عِـبق١٣

317 24 58
                                    









.
.




نـَجد
فجَر الثلاثـَاء



شد على لجَام خيّله و نظرتـّه تتأمل القبيلة اللي إحتلتّها السكنّية لكنّه عقَد حواجبه لامح الطّفل اللي هرب من أحد الخيّام و الدّم غطّى وجهه وشعره ولِباسه

و صوته إعتلى بالصيّاح و جسَده يرتجف بلا حول و لا قوّة و أضاءت نيران قِبيلته على صياحه و إجتمعوا العرب حوله ، و مسكَه جسّاس بقوة مع أكتافه وهزّه وقال بحدّة

" تكلّم وش فيك؟! "

" هـ هـرب  "

نطق الطّفل بتأتأة وسط بكائه و دموعه إنهمرت بغزاره على خدّه و يديّه غطت عيونه الباكيّه و نحيبه يزداد مع كل ثانيّه وجسّده يرتجف بخوف

و إرتخَت يدّ جسّاس عن أكتاف الطّفل و إنطلق بسرعه و مع الرّجال اللي كانوا موجودين ناحيّة الخيمّة اللي حبَسوا فيها وِهـاد ، لكن لمّا وصلوا كانت بس القيود موجوده و الدّم موجود بكل شبر بالخيمة والجزء الخلفي
للخيمة ممزق ..

" إبحثوا عنّه يا رجال أكيد إنه ما أبعد ! "

تكلّم جسّاس بصوت عالي و الغضَب إكتسَح ملامح و الرّجال إنفضوا من حوله يبحثون عن وِهـاد و إستلّوا سيوفهم و أشعلوا نيرانهم

و تجاهلوا الطّفل اللي هدء صوت بكائه بعد ما أبتعدوا عنّه و تعالت شهقاته ورجع لأمّه اللي كانت نتنظره بقلق و دنَت بنظرها لطفلها الواقف قدّامها

وأبعد يدّه عن عيونها مسَح دموعه و رفع نظره لأمّه اللي سألتَه و الطمأنينة حلّت على قلبها

" ساعدته ؟ "

أومأ برأسه بإبتسامة و أمّه دنَت بجسَدها لمستواه ومسحت الدّم عن وجهه وإبتسمت بفخر لولدها ..




         - قبَل لحظَات




" تشهّد "

هربت ضحكة خافتَة من شفتي وِهاد تخفي صدمتّه من الطّفل اللي نطق بحدّة وشد على الخنجر بقوّة و إقترب منّه ، في النهاية مقتله على يد طفل تربّى على الحقد والغيرة

ومثل ما قال جسّاس [ أضعف خلق الله]..

ضحَك بأسَى مو على حاله لا أبدًا .. على حالة الطّفل اللي صار وراه وكأنـّه بيقتله بنفس الطريّقة اللي عذّبوا فيها أبوه[مُهاب] لأيـّام و يمكن حتّى شهور قبل يعدمونه .. لكن القيود اللي قيّدت يدّيه بشكل قوي إرتخت بشكل غريب

عِـبقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن