شيطان على كف عفريت

2 1 0
                                    

بدأت بتحضير (جسار) بعد ما أرشدني (ملاس) للطلسم الذي يقوم بذلك في الكتاب الخاص بتحضير الأسياد وخلال دقائق ظهر (جسار) مقيدا في بيت (عمار) وهو يصرخ قائلا :

سأقتلك أيها المدون السافل وسأقتل كل أفراد عائلتك وسأجعلك تندم على ما فعلت !!»

فلطمه ( ملاس) لطمة أفقدته الوعي وقال:

ماذا الآن أيها المدون؟

قلت له : ألا يوجد طلسم لتقييد (جند) في الكتاب؟

فقال : لا .. فـ (جند) لم تصنف يوما من الأسياد.

فقلت له: اذهب لها إذا وساومها على حياة (جسار) في مقابل تحرير (دجن).

فقال : حسنا .. لكن أرجو أن لا أندم على مساعدتي لك...

فقلت له: أنت تساعد نفسك بمساعدتك لي.
و ذهب (ملاس) واختفى... غاب (ملاس) لأكثر من ساعة وخلال هذه الساعة استيقظ (جسار) وقال بهدوء وهو ملقى على الأرض: أنت أغبى مدون رأيته في حياتي...

فقلت له : اخرس أيها الشيطان ولا تتكلم...
فقال: هل تظن أن ( ملاس) يريد قتلي ؟ .. لو كان يريد قتلي لفعل ذلك منذ أن قيدتني هنا لكنه يريد قتل من حرره وتسبب في موت صاحبه.

فقلت له : أنت من حررته وتسببت في موت (سالم).

فضحك (جسار) بصوت غليظ ومرتفع وقال:

أيها الأحمق (جند) هي من حررته بأمر من أبي وأنا كنت في الفترة السابقة مجرد حارس لها من (ملاس) !

فقلت له وأنا مصدوم:

أنت كاذب وتحاول خداعي لكنك لن تنجح !
فقال (جسار): (ملاس) يستطيع الآن أن يأخذ بثأره من (جند) لأن في المعركة كنت أنا من يقف حائلا بينه وبينها وأنا من أصابه في المعركة لأنه لم يكن مهتماً بقتل أبي بل كان يلاحق (جند) طيلة المعركة وقد خدعكم جميعا لتحقيق مسعاه.

فقلت له: أنت كاذب فقد كان يمكنه أن يقتل (جند) عندما كتنت تزورني وحدها.
فقال: (جند) لم تكن يوما وحدها وفي كل زيارة لك كان معها ألف شيطان بقيادتي يقفون خارج المنزل لحمايتها من أي هجمة.
فصمت.. وبدأت بربط الأمور بكلام (جسار) ووجدت أن احتمال قوله الحقيقة وارد جدا مما زاد في حيرتي.

سكت قليلا ثم قلت له :

وماذا عن (دجن)؟

قال: (دجن) مغرر به مثلك و (ملاس) لا يهتم لأمره أو أمرك فهو قرين مؤمن ولا يهتم للشياطين أو السحرة.

فقلت له : لا بأس فليقتل (جند) ويقتلك أنت أيضًا لا فرق عندي.
فقال (جسار) وهو يبتسم: بموتي أنا و(جند) أيها المدون سيبدأ (ملاس) بحملة تطهير كبيرة ستشملك أنت و (دجن).

بعد سماع كلام (جسار) بدأ القلق يدب في صدري وزادت حيرتي وكنت أتساءل هل (جسار) يقول الحقيقة أم أنه فقط يحاول أن يوسوس لي مثل أي شيطان؟ وخلال تفكيري وحيرتي قال (جسار):

أطلق سراحي أيها المدون وسوف أعطيك ضمانًا بأني لن أمسك أنت (دجن)

فقلت له : وما هو هذا الضمان؟

فقال: سأرشدك إلى كتاب «العهد» لو قرأت طلاسمه فسأكون عبدًا عندك وبذلك لن أوذيك حتى لو أردت
فقلت له : وماذا يثبت لي صحة الكتاب ؟
فقال: ستعرف بنفسك أن الكتاب ليس بخدعة لأنه مكتوب بخط يد (عمار) وهو من الكتب التي ألفها بعد سنوات من امتهانه للسحر والشعوذة.

فقلت له: أين الكتاب ؟

فقال: ستجده مدفونا تحت شرفة المنزل اذهب وتحقق بنفسك... فذهبت وحفرت عند شرفة المنزل وبالفعل وجدت الكتاب وعندما فتحته وجدت أنه فعلا بخط يد (عمار) ووجدت في الصفحة الأولى

سطرًا واحدا فقط وكان يقول:

«حروف من نار خطتها ريشة عمار»

فدخلت على (جسار) والكتاب مفتوح في يدي فصرخ (جسار) وقال:

لا وقت للقراءة أيها المدون اقرأ الصفحة العاشرة بسرعة !
فقرأتها في لحظة لم أكن أفكر فيها بسبب ارتباكي من صرخات (جسار) التي زادت حدة وعنفا.. وفجأة.. وبعد قراءتي للطلسم المكتوب في الصفحة العاشرة صرخ (جسار) وتحرر من قيوده ووقف أمامي يتنفس بأنفاس ثقيلة كالثور الهائج وعيناه مشتعلتان كالنار وعندها أحسست أني ارتكبت خطأ جسيماً.
نزل (جسار) على ركبته وأنزل رأسه أمامي وقال بهدوء:

هل تأذن لي يا سيدي باللحاق بـ (ملاس)؟

...فسكت
ثم أعاد (جسار) السؤال مرة أخرى وقال:

هل تأذن لي يا سيدي باللحاق بـ (ملاس)؟

... كنت مرتبكا ولم أعرف ماذا أقول فسكت...

فأعاد السؤال مرة أخرى وقال:

هل تأذن لي يا سيدي باللحاق بـ (ملاس)؟

وهذه المرة قلت له : نعم..
وفي لمح البصر اختفى (جسار)... بقيت بعدها في المنزل أفكر في ما حدث وكيف تم التلاعب بي من شيطان إلى آخر وكيف أن هذا العالم غريب ومن الصعب معرفة من يقول الحقيقة فيه وأخذني التفكير إلى ماذا ستؤول إليه الأمور حتى غلبني النعاس، استيقظت قبل الظهر بقليل على صوت أحد يناديني من خارج المنزل ويقول:

أيها المدون.. أيها المدون

فخرجت من المنزل فوجدت رجلا غريبا لكني عرفت أنه شيطان فنزل على ركبته وقال:

هل تأذن لي بالحديث يا سيدي ؟

فقلت له : تفضل ...

فقال: الأمير (جسار) والأميرة (جند) يشكرانك على كرمك ومساعدتك لقبيلة «الكثبان» ومد لي كتابا أخضر ثم وقف قال:
سيدي (جسار) يخبرك أنه تحت أمرك في أي وقت تشاء فأخذت الكتاب واختفى الرجل...

دخلت المنزل وفتحت الكتاب فوجدت أنه كتب بصيغة التدوين التي بت أعرفها جيدًا وكان السطر الأول يقول:

بعد الحصار حضر قرن «الكثبان» (جسار) فقرأت الكتاب وكان عبارة عن مدونة تحكي ما حدث منذ لحظة خروج (جسار) من عندي البارحة وحتى حضور الرجل الغريب بالكتاب عند بابي.

خوف (الجزء 1) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن