حزنت على (دجن) كثيرًا. كانت مشاعري نحوه في حياته متقلبة لكن مشاعري بعد خبر موته توحدت كنت حزينا على رحيل ذلك القرين المبتسم، لكن حزني عليه لم يدفعني للانتقام لموته بقتل قاتله لأن هذا لن يعيده فأرسلت لـ (جسار) بأن يعفو عن (جند). بعد ما تلقيت خبر موت (دجن) أرسلت لـ (جسار) بأن يتوقف عن إرسال المدونات لي وأن يرسل أحدا ليأخذ المدونات التي تراكمت عندي خلال السنوات الماضية. نفذ (جسار) ما أمرته به ومضى أكثر من عام بعد ما أخذت جميع المدونات من غرفتي.
بعد انقضاء عام تقريبا من توقف وصول المدونات لي كنت متوجها لغرفتي ذات مساء كي أستعد للخروج لمقابلة أصدقائي كعادتي اليومية التي لم أتركها فوجدت رسول المدونات والذي كان اسمه (يقلب) ينتظرني.. فسألته:ماذا تفعل هنا يا ( يقلب)؟
فرد علي وهو على ركبته وقال:
سيدي (جسار) يطلب حضورك
فقلت له: أخبر (جسار) أني لا أريد أن أذهب معك إليه فقد انتهت علاقتي بكم وبعالمكم وحياتي عادت لطبيعتها ولا نية لي في العودة مرة أخرى لذلك أخبره أن يتوقف عن التواصل معي.
فقال: «العشرة المؤمنون»عرفوا طريقك وهم قادمون إليك ليقتلوك وسيدي (جسار) يريد أن يحميك منهم.فوضعت راحة يدي على جبيني وأنا مغمض العينين وقلت في نفسي:
«متى أنتهي من هذا الجحيم؟».
أمرت (يقلب)بالانتظار في غرفتي وتوجهت لغرفة أخي وقلت له :
سوف أسافر لفترة بسيطة لإنجاز بعض الأعمال وأعود بإذن الله.
فنظر لي بحزن وقال:
لا تكذب علي ...
عانقته وعدت لغرفتي ودخلت على (يقلب) وقلت له:
أين سيدك (جسار) الآن؟
فقال : لقد استقر في جبال الأطلس بعيدا في أقصى الغرب.
فقلت: خذني إليه الآن...
فقال: سمعا وطاعة
في غضون ثوان وجدت نفسي في أقصى الغرب عند جبال الأطلس حيث هبط بي ( يقلب) في أحد وديانها ثم تركني وقد كان الوقت ليلا قرابة التاسعة مساءً، وكان المكان مهجورًا وحالك الظلمة فجلست على الرمل البارد المختلط بالصخور الصغيرة حتى باغتني النوم.
لم أنتبه إلا على صوت ينبهني ويقول:«استيقظ سيدي المدون».
ففتحت عيني لأرى (جند) تمد يدها لي كي تساعدني على النهوض وبجانبها (جسار) وهو ينظر للأفق. وجهت نظري حيث كان (جسار) ينظر فرأيت في عتمة ذلك الليل منظرًا مهيبا، رأيت الآلاف من الأعين المشعة مثل عيون القطط تنظر باتجاهي وعندما هممت بالوقوف انخفضت وكأنها ركعت على ركبها، أشار (جسار) بيده لانصرافهم وفي لمح البصر
اختفوا جميعا.
التفت (جسار) نحوي وقال:
أنت تقرأ
خوف (الجزء 1)
Acciónتستكشف الرواية كيف يمكن للخوف أن يؤثر على القرارات والعلاقات ويشكل مسار حياة الشخصيات. من خلال تطور الأحداث، يُظهر الكاتب كيف يتعامل الأشخاص مع مخاوفهم الشخصية والجماعية، وكيف يمكن لهذه المخاوف أن تقود إلى التحول أو الدمار. الكاتب : أسامة المسلم 🖤