لم ارَ في حياتي جمال كالذي رايته في مقولة الشيخ الشعرواي عن الصبر عندما قال:حذراي ان تمل من الصبر فلو شاء لحقق مرادك في طرفة عين،هو لاتخفي عليه دموع راجائك،ولا زفرات همَّك، هو لايعجز إصلاح حالك وذاتك،لكنه يحب السائلين بـإلحاح،اليس هو قائل "اني جزايتهم اليوم بما صبروا"
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
عند خديجه قابلت ماس...
فارتمت باحضنها وماس استقبلتها وظلت تبكي قليلا حتي هدأت...
مسحت ماس دموع خديجه وقالت بهدوء
"بتعطي ليه،مش انتِ عارفاه ان ربنا مش بيحمل حد فوق طاقته،صح"
خديجه بدموع
"صح"
ماس بهدوء
"يبقي بتعطي ليه،وبعدين يا بت انتِ مش المفروض تكوني مع جوزك دلوقتي"
خديجه ببسمه بسيطه
"ايوا،صح"
ماس بسخريه
"طب روحي يا ختي بسرعه عشان جوزك مطشقتش جو وانتِ وافقلي هنا وبتعيطي روحي يا ختي "
احضتنت خديجه ماس
خديجه بدموع
"شكرآ يا احلي اخت،شكرآ يا ماس علي وفقتك انا عمري ما هنساها ابدا"
ماس ضربت خديجه علي رأسها بخفه
"انتِ عبيطه يا بت انتِ عندك انفصال،مش لسه قاليا ان اختك،ازاي دلوقتي بتشكرني هو اخت بتشكر التانيه.."
لـ تهز خديجه برأسها..(بمعني لأ )
وجاءت تذهب حتي اوقفتها ماس تصرخ بصوت عالي
"خديجه"
التفت خديجه اليها..فنظرت ووجدت ماس تجري اليها بسرعه وقالت
"انتِ هتسبني هنا وتمشي خُديني معكي،بعدين انا جبتلك الدوا السكر"
خديجه نظرت لها
"انتِ منستيش الدوا بتاعي"
ماس بمرح
"ما انا بقيت البيبي سيتر بتاعك صح"
ردت خديجه ببلاها
"صح"
ماس بضحك عليها
"طب،يا ختي يلا نمشي من هنا"
وبعد دقائق خديجه هي ماس خرجوا من الحديقه ودخلوا المشفي مره اخرى...وخديجه دخلت غرفة محمد ..
محمد بقلق بعدما رائ اثر الدموع علي خديجه
"مالك يا خديجه فيكي ايه،حد زعلك"
"معقول حد يزعل القمر وانا موجوده"هكذا قالت ماس بمرح هي تتدخل الغرفه
محمد بحرج وانزل اعينه عنها
"اذيك يا استاذه ماس"
ماس بهدوء
"الحمدالله،والف سلامه علي حضرتك يا رب تنور الشركه تاني انت وخديجه معاك "
امن محمد علي دعائها وبعد قليل استأذنت ماس...
خديجه بلفهه
"متخالكي شويه كمان"
ماس بهدوء
"خاليها مره تانيه وابقي ازوك في البيت وانتِ عارفاه ان لازم اروح"
خديجه بعدما تفهمت الامر
"تمام،لما توصلي كلمني"
ماس بهدوء
"حاضر"
وخرجت ماس وصفاء استاذنت منهم ان تذهب للحمام...
محمد بهدوء
"مالك يا خديجه، فيكي ايه؟!"
خديجه بارتباك
"مفيش حاجه،ا..انا هروح اشوف الدكتور عشان تخرج"
"خديجه ،مالك"
خديجه بهدوء
"مفيش حاجه والله بس انا قلقانه عليك"
محمد بهدوء
"ماشي يا خديجه هصدقك"
خديجه بهدوء
"صدقني يا حبيبي مفيش حاجه،انت عارف ان مش بيخبي حاجه عليك،انا بقي هروح اشوف الدكتور عشان تخرج"
محمد بهدوء
"ماشي يا خديجه"
خرجت خديجه من غرفة محمد،وذهبت الي الطبيب..
الدكتور بعمليه
"اهاا طبعا يقدر يخرج بس ميعملش إجهاد علي رجله.."
خديجه بهدوء
"تمام يا دكتور،بعد اذنك اكتبلوا علي خروج"
بـ الفعل الدكتور كتب لـ محمد اذن خروج من المستشفي...
خرج محمد من المستشفي و ذهب الي منزله مع خديجه وامه..و ركب قدم صناعيه وبدأ التعامل معها قليلا..
وفي يوم من ايام..
كان يجلس محمد و خديجه سويآ..محمد كان يضع وجه بين يده،وخديجه لاحظت هذا..وعملت انه حزين بسبب المشاكل التي توجد بـ الشركه..
فـ استقامت خديجه فجاءه مما جعل محمد يستغرب كثيرآ...
دخلت غرفتها وثم اتجهت الي خزانتها واخرجت منها جميع مجوراتها ودهبها..وخرجت مره اخرى وذهبت عند محمد واعطته
"محمد خد الحاجه ديه بيعها،لم احوال الشركه تتعدل راجعها تاني.."
محمد برافض
"لأ،مقدرش ده دهبك يا خديجه مقدرش افرط فيه"
خديجه،ببسمه
"الدهب ده بتاعك،مش انت الا جبتهلوا،وبعدين انا وانتِ واحد،نسيت كلامك ولا ايه،انا مقدرش اشوفك مهموم كده،وانا ممكن اسعدك"
محمد وهو ماازل مُصِر علي قراره
"لأ طبعا ديه حاجتك مقدرش افرط فيها"
خديجه بحب
"ويعني؟!"ثم اكلمت بمرح"بعدين يا سيدي اعتبرني شريكه معاك"
وبعد اصرار خديجه بشده،راضخ محمد بـ الفعل واخذ دهبها وباعه وبـ مرور الوقت ارجع للشركه سمعتها،ايضا ارجع دهب خديجه واشترى دهب جديد لها..
مر علي هذا الحدث اربعة اشهر...
-انجبت شذى ولد،رفضت إرضاعه وتركته...
اخذ محمد ابنه منها وذهب بيه الي خديجه الذي كان مفأجاءه بالنسبه له عندما تقلبته وايضا،تعلقت بيه وهو ايضا...
بينما شذى تطلاقت من محمد واخذت نفقتها وسافرت الي إحدي الدول الاوربيه وتزوجت مره اخرى،ونسيت ان لها ابن...
برغم من مسامحة محمد للامه الا ان تعامله معها بحدود....
و خديجه فجاءت محمد بـ تسمية عُدي محمد العربي مما اسعد محمد بشده علي زوجته الحنونه خديجه...والتي لاتتعوض ابدا
وفي يوم من الايام
كان محمد يدخل شقته بتعب بعد عمل شاق،وجد ان رائحه البخور تفوح في المكان فـ ابتسم بحب علي خديجه،ايضا القرآن يُتلا في المنزل..
فـ دخل المطبخ وكما توقع خديجه تقف بكامل انقتها وكانت ترتدي
-بنطلون بيچ وتيشريت بـ حملات لونه اسود
وجد ان خديجه كانت تتحرك بخفه وتصنع اللبن لـ عُدي ونفس الوقت كانت تقلب الطعام الذي اوشك علي الانتهاء...
وضع محمد حقبيته علي الطاوله وذهب الي خديجه واحضتنها من الخلف...
محمد باستغراب
"متخضيش يعني!"
خديجه بضحك
" خلاص يامحمد واتخض ليه،ما انا بقيت عارفاه حركاتك خلاص،بعدين ابعد بقي عشان اكل عُدي حبيب ماما"
محمد بصدمه
"خلاص يا محمد،واكل حبيب ماما،يعني ايه راحة عليا؟؟"
محمد ترك خديجه،خديجه ذهبت الي عُدي ووضعت الببرونه في فمه وعُدي اخذها بلفهه..
خديجه وهي تتطعم عُدي
"احكلي عاملت ايه النهارده والصفقه عاملت في ايه!'"
محمد بهدوء وهو ينظر الي عدي الذي يشرب اللبن...
"الحمد الله،النهارده كان في صفقه رخمه بس عدت علي خير الحمدالله"
صمت قليلا وثم اكمل متسأل
"خديجه انتِ خدتي دواكي النهادره"
خديجه بهدوء
"ايوا،خدتو"
محمد بهدوء
"طب الحمد الله"وثم اكمل بـ حزن مصطنع عندما وجد خديجه تعطي اهتماها لـ عُدي
"ياااه،ديه راحة عليا فعلا "
خديجه بحب وهي تنظر له
"انا محدش يقدر يخدني منك يا قلب خوخه"
نظر محمد لها بحب وقال بمشاكسه
"ما تيجي"
خديجه بعدم فهم
"آجىٰ فين"
محمد بمشاكسه
" نجيب مليجي"
احمرت وجنتها خديجه لانها فمهت مقصد محمد...
