفه. وفور ادراكها لكذبتي رمتني بوسادتها على وجهي . والآن بقيت رهف
ياالهي كيف ساوقظها؟

حياه:" انتظري هناء لدي فكره."
لتهبط حياه الى المطبخ وبعد دقائق عادت وهي تحمل قاروره ماء كنت قد وضعتها في المبرد.

انا:" ماذا ستفعلين بها؟" سالت بتوجس.
رايت حياه تتقدم حامله تلك الزجاجة. وفتحتها لتسكب كل مافيها على وجه رهف. المسكينه التي انتفضت من السرير وهي تصرخ.
رهف:"" ساعدوني ، انا اغرق ، النجده، النجده."

سليله الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن