نظرتُ إلى السكين في يدي، وشيئًا فشيئًا بدأت بالضغط عليه. كلماته كانت كالحبال التي تسحبني نحو أعماق الظلام الذي يغمر حياته..رفعت عيني ببطء والتقت نظراتي بنظراته الحادة، ذلك البريق الذي يتلاعب بالعقل ، يزرع داخلي ترددًا لم أشعر به من قبل!. هل كنت دائمًا بعيدة عن مهنتي كشرطية؟ هل كانت العدالة حقًا تناسبني؟ قررت في تلك اللحظة أن أترك كل شيء خلفي، فربما لم يكن هذا مكاني من البداية
أومأت برأسي وحلقي مليء بغصة خانقة، ووجدته يبتسم ابتسامة جانبية مليئة بالثقة ..لم أشعر إلا وهو يغلق المسافة بيننا بهدوء مخيف حتى...
التقت شفتاه بشفتي في قبلةٍ لم أكن أتوقعها ، اتسعت عيناي بصدمة وشهقت من هول المفاجأة، ليسقط السكين الذي كنت أمسكه بيدي ، بقيت متسمرة في مكاني وعينيَّ متسعتان وقلبي ينبض بسرعة لكن قبل أن أستوعب ما يحدث، أمسك بيديّ ولفهما حول عنقه وعمق القبلة بلا تردد. وبينما كنت متجمدة وجدت نفسي وبطريقة غريبة أستجيب له وأبادله القبلة
بعدما فصلها ليلتقط أنفاسه، كنت ما زلت أنظر إليه بصدمة وكأنني أبحث عن تفسير لما حدث للتو. ضحك وهو ينظر إليّ بعينين مليئتين بالتسلية ثم قال بنبرة هادئة:
أتدرين؟ منذ اللحظة التي رأيتكِ فيها، عندما جئتِ إليّ في المكتب شعرت بهالة غريبة تحيط بك..حينها أدركت أنني بدأت بالانجذاب نحوكِ حتى وإن كنتِ عدوتي.
كانت كلماته تتردد في عقلي وكأنني لا أستطيع فهمها تمامًا، كل شيء يحدث بسرعة كبيرة، ولم أكن قادرة على استيعاب هذا الكم من الصدمات ، ظل ينظر إلي وضحك مرة أخرى وهو يراقب ملامحي المصدومة، ثم اقترب مجددًا ليقبلني قبلة أعمق وأكثر جرأة.
مرت الساعات حتى وصلنا إلى الصين. لا أزال أشعر بالتردد، فهناك جزء بداخلي يخبرني بأن ما أفعله خاطئ لكنني مع ذلك شعرت وكأن قدمي تسيران خلفه دون إرادة مني، وكأنني مقيدة بخيوط غير مرئية تأخذني أينما ذهب إليه. مرت الأيام والشهور وأنا وسونيونق نخطط ببطء كيف سنأخذ انتقامنا
وكانت البداية مع الشخص الأول... كريستا.
عدنا إلى كوريا بسرية تامة دون أن يلاحظنا أحد. ارتدينا الأقنعة السينمائية التي كان سونيونغ يمتلكها، واختفينا في الظل كما اختفت أرواحنا في الظلام. وأخيرًا أخذت انتقامي. قتلت بيدي من قام بظلمي ، من دمر حياتي، وشعرت بلحظة من التحرر الغريب... لقد أصبحت مختلفة.
استطعت بعد ذلك أن أخرج سوكمين وجوشوا اللذين نظروا إليّ بدهشة واستغراب. كيف تحولت بهذه السرعة من شخص يسعى وراء العدالة إلى شخص آخر تمامًا ..شخص يعيش للفوضى ويسفك الدماء؟ و وونو الذي كان يكرر لي دومًا أنه فخور بي.
مرت ثلاث سنوات ونحن نعيش كالهاربين، ننتقل من مكان لآخر بعد الجريمتين اللتين اقترفناهما. لكن الأمور هدأت أخيرًا، وأُغلقت القضية ونسِيّنا الناس. أصبحنا نعيش أنا وسونيونق في كوخ صغير بعيدًا عن ضوضاء المدن وصخب العالم. حياة هادئة رغم الفساد الذي انغمسنا فيه. قررنا أن ننسى ما فعلناه أن نفتح صفحة جديدة ونعيش بعيدًا عن القانون رغم أن ما فعلناه لا يُغفر.. لن نسمح لأي شخص أن يمسك بنا مجددًا وبالاخص انا...لن ادع احدهم يمسك بسونيونق. لقد أصبح سونيونق أعز ما أملك ولم أعد أرى في حياتي سواه.
——————
أمي... هل كان والدي حقًا من هذا النوع؟تجمدت في مكاني حين سمعت ابنتي تقرأ إحدى صفحات مذكراتي. أسرعت نحوها وانتزعت الدفتر من يديها برفق. ابتسمت قائلة:
إنها فقط خيالات من وحي قصصي لا تهتمي للموضوع
أومأت ابنتي وهي تغادر إلى غرفتها، بينما نظرت إلى سونيونق وبدأنا نضحك بصوت عالٍ على تلك الذكريات التي تذكرناها من إبنتي.
النهاية.
YOU ARE READING
The Killer Soonyoung
Actionرَغْمَ أَنَّنِي مُطَارَدٌ، إِلَّا أَنَّ قَلْبِي لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنَ الْهُرُوبِ مِنْكِ. أَنْتِ الجَرِيمَةُ الوَحِيدَةُ الَّتِي أُرِيدُ أَنْ أُدَانَ بِهَا وَلَنْ أَطْلُبَ البَرَاءَةَ أَبَدًا. #كون سونيونق #لي يورا