5:"الحافة بين الحلم والواقع"

20 2 11
                                    


شعر الفتى وكأن قلبه يكاد يقفز من صدره مع كل نبضة متسارعة، حتى أنه أحس بصدى دقات قلبه تعلو داخل أذنيه. كان الذعر يسيطر عليه بالكامل، وعقله يكاد يفيض بالأفكار المتشابكة التي تشل قدرته على التفكير السليم. يداه ترتجفان كأن زلزالًا يهزهما، وجسده يعكس اضطراب مشاعره التي لم يعرف كيف يتعامل معها.

فجأة، بدون تفكير، سحب مكابح القطار الهوائية بقوة. صوت المكابح المرتفع شق الصمت بحدة، والقطار بدأ في محاولة يائسة للتوقف. كانت يداه تقبضان على المكابح بقوة، وكأنهما تتمسكان بخيط أملٍ لا يريد أن ينقطع. تمنى بداخل نفسه أن يتوقف القطار، أن ينتهي كل شيء دون وقوع أذى.

"المكابح؟ حقاً؟ هل تعتقد أنها ستعمل؟" جاء صوت ساخر من الخلف، بوكو كان يقف هناك بابتسامة ملأتها السخرية بينما بدأ صوت صرير مزعج يملأ المكان. "ما الذي ستفعله الآن؟ ستموت الناس بسببك."

شعر كيكارو بمزيج من الغضب والذعر. "أيها الـ...!" صرخ بغضب، ثم أبعد يده عن المكابح بارتباك. ولكن ما لفت انتباهه كان أثر يده الذي بقي واضحاً على المكابح الحديدية. وقف مذهولًا، ونظر إلى بوكو بعينين مليئتين بالشك والأسئلة غير المعلنة. وكأنه يتساءل ما الذي يحدث حقًا.

توجه بعدها نحو المقطورة، حيث كان الركاب جالسين بقلق. عينيه تجولان بينهم وبين مقدمة القطار. قلبه مليء بالصراع.

"أيها الأحمق! توقف عن هذا!" انفجر أخيرًا بصوتٍ غاضب.

"حتى أنا لا أستطيع إيقافه، وبالمناسبة، اسمي بوكو، وليس الأحمق." قال بوكو بضحكة مكتومة، ناظرًا إلى الخارج حيث الثلوج تتساقط ببطء. "أحببت هذا الجو البارد"، تابع حديثه وكأن لا علاقة له بما يجري حوله.

ثم استدار إلى كيكارو ببرود قائلاً: "ماذا عن دهس الشاب الصغير؟ إنه الأقل فائدة والأقل ضررًا."

تضيق عينا كيكارو بحدة، "لن أقتل أحدًا."

كان الخوف جليًا في عينيه، وكانت يده ترتجف وهو ينظر إلى الركاب بنظرة تحمل عبء القرار.

"عدم فعلك أي شيء لإنقاذهم يجعل منك قاتلًا أيضًا." قال بوكو بلا مبالاة، وهو ينظر إلى الطفلة التي تمتمت في نومها بأنها تفتقد دبها المحشو.

تردد كيكارو للحظة، ناظرًا إليها. "سأنقذهم جميعًا..." تمتم بصوتٍ غير واثق.

ضحك بوكو بضحكة خفيفة: "لن تفوز بشيء ما لم تضحي بشيء."

صرخ كيكارو بغضب: "لا أريد الفوز بشيء يؤدي إلى موت أشخاص ومعاناة الآخرين!"

جلس فجأة على الأرض، يده تمتد على الأرضية، وتبدأ بالتحول إلى غشاء غريب يمتد عبر الحائط والأرضية، حتى وصل إلى مقدمة القطار، مغلقًا المسار أمامه. كانت أنفاسه ثقيلة وجسده مرهق، وكأنه يدفع نفسه إلى أقصى حدوده.

Dostali jste se na konec publikovaných kapitol.

⏰ Poslední aktualizace: 5 days ago ⏰

Přidej si tento příběh do své knihovny, abys byl/a informován/a o nových kapitolách!

ظلال الشيطان Kde žijí příběhy. Začni objevovat