الفصل الثاني : كارولينا الحلوة

23 2 1
                                    

بعد عشر سنوات ، كانت كارولينا و جاكي يضعون الورود على قبرين .
الأول لأباهما ، الذي لم يروه قط.
الثاني لأمهم، التي طالما ما قصت عليه حكايات عن أبيهم .
و التي كتب على قبرها تحت سبب الموت :

هجوم مستذئب .

فمنذ ذلك اليوم ، منذ أن علم الشقيقين عن الحادث المأساوي ، كره كلاهما هذا الكائن الحقير ، الذي سلب منهما الجنة .

" هيا كير سنتأخر "
ناداها جاكي عندما لاحظ تركيزها الشديد على القبر .

أجابته :
هل تعرف شيءا جاكي ، لم أجد وظيفة لعينة، إلا عند ذلك المستذئب ، صاحب المقهى .

" ليس عليكي أن تعملي كير ، مع هذه المنحة الألمانية ، أستطيع أن أضمن مستقبلنا ، ابقي مع العمة ماري إلى أن أعود ، حينها سأصبح أشهر محقق في البلد ، و إذا أردتي سأشتري لك محل شانيل بأكمله "

ضحكت كارولينا على نكتة أخوها التوأم  ، هي لا تريد أن تبتعد عنه ، لكن في نفس الوقت لا تريد الوقوف في وجه مستقبله و أحلامه ، خاصة أن هذه المنحة لا تعطى إلا نادرا للمتميزين ، على عكسها ، هي التي لم تستطع الإلتحاق بالجامعة بسبب قلة ذكائها .

احتضت ذراعه و رحلا ، كل في أفكاره يسبح .

...

" انظري كل ما عليك فعله هو تزيينها بهذا ، ثم تضعي قطعة الفراولة فوقها "

كانت كارولينا تنصت بتركيز لتعاليم زميلها الجديد في المقهى ، مهمتها بسيطة، تزيين الكعك .

كانت هذه موهبة كارولينا منذ الصغر ، هي تجيد طبخ الحلويات و تزيينها .

لكنها اليوم لم تكن سعيدة، ليس فقط لأنها أصبحت تعمل في مقهى يمتلكه مستذئب ، بل لأنها ودعت البارحة أخاها في المطار و أمضت كامل الليل تبكي ، حتى أن عينيها إلى الآن منتفخة .

" أحسنت !"
قام زميلها ، الذي كتب على قميصه ' ادوارد ' بمدح عملها ، حسنا كان يمدح في سره مظهرها أيضا .

لا عجب في ذلك ، فقد كانت كارولينا صاحبة عينين كالقهوة العربية الداكنة مع بشرة قمحية خالية من العيوب ما عدى بعض النمش  حذو عينها اليسرى .
و شعرها اليلي في ضفيرة طويلة تصل إلى آخر خصرها ، فلم تقصه منذ موت والدتها .

و بينما رسمت شفتيها الممتلئة ابتسامة لم يستطع ادوارد سوى التحديق في هذا الجمال أمامه .

واصلت كارولينا تزيين بقية القطع بلمساتها السحرية ، و بينما اقتربت استراحة الغداء ، كانت قد كونت بالفعل صداقات ، كلها بشرية بالطبع ما عدا واحدة ، صوفيا.
كانت هذه الفتاة هادئة بشكل مريب ، تعمل كالآلة ، دون كلل أو ملل ، لم تستطع كارولينا سوى سؤالها إن كانت في مشكلة لكنها ردت ببساطة ' لا شأن لك '

Second Chance Where stories live. Discover now