ولكن.. قاطع مشاكستهم صوت،طرق علي الباب...
جاءت خديجه تفتح الباب فزعق محمد
"انتِ راحيه فين كده"
خديجه باستغراب
"راحه افتح الباب"
محمد بحده
"روحي خدي عُدي وخشي جوا.وانا الا هفتح الباب"
بـ الفعل خديجه دخلت المطبخ واخذت عُدي من سريره وعُدي تعلق بيها،ودخلت غرفتها...وبعدما محمد تأكد من دخول خديجه الغرفه،ذهب وفتح الباب فـ وجد امه..
صفاء بحمحه
"ايه يا بني مش هتدخلني"
افسح محمد لها الطريق وقال
"اتفضلي يا ماما"
دخلت صفاء وجلست علي الكنبه..
"عامل ايه دلوقتي"وثم نظرت الي قدمه التي بترت ويوجد الذي يوجد بيها تركيب صناعي..
وثم فجاءه بكت بشده،مما جعل محمد يجلس عند قدمها
"مالك يا ماما انتِ زعلانه ليه في حد ديقك"
تنفي صفاء بـ رأسها
محمد بقلق
"اومال بتعطي ليه،خالتي رجعت تديقك بـ الكلام تاني"
لتنفي مره اخرى بـ رأسها وصمت وثم قالت فجاءه
"انت ليه سمعت كلامي،وليه معرضنيش،ليه،انا عارفه ان انت سامحتني بس انا مش مسامحه نفسي"
محمد بهدوء
"ايه يا امي،انا مكنتش عايز ابقي ابن عاق ليكي،عشان لو ربنا كرمني بـ ولاود ميعملوش زي ما انا عملت،كنتي عايزني ازاي،ان اعرضك وقول لأ مش هعمل كده صح ،واصيح عليكي وانتَ تعملي مؤمراه مع خالتي عشان تجوزني بنتها،الا اصلا هتطلع مش بتحبني يا هت.خوني او هتنصب عليا في الفلوس صح.."
صفاء بصدمه
"يخربتك كل ده عشان قولت ليه،عاملت سنيايور يا ابن الهبله"وثم اكلمت بدموع
"بس انا لو مكونتش زنت عليك في حكاية الجواز كان هبيقي احسن"
ابتسم محمد بسمه بسيطه
"ممكن اخلص كلو ده في كلمه واحده،و هي النصيب،النصيب هو كده او بمعني اصح،القدر ده حاجه كانت مكتوبه يا امي،بعدين كان هيحصل كلو ده برضو لان المكتوب علي الجبين مصير العين تشوفه،وانا الحمد الله راضي يا امي،لان من غيرك اوبيكي،كان الا ربنا كتبو هيحصل،ومتنسيش ان ربنا ليه حكمه في كل حاجه،سواء اتجوزت واحده غير خديجه، بس انا عندي خديجه متتعوضش وبالنسبه ليا هي الروح،فـ مقدرش ابعد عنها و خديجه متقارنيش بحد"وثم اكمل بسخريه"وهي مش زي واحده رمت ابنها واتنزلت عنه عشان تسافر وتعيش حياتها"
ظلت تستمع صفاء بندم شديد الي ابنها وثم قالت بهدوء
"ونعم بالله يا ابني،الحمدالله"
وبعد دقائق خرجت خديجه مرتديه
-عباية استقبال بسيطه لونها لَبني
وكانت تحمل عُدي الذي يلعب في طرحتها وذهبت عند صفاء ومحمد،وجدت محمد يجلس علي ركبته...
خديجه بقلق
"محمد قوم انت نسيت ان الدكتور قال متفضلش تانيها كتير عشان رجلك متوجعتش"
محمد بهدوء
"ماشي يا خديجه"
حول محمد ان يقف علي قدمه،فـ خانته الاخرى،فظن ان سوف يقع ولكنه،دُهش عندما وجد خديجه تسنده،فنظر لها وجد انها اعطت عُدي لـ امه،فـ غمزت خديجه له
"انا معاك في ضهرك يا محمد"
محمد بضحك
"المفروض انا الا قول الكلام ده،هي االايه قلبت ولا ايه"
خديجه ببسمه بسيطه
"متقلبتش ولا حاجه بس حبي لـ محمد غير شكل،عندك مانع بقي"
محمد بحب
"اذاكان ماشي"
خديجه ساعدت محمد علي الجلوس،وذهبت تحضر مشروب لـ صفاء
بينما الصغير عُدي كان يجلس مع صفاء بهدوء هو يشاهد، خديجه تختفي عن انظروه وظل ينظر الي محمد قليلا وصفاء قليلا وينظر الي مكان اختفاء خديجه منتظر ان تعود...
ولكن مرت دقائق وعُدي بيحث عنها،وعندما لم يجدها انفجر في البكاء الشديد
صفاء بخضه
"اسم الله عليك يا ابني،فيك ايه"
تحاول تهددئه ولكن دون فائده،وايضا حوال محمد معه ولكنه لا يجدي نفع
صفاء نظرت لـ محمد بقلق
"بيعط ليه كده"
محمد باستغراب وقلق
"والله يا امي ما اعرف هو كان كويس معرفش حصل ايه"
وبينما عُدي ظل يتحرك بين يدي صفاء بعشوائيه،كأنه يبحث عن شخص ما...
بينما عند المطبخ
خديجه كانت تضع المشروبات،ولكن فأجاءه توقفت عندما استمعت الي صوت بكاء عُدي الشديد،فـ تركت الذي كان بيدها وذهبت له...
واخذت عُدي من صفاء وهدأ فورا وجعل صفاء ومحمد في دهشه من هذا الفعل..
محمد بصدمه
"شوفي ابن الكلب كان عايزها"
صفاء بضحك علي هذا الموقف
"راحة خالص عليك يا بني في حد خد مكانك،وانت عامل تقولي شعر في خديجه،شوف اول ما عيط عاملت ايه،سابت الا في إيدها وخرجت بسرعه زي المجنونه"
هم كان يتحدثوا وخديجه وعُدي في عالم آخر...
لان خديجه اول ما اخذت عُدي الذي عرفها من رائحتها فورا نام علي كتفها بسبب البكاء الكثير،ايضا الراحه الذي شعر بيها والدافئ الذي يُريده...
ظل محمد وصفاء يضحكوا علي حالهم...ولكن عُدي فاق ونظر في وجه خديجه وثم قال فأجاءه
"ما...ما..ماما"
بعض الكلمات البسيطه جعلت الكل ينظر لهم في دهشه كبيره،وهذا ازاد عندما وجد خديجه تبكي وتقول بفرح وهي تقلبه في انحاء وجه
"قلب ماما،و روحها وكيانها كلو"
عُدي يضحك بسعاده وظل يكرر الكلمات
"ماما...ما...ما"
محمد بغضب
"اهااا يا ابن كلب اول ما تنطق تقول ماما وانا ايه!،ده انا الا بيجبلك اللبن"
عُدي بضحك وكأنها يغيظ اباه
"ماما،ماما"
محمد بغضب مصطنع
"اهاا يا اهبل وانا بقولك ايه وانت تقول ايه،تعرف ان مش هيجب لبن ليك تاني عشان تقول ماما عدل"
نظر عُدي لـ محمد وكأنها فهم ما الذي يقوله محمد، فأجاءه بكي بشده وهو يردد كلمه ماما،خديجه نظرت لـ محمد بغضب..
محمد بخوف مصطنع
"خلاص إهدا،هجبلك اللبن تاني"
سكت عُدي،ونظر الي خديجه وظل وبيتسم لها وخديجه تنظر له بحب،فـ اخرج محمد هاتفه واخذ صوره تذكر لهذا الحدث الجميل..
بينما صفاء كانت تشاهد هذا الحدث،فـ ابتسمت بحب،وشكرت الله علي هذه الزوجه
و ثم استقمت صفاء
"خلاص انا اتطمنت عليك"
خديجه وهي تحمل عُدي الذي يكرر نفس الكلمه وكأنه لايمل منها
"انتِ راحيه فين يا ماما انا هحط الاكل"
صفاء وتاخذ حقبيتها وتقول ببسمه
"مالهوش داعي يابنتي انا كنت جايه اطمن عليكو واهو خلاص اتطمنت،مع سلامه"
استقام محمد وخديجه بجانبه وهي تحمل عُدي
"مع السلامه يا ماما"
واقفل الباب...
يتبع......
أنت تقرأ
نوڤيلا عوضي من الله 👑
General Fiction"في لحظات الانكسار، حين يبدو أن الدنيا قد أغلقت أبوابها في وجهنا، ننسى أحياناً أن الله لا يخذل قلباً توكل عليه. بين الألم والفقد، هناك عوض ينتظرنا، عوض لا يأتي دائماً في وقته، لكنه يأتي في الوقت الذي نكون فيه أكثر استحقاقاً له. هذه رواية عن الأقدار...