لم يبكِ هيونجين بهذه القوة في حياته قط. كان مستلقيًا على الأرض الباردة المصنوعة من خشب الماهوجني، يحتضن نفسه بشدة، غير قادر على تحمل شعور الوحدة. لم يكن هناك أحد ليواسيه، ولا جيسونغ ليحتضنه.
منذ ولادته، لم يشعر هيونجين أبدًا بامتلاك شخص خاص به. انفصل والداه عندما كان في العاشرة، بعد خيانة والده لوالدته. ومنذ ذلك الحين، تبنته عائلة والده ليكون الوريث الوحيد لعائلة هوانج وأعدوه ليكون الأوميغا المثالي. كعارض أزياء وممثل، استطاع هيونجين صنع اسم لنفسه في مجال الأعمال الاستعراضية والسياسية، لكن زواجه من جيسونغ كان مجرد صفقة تجارية، لا أكثر.
لم تتصل به والدته مرةً بعد الطلاق. ومع أنه يتذكرها كشخصية طيبة، فقد يئست من التواصل، وكأنها تخلت عنه. أما إخوته غير الأشقاء، فلم يشعروا يومًا أنهم أسرته حقًا. ظل هيونجين وحيدًا طوال معظم حياته، وتطور لديه هوس غير صحي بجيسونغ؛ أراد امتلاكه، وقد حقق ذلك بالفعل، لكنه في هذه العملية جعله أسيرًا، محبوسًا بين يديه.
لم يكن لديه عائلة تهتم لأمره ولا أصدقاء حقيقيون، سوى صديقه الوحيد، سونغمين.
بدأ يسحب شعره وهو يأخذ أنفاسًا مرتجفة. همس بصوت مختنق: "لماذا الحياة قاسية معي إلى هذا الحد؟" كانت عيناه تدمعان بينما يجاهد للوقوف، قبل أن يعرج إلى المنضدة بجانب السرير، يفتح الدرج ويخرج منه شفرة حلاقة. وقع بصره على فخذيه، وتزايدت شهقاته. كان على وشك كسر الوعد الذي قطعه لجيسونغ الذي عرفه قبل الزواج، ذلك الذي جعله يعِد بالبقاء نظيفًا. كم يفتقد جيسونغ الذي كان يهتم به، الذي عامله كأميرة وحماه في أصعب لحظاته.
في ذلك الوقت، كان من الصعب على هيونجين أن يرى نفسه كما كان يراه جيسونغ؛ فغالبًا ما كان يحطم نفسه سعيًا إلى الكمال، الذي أصر جيسونغ أنه غير موجود. كان جيسونغ الوجود الهادئ الذي يمنحه الراحة، والذي ساعده على التفكير بوضوح، ومنعه من نقد نفسه بشكل قاسٍ.
مرّ عامان منذ أن أذى هيونجين نفسه آخر مرة، وكان فخورًا ببقائه نظيفًا. لكن يبدو أن كل شيء جيد في حياته يجب أن ينتهي. كانت يداه ترتعشان وهو يسحب شفرة الحلاقة على ساقيه الشاحبتين، ليغمر الدم البطانية الحمراء تحت جسده. ظهرت ابتسامة ضعيفة وفارغة على وجهه، وعيناه العسليتان، اللتان اعتاد جيسونغ الإعجاب بهما، باهتتان الآن. شيء آخر ينتقده جيسونغ من أجله.
في تلك اللحظة، استعاد هيونجين ذكرى جيسونغ القديمة، الرجل الذي كان يحبه، والذي لم يعد موجودًا الآن. ألقى نظرة على النافذة، ثم إلى باب الشرفة، وبدأت الأفكار السوداء تتسلل إلى عقله.
أراد أن يكسر النافذة برأسه، أن تتحطم الشظايا الزجاجية في جلده، مخترقة عقله ووجوده. تخيل نفسه يسقط جثة هامدة على الأرض الباردة، باردة وصلبة، عاجزة عن الشعور.
كان ليكون جثة جميلة، بشرة متوهجة كالبورسلان. لكن حتى هذا لم يعد متاحًا له، فقد جعلته كلمات جيسونغ الأخيرة يشعر بعدم القيمة. فقد كان من قبل واثقًا بفضل دعم جيسونغ، أما الآن، فكل ما يشعر به هو الفراغ.
لم يعد واثقًا من مظهره، الذي كان ذات يوم يشع جمالًا ورغبة، ذلك الشخص الذي اعتقد يومًا أنه يستحق السعادة. والآن، نفس الرجل الذي جعله يشعر بذلك سلبه كل شيء.
استمرت دموعه في التدفق على وجهه، تتساقط على زجاج النافذة البارد. نبض قلبه غير منتظم، وكأن عقله يفقد السيطرة.
أمسك بشعره، يسحب خصلاته الباهتة المبهتة، ويعض شفته حتى سال الدم.
"أنت بلا قيمة."
"أنت لا شيء."
"لن تنجح أبدًا."
"لا تستحق الحياة."
"إنه يكرهك."
"أنت غير قادر على إسعاده."
"ولا يمكنك حتى منحه طفلًا."هذه الفكرة الأخيرة كانت الأشد وقعًا عليه، فكرة عدم قدرته على إنجاب طفل. لم يكن هيونجين عقيمًا، لكنه لا يستطيع الحمل. حتى وإن كان جيسونغ نادرًا ما يلمسه، فخلال عامين من الزواج، لم يحدث بينهما اتصال إلا خمس مرات. اختبر هيونجين صحته قبل عام، وأظهرت النتائج أنه رغم انخفاض مستويات هرموناته، إلا أنه قادر على الحمل. لكن سونغمين أخبره بالحقيقة المرة - جسده ضعيف للغاية.
"رحمك ضعيف جدًا"، قال سونغمين. "قد لا تنجو من الحمل، ولن ينجو الطفل أيضًا."
وكان رد جيسونغ مؤلمًا.
"هاه، لا تستطيع حتى إنجاب طفل. لا تقلق، هوانج، لن أرغب أبدًا في طفل معك."انحنى نحو وجهه ساخرًا، وأضاف: "وإذا حدث ذلك، أعدك بأنهم لن يروا ضوء النهار أبدًا."
أصابه جمود قاسٍ، كيف يمكن لجيسونغ أن يكون بلا قلب لهذه الدرجة؟ كيف يكره الطفل الذي لم يُخلق بعد؟
لقد اقترح هيونجين ترتيبًا يسمح لجيسونغ بالبحث عن الراحة مع الآخرين، شرط أن يبقى بعيدًا عن فيليكس. بدا الأمر مثاليًا في البداية، لكنه تراجع الآن عن فكرته، فقد كان يرى جيسونغ يعود برائحة أوميغا أو بيتا أو ألفا أخرى، فيزداد تحطم قلبه.
دوّامة الأفكار السوداء تدور في رأسه، وامتلأت عيناه بالدموع مرة أخرى.
تخلى عن شفرة الحلاقة، وخرج من الغرفة نحو الشرفة كالطيف. كان يرتجف من البرد، وضمّ نفسه، متقدمًا نحو السور المعدني ببطء. ابتسم حزينًا وهو يحدق في الأرض البعيدة تحته. رغم خوفه من المرتفعات، لم يشعر بالخوف الآن.
"على الأقل يمكنني أن أفعل شيئًا يسعده"، همس لنفسه قبل أن يتسلق السور. أطرافه الطويلة المرتجفة توازنت بشكل محفوف بالمخاطر. أغمض عينيه، والابتسامة الحزينة لا تزال مرسومة على وجهه - ابتسامة لم تعد تصل إلى غمازاته، ولم تعد تمنح عينيه شكل الهلال الذي كانت تمنحه ذات يوم.
ثم، أطلق جسده ليترك كل شيء خلفه.
أنت تقرأ
الحب المدبر
Fanfictionكان هيونجين مهووسًا بجيسونغ لدرجة أنه أجبره على الزواج بعقد، ليحبسه في حياة لم يطلبها أبدًا. جيسونغ، وهو الفا رئيسي ذو لسان حاد ومزاج سيء، يكره كل لحظة من ذلك. بالنسبة له، هيونجين ليس سوى أوميغا واهم، متمسك بوهم. علاقتهما عبارة عن صراع دائم، مليء با...