رحلتي على ظهر العملاق بصحبة الرجل المجهول

1 1 0
                                    


كنا نطير فوق بحر واسع وكان العملاق الذي حملني مع الرجل يتوسط الأربعة العمالقة الآخرين وكنت مذهولا من هذا المنظر الذي لم أر مثله في حياتي دنا الرجل بالقرب مني وأنا أنظر للأسفل في محاولة مني
لاستيعاب ما يحدث ومد يده المصافحتي وعرف بنفسه وقال:

«أنا (قرمز)»

صافحته ولم أتكلم معه. ابتسم الرجل ثم أكمل حديثه معي بسرد بعض الأحداث العشوائية والتي على ما أظن كان يريد قولها لي لغرض معين قبل وصولنا لوجهتنا .. قال:

عندما قدم (جسار) للجزيرة وتوسل أبي أن يبقيك عليها لم يرد أبي له طلبه لأن (جسار) قدم لنا خدمات كثيرة وقدم لمملكتنا تضحيات لن تنساها له لذلك وافق أبي بشرط ألا تدخل في وسط الجزيرة فوافق
(جسار) على ذلك الشرط لكن عندما غدرت (جند) بـ (جسار) والذي كان في حماية أبي قرر أبي إزالة (جند) من خارطة الشياطين خاصة بعد تقديمها رأس (جسار) كعربون مهادنة ل (دشار) وجماعته من الأقران المؤمنين بالإضافة إلى أنها وشت بالأقران السبعة الذين عاهدوك على الولاء مما دفع (دشار) بالتعاون مع (جند) لقتلهم جميعا.
سكت (قرمز) قليلا ثم قال:

اسأل ما تريد فأنا أرى الكثير من الأسئلة تدور في عينيك

قلت له: كيف خان أتباع (جسار) قائدهم بهذه السهولة؟

قال: انقسم الجيش إلى قسمين بعد مقتل (جسار) ثلث منهم كان معه ومعارضًا لما حدث من انقلاب وثلثان كانوا مع (جند) لأن الشياطين تتبع الأقوى ومبدأ الولاء ليس من أولوياتها أو من اهتماماتها فهم أشبه بالمرتزقة ويتبعون من غلب.

قلت له : وهل دارت حرب بين الطرفين؟

قال : نعم وقد شارك (دشار) مع (جند) بجيشه وأعطى بذلك الغلبة لـ (جند) في سحق معارضيها.

فقلت له: وهل نسي (دشار) ثأره مني ؟

فابتسم وقال: (جند) قتلت (دشار) بعد نصرها الساحق على حلفاء أخيها بلحظات وأخضعت جيشه بالقوة بعد ما فر منه من فر.

سكت قليلا ثم قلت: وإلى أين نحن ذاهبون الآن؟

فابتسم وقال: لإحضار رأس (جند) لأبي ولكي نعيدك لوطنك سالما
فنظرت له باستغراب وقلت له : بكل بساطة ؟
فقال والابتسامة ما زالت على وجهه:

أنت لا تعرف أبي عندما يتضايق قليلا ...

سكت لبرهة ثم قلت: ومن هو أبوك ؟

فقاطعني ليقف ويقول:

لقد وصلنا .. ؟

فوقفت معه ورأيت جبال أطلس في الأفق ورأيت الرجل يشير للعمالقة الأربعة بالتوجه نحو الكهف الذي به عرش (جند).

خوف (الجزء 1) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن