بين نارين يقع اسير الهوى

144 11 17
                                    

استفاق جيسونغ ببطء على أول خيوط الصباح التي تسللت عبر النافذة، وبدأت عيناه تتكيفان مع النور الخافت. تدريجيًا، تحول وعيه من نعاسه ليجد أمامه مشهدًا جعل أنفاسه تتوقف. هيونجين كان واقفًا بجسده الفاتن، مرتديًا قميص جيسونغ الأبيض الواسع الذي يكشف عن منحنيات جسده بطريقة جعلت أنفاس جيسونغ تتسارع. كانت بشرته البيضاء الناعمة تتألق، والنهد البارز يظهر قليلاً من تحت القميص الذي بالكاد يستر جسده الهش. كان القميص واسعًا للغاية، يلامس فخذيه، مما يكشف عن جسده بشكل غير متعمد، حيث لم يكن هناك ما يستر كتفيه المتوهجين بلمسة ضوء الصباح.

كان مشهد هيونجين المتوتر والمغري بتلك البراءة يشعل جذوة غير متوقعة في أعماق جيسونغ. لم يكن القميص مجرد قماش على هيونجين، بل كان يحمل عبق مسك جيسونغ العميق، مختلطًا بنسيم المحيط الذي طالما ذكّر هيونجين بقوة الألفا التي يحبها، تلك القوة المخيفة والرقيقة في آنٍ واحد.

تحركت يد هيونجين برفق بينما كان يضع أغراضه داخل حقيبة صغيرة بجانب السرير، بحركات رقيقة كأنها مرسومة بدقة. عطره الخاