أحداث المعركة كما رواها (دجن)

2 1 0
                                    

قال لي (دجن) إنهم ذهبوا مع (ملاس) والمجموعة التي معه لمكان تجمع قبيلة «الكثبان»وكانت الخطة هي الاقتراب من مكان (مازع) قدر الإمكان والانقضاض عليه فجأة بكل قوتهم لكن تسللهم كشف
قبل وصولهم للنقطة التي كانوا يريدون الهجوم منها فدخلوا في معركة طاحنة مع «الكثبان» وأدرك (ملاس) عندها أنهم سيهلكون لو استمروا في القتال معهم خاصة وأن (مازع) بدأ بتحصين نفسه بإحاطة مكانه بالشياطين المقاتلة وأمر جميع أبنائه بالتجمع حوله فقرر (ملاس) أخذ ثلث المجموعة والذهاب لمكان (مازع) في مهمة شبه انتحارية وكان من
ضمن الذين اختارهم (ملاس) هم (دجن) وقريني وقرين ابن (سالم) وقرين أخته (فاطمة).

توجهت المجموعة الانتحارية التي اختارها (ملاس) للهجوم على مكان تحصن (مازع) ودارت معركة دموية راح ضحيتها كل أبناء (مازع) ما عدا (جسار) و (جند) وقتل منا قرين (فاطمة) وأصيب (ملاس) إصابة بليغة لأنه كان يندفع بقوة نحو (مازع) رغبة منه في حسم المعركة بقتله لكن الشياطين حول (مازع) كانوا أقوياء وكانوا ل (ملاس) بالمرصاد. استمرت المعركة لساعات وبدأت بوادر النصر تظهر بتساقط الحراس حول (مازع) ولكن انقلبت الأمور عندما تفاجأ (ملاس) وأتباعه بدخول قبيلة «الأباطحة» للمعركة وهم يصرخون: «الثأر (ليعرم)» فعلم الجميع أنهم سيستهدفون قريني في البداية فارتبكت صفوف (ملاس) ومن معه وبدأ الأباطحة بالهجوم عليهم كي يصلوا القريني وانشغل (ملاس) وأتباعه في صد هجوم «الأباطحة» والدفاع عن قريني مما تسبب في خسائر كبيرة بين صفوف أتباع (ملاس).
استغل (مازع) وجيشه انشغال(ملاس) وأتباعه برد هجوم «الأباطحة» على قريني والفوضى التي أصابت أرض المعركة لإعادة ترتيب صفوفهم ومشاركة «الأباطحة» في الهجوم على قريني الذي كان يقاتل بجانب (ملاس) وبعد قتال طويل سقط ضحيته الكثير تم محاصرة (ملاس) وفرقته الانتحارية.
ما زاد الأمر سوءًا هو أن المجموعة التي تركها (ملاس) لصد جيش الكثبان خلفهم قد خسروا مواجهتهم وقتلوا جميعا مما جعل جيش الكثبان المتبقي من تلك المواجهة يغير اتجاهه نحو الفرقة البسيطة التي كان يقودها (ملاس) والتي كانت ما تزال تواجه جيش الأباطحة وحراس (مازع) وحدها.

بدأ (ملاس) ومن معه بالمقاومة ولأن صفوفهم كانت ممتلئة بالأقران المؤمنين استطاعوا مقاومتهم لفترة طويلة أسقطوا خلالها الكثير من شياطين «الأباطحة» و«الكثبان»لكن كثرتهم وتكالبهم عليهم كان يقودهم الهزيمة حتمية.
عندما أدرك (ملاس) ذلك وأن المسألة كانت استنزافا حقيقيا لمجموعته التي ستسقط لا محالة بعد فترة من الزمن وإن طالت قرر أن يغير خطته ونادى قرين ابن (سالم) وهمس في أذنه ثم اختفی قرین ابن (سالم) بسرعة.
بعد دقائق من اختفاء قرين ابن (سالم) جاءت أوامر من (إينار) زعيمة قبيلة «الصوارم» لقبيلتها بنقض عهدهم مع «الأباطحة» والدخول في المعركة لمساعدة (ملاس) والتركيز على قتل (مازع).
انقلبت المعركة وبدأ «الصوارم» بتوجيه ضربات موجعة الجيش «الأباطحة» وجيش ( مازع) من الخلف وكان جنودهم يتساقطون واحدا تلو الآخر.

خوف (الجزء 1) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن