كشف الحقيقة💔

6 0 0
                                    


من بعد ذلك اليوم، عشت على امل ولحظات صعبة منتظرة بانهيار وضياع ابن عم ادريان لياتيني بخبر عن ذلك الطفل، انتظرت..انتظرت بفارغ الصبر، فجاء اخيراً الي بعد اسبوع، استقبلته بوجّه شاحبة سوداء تحت عيوني لا أميز من القادم ومن الحاضر إلى باب غرفتي، نظر في عيني وهو يخبرني ببرود شديد جامدا بأن منذ اللحظة الذي تدمر فيه منزله في روما بسبب الزلزال الذي حصل قبل 10 سنوات، سافر الى اميركا الشمالية حيث هنالك دخل إلى السجن منذ فترة طويلة ولم يطلق سراحه بعد، ما ان قال ذلّك شعرت بان الارض انهزت اسفلي وضربت راسي بها، لم انطق بحرف واحد بينما اكتفيت في النظر به مشيرة اليه ان يتركني لوحدي، طلبت منه بترجي ان يخرج من جناحي، ولكنه كان مصرا ان يدخل ويساندني.
" ارجوك غادر من هنا قبلما ان يعود ادريان"
" لا تقلقي فهو لا يعود بهذا الوقت"
" ارجوووك، لست بحالة جيدة" قلت بنبرة منكسرة ومخنوقة بينما هو حضنني بين ذراعيه وغمرني بقوة اليه، بكيت هنالك كأعصار قووي مستسلمة كلياً نفسي الضعيفه اليه جاهدة بنفس الوقت إلا اظهر شخصيتي الضعيفة امام هذا الرجل الغريب، ولكني لم اصمد امامه وفقدت السيطرة على نفسي، ومشاعري المكشوفة اصبحت شفافة جدا، لم اعد استطع ان اخفي امري اكثر فبحت بمشاعري اليه بدون قول حرف، استمريت فقط بالبكاء، فكان كل شي يمكن اخفاؤه في قلبي إلا ذكريات رجلي تتكرر في حياتي، وعقلي يرفض محيها من جديد.
~~~~~
.
.
.
مرت ثلاث اشهر قضيتها بكاء، انزعاج وقهر شديد، وأثناء ذلك اصلي بتضرع وخشوع إلى لله ليفرج عن صديقي، فلم تجف يوما دموعي من ذلك اليوم حدثت لي الكثير من حالات الإغماء والاكتئاب وغير نوبات الهلع مثل صعوبة في التنفس وكانت تمر علي ايام فاقدة للوعي وعندما كنت أستعيد وعيي اجد نفسي بمفردي مع ادريان فتتعالى صراخات قلبي ومخاوفي تزداد، فلم يدرك ادريان مالذي كان يحصل معي ظن بان جن التبسني ام انتكست حالتي النفسية، صعب في فهم شخصيتي وكاد يجن جنونه علي، لاني اهملت صحتي وطعامي فكنت اقضي اياما لا اكل شيئا، بنيتي الجسدية والعقلية ضعفت، وطاقتي نقصت حتى صرت جسدا بلا عقل وروح، فالأخير بدات اهلوس باسم مارسيل ليلاً ونهارا، وحين ليلة غفيت وفي احضاني صورته وجدني ادريان بذلك المشهد امام عيناه الصغيرتين، فقد عقله وصراخه ذلك اليوم ملئ جناحنا لوهلة كنت اظن بانه سيقتلني بالسيف الان لا مهرب من بين يداه، ملامحه شحبت وتغيرت لونها وأصبحت داكنة اللون فخفت على نفسي منه، جف حلقي من التوتر وخشيت من جنونه وغضبه. تعالت أصواتنا وحين انهرت امامه صرخة قوية بانني لن اكف عن التفكير في صديقي، ضرب قدماه في السرير بقوة اجفلتني وبعدها بساعة افصح لي عن سر فعلى ما يبدو أصبحت أضحوكة له، فلعب في مشاعري واستمتع في الاستهزاء بي بصورة بشعة وهو يخبرني بان ابن عمه هو مارسيل صديقي بنفسه ولكنه خبئ عني حقيقة ذلك، فضحكت بجنون وهستيرية تارة كنت اضحك بقوة من دون وعي وقصد وتارة اخرى بين دموعي الفارغة وفرحتي بالخبر الصادم الغريب الذي افقدني صوابي. كيف له ان يكذب علي وان يوهمني بان صديقي حبس في السجن، وهو بنفسه من اخبرني عنه كيف له ان يكون قاسي لهذا الحد، لعن حياتي وفقدت طعم السعادة والفرح والسرور من ذلك اليوم فشعرت بان الكون قضى علي وانهزمت امامه، وتسبب في وفاتي فكنت جسدا بلا روح ارفض العيش بعيدا عنه، بينما هو كان يلعب معي وينتقم من اجل نفسه مني آي صديقا صايحا يفعل ذلك بمحبوبته؟؟؟!، اهذا عمل إنساني؟؟، اهذا مارسيل خاصتي؟؟، كلا لم يكن ذلك الرجل المحب والمتسامح الذي عرفته منذ طفولتي، ليس هو ولن يكن. اعطيت زوجي نظرة اللامبالاة واضعة يدي على وجهه مبتسمة نحوه بانتصار وكأن الأمر لم يعد يهمني ويأثر بي، سوف أتخطاه اجلاً ام عاجلا.

بعد يومان، كلما تشتت انتباهي في لحظة واحدة فكنت استغل الفرصة في الكتابة ام القراءة، محيت مارسيل من مخيلتي وعالمي واكتفيت بما لدي من نعم لله الي، أصبحت إلى ادريان زوجة صالحة، اهتم بكل شيء حتى احيانا نقضي ايام العطل لوحدنا بعيدا عن ضجيج الحياة والقصر، كنا زوجين سعيدين.

اليوم عند غروب الشمس رايته في الممر، تغيرت نظرتي اليه واصبحت اعلم حقيقته من هو ومن يكون؟، كان المشهد قاسياً بالنسبة الي وانا اراه هكذا بعيدا عني لا اقترب منه ولا اضمه واشم رائحته الجذابة في انفي، زهقت من الأنتظار وصبري نفذ ومع ذلك لا يحلم بانني ساخبره بالحقيقة بانني كشفت امره ومن يكون ولما كان يكرهني لهذا الحد، يستفزني باوقات ضعفي و يتجاهلني حينما يراني فالآن قد حان دوري فسوف اجعله يندم باللحظة الذي لم يخبرني بحقيقته، ولن اقترب منه، ولن قلبي يغفر له وعن افعاله الرذيلة التي سرقت عني النوم لأيام فكنت احلم بأن مارسيل قد توفى، وابتلعته الارض ولن اراه مرة اخرى واضمه بين احضاني، كمية كوابيس وهواجس حرمت عني طعم الحياة، فحينما مر من جانبي، انزلت راسي بالاسفل وتجاهلت حضوره، حيث هو كان ينظر بي منتظرا سلاما من طرفي إلا أنني صمدت امامه ولم أعير انتباهي اليه، فأعطى ردة فعل مستغربة أوقف قدماي حين نادى باسمي.
" كيف تشعرين اليوم؟"
" بافضل حال"
" يسعدني ذلك حقا"
اعطيته ابتسامة مزيفة ومن ثمها كملت طريقي الى جناحي، قبلما ان اعطيه ظهري كان يتطلع لعيناي الخضراء ولاحظت نظراته المتفحصة الدقيقة المتشوقة بتأملي، ضيع ذلك الفرصة من يداه وخسرني مارسيل للمرة الثانية حين لم يصارحني ويكون واضحاً معي، يستحق ذلك كل حياته.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Oct 24 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

حبيّ الاعمى Where stories live. Discover now