الفصل ١

81 2 0
                                    

- ‏أصدق جُملة من فيلم 📨⁦♥️⁩
"The Fault in Our Stars"
تقول : "من يُحبنا ونَحن فِي اسوأ حالاتنا ، هُم من يَستحقون أن يَبقوا فِي قلوبنا إلى الأبد" ! 🤎🧸

---

في منزلٍ هادئ من الخارج، كانت الأجواء في الداخل تعجُّ بالتوتر والصمت الثقيل. جلست صفاء على كرسيها المعتاد، ملامح وجهها صارمة، وعيناها تطلان بجمودٍ لا يلين. كانت سنوات الانتظار قد حفرت في قلبها شوقًا لرؤية حفيد يحمل اسم ابنها، محمد، وهو الأمل الذي بدا يتلاشى مع مرور الأيام دون أن يتحقق. لقد قررت أن تنتزع من الحياة ما شعرت أنها تستحقه.

دخل محمد إلى المنزل، وخطواته ثقيلة كأنها تحمل ثقل القرار الذي سيفرض عليه. كانت عيناه تحملان ترددًا واضحًا، يعلم أن حديث والدته اليوم لن يكون كسابقاته. لقد جاء وقت المواجهة.

رفعت صفاء رأسها إليه بنظرة ثابتة، وبصوتٍ خالٍ من أي تردد، كأنما تلقي بحكم لا نقاش فيه، قالت:
"يا ابن بطني، انت لازم تتجوز شذى، ولا إما والله مش هدخلك البيت ده تاني "

كلماتها كانت كالصخر، لا مجال فيها للنقاش أو التراجع. ظلت عيناها ثابتيْن على ابنها، وكأنها تنتظر استسلامه، مثلما اعتادت من قبل.

محمد، الذي وقف أمام والدته وكأنه يتلقى حكمًا لا فكاك منه، حاول بكل ما أوتي من قوة أن يجد مخرجًا:
"طب وخديجه ذنبها ايه ان اتجوز عليها و انتِ عارفاه ان رزق الاولاد بيد ربنا"

نظرت إليه صفاء، بلا أثرٍ للعاطفة في صوتها، وكأن القضية لا تستدعي أي شفقة
"وانا ذنبي ايه؟! ان انا مشفش احفاد ليا!"

كان صوتها حادًا، جافًا، خاليًا من الرحمة. لم يكن هذا حديث أمٍّ تبحث عن سعادة ابنها، بل كان صوت امرأة قررت أن تفرض إرادتها، مهما كانت العواقب

---
محمد، وقد شعر بالاختناق تحت وطأة كلمات والدته، تململ في مكانه. كان الصراع في داخله يزداد شدة، بين ولائه لزوجته التي أحبها ولم يرد خيانتها، وبين رغبته في إرضاء والدته التي لا تقبل التفاوض. ظل صامتًا للحظات، يبحث عن كلماتٍ يمكن أن تلين موقف والدته، لكنه سرعان ما أدرك أن تلك الكلمات لن تجد لها صدى.

تنهد بعمق، ثم قال بصوتٍ خافت، كأنه يخشى أن يسمع نفسه: "
ماشي يا مااما هعمل الا انت عايزه بس انا عندي شرط."

رفعت صفاء حاجبيها في دهشةٍ خفيفة، وقد رأت أن محمد بات أقرب إلى الانصياع لرغبتها. سألت ببرود، وكأنها تتحدى أي شرط قد يضعه:
"ايه هو الشرط ده؟!"

رد محمد بصوتٍ مثقل بالحزن
"خديجة.....لازم تعرف ان هتجوز مره تانيه"

تغيرت ملامح صفاء للحظة، لكن سرعان ما أخفت مشاعرها ببراعة، وأخذت نفسًا عميقًا قبل أن ترد:
"ماشي قولها...بس المهم عندي انك وافقت "

شعر محمد وكأن الكلمات تقطر بردًا، وكأن قلب والدته قد تجمد تمامًا تجاه خديجة. لم يكن هناك مكان للرحمة أو التفاهم. أدرك أن قرار والدته نهائي، وأنه بات في طريق لا عودة منه.

غادر محمد منزل والدته، وخطواته تثقلها الأفكار. كان يفكر كيف سيواجه خديجة، تلك التي أحبها منذ سنوات، والتي وقف إلى جانبها في كل الأوقات الصعبة. كيف يخبرها الآن أن حياتهما على وشك أن تتغير إلى الأبد؟ وصل إلى شقته، حيث كانت رائحة الطعام تملأ المكان وصوت القرآن يصدح بهدوء من المذياع.

فتح الباب، ودخل إلى المطبخ حيث وجد خديجة منهمكة في إعداد العشاء، مرتدية ثوبًا بسيطًا يعكس شخصيتها الطيبة والهادئة. كانت تضع لمساتها بحبٍ على كل ما تعدّه. شعر محمد بمرارة في قلبه، لكن لم يكن أمامه مفر من إخبارها بالحقيقة.

تقدم نحوها ببطء، واقترب منها ليحتضنها بلطف من الخلف، وكأن تلك اللحظة ستكون الأخيرة التي يشعر فيها بالراحة بين ذراعيها.

همس بصوتٍ خافت
"عامله ايه يا خوخه؟"

التفتت خديجة إليه بابتسامةٍ دافئة، ولم تكن تعلم أن تلك اللحظة ستكون بداية تحولٍ في حياتها.
"الحمد الله بخير..انت عاملت ايه في يومك؟"

نظر إليها محمد بصمتٍ، وداخله يشتعل بالأسئلة التي لا يملك لها إجابة. كيف يمكنه أن يكسر قلبها، وهو الذي أقسم أن يحميه؟ افاق من شروده علي صوت حبيته خديجه وهي تقول
"حبيبي روح خد دوش وانا محضرلك هدومك وتعالي عشان تاكل"

نظر محمد لـ خديجه وقال بهدوء
"حاضر يا حبيبتي"

-                               🍁يتبع👑





 نوڤيلا عوضي من الله 👑حيث تعيش القصص. اكتشف الآن