2

3 2 1
                                    

نظرت ليلى إليه وقالت: "الخطة الآن هي أن نخرج من هنا ونجد مكانًا آمنًا لنتخذ الخطوة التالية. لكن تذكر، هذا ليس سوى البداية. ما ينتظرنا قد يكون أكثر صعوبة."

تنفس حنا بعمق وهو يراقب ليلى، التي بدت وكأنها قد اعتادت على التعامل مع مواقف الخطر. رغم الفوضى التي أحاطت بهما، كانت عيناها متيقظتين، تتفحصان كل زاوية وكل مخرج محتمل. لم يكن أمام حنا خيار سوى الوثوق بها في هذه اللحظة، لكن الشكوك بدأت تتسلل إلى ذهنه. لماذا تعرف ليلى هذه الأزقة بهذه الدقة؟ وما الذي تخفيه حقًا؟

"ما الذي ينتظرنا بالضبط؟" سأل حنا بعد لحظة من الصمت، وهو يحاول استيعاب الأحداث السريعة التي تتوالى.

أجابت ليلى وهي تسير أمامه بخطوات واثقة: "ما نحمله الآن هو أكبر من مجرد قضية فساد. هذه الأوراق ليست مجرد أدلة على اختلاس أموال أو صفقات مشبوهة، إنها دليل على شبكة كاملة من العلاقات السرية بين الجريمة المنظمة والسلطة في المدينة. كل شيء مترابط، والكل يريد السيطرة على ما نملكه."

"ولماذا لم تسلمي هذه المعلومات من قبل؟" تساءل حنا وهو يحاول استعادة بعض السيطرة على مجريات الأمور.

ابتسمت ليلى بسخرية خفيفة وقالت: "الأمر ليس بهذه البساطة. الأشخاص المتورطون هنا يمكنهم إسكات أي محاولة لتسريب هذه المعلومات، سواء كانت للشرطة أو للإعلام. إنه عالمهم، هم من يضعون القوانين ونحن مجرد لاعبين فيه."

توقفت ليلى فجأة عند زاوية مبنى مهجور، وأشارت لحنا بالبقاء صامتًا. كانت تحركاتها مدروسة بعناية، وكأنها تنتظر شيئًا. مرت لحظات من الصمت قبل أن يظهر أمامهما شخص آخر، رجل طويل القامة يرتدي معطفًا أسود طويلًا، وملامحه غارقة في الظلام.

"جئتِ أخيرًا، ليلى." قال الرجل بصوت منخفض ومليء بالغموض. "لقد كنت أراقبكِ منذ فترة."

نظرت ليلى إليه بحدة وقالت: "لم يكن لدينا الكثير من الوقت. الأمور أصبحت أكثر تعقيدًا."

"ومن هذا؟" سأل الرجل وهو يشير نحو حنا بنظرة متفحصة.

"هذا هو الشخص الذي يمتلك ما نحتاجه." أجابت ليلى دون تردد، وكأن حنا مجرد قطعة في لعبة أكبر.

شعر حنا بالتوتر. لم يكن يثق بالرجل، ولا حتى بليلى بشكل كامل، لكنه أدرك أنه لا يملك خيارًا سوى الاستمرار. "ما التالي؟" قال بصوت هادئ لكنه مليء بالحذر.

"التالي هو أننا سنخرج من المدينة، بأمان إن استطعنا، ونتأكد من أن هذه المعلومات تصل إلى المكان الصحيح. لكن الطريق لن يكون سهلًا." قال الرجل وهو ينظر إلى ليلى، وكأن هناك اتفاقًا غير معلن بينهما.

"هناك مركبة تنتظرنا في الطرف الآخر من هذه الأزقة." تابعت ليلى، مشيرة إلى الاتجاه الذي يجب أن يسلكوه. "ولكن علينا أن نكون حذرين، قد يكون هناك من يتعقبنا."

ترنيمة لهيبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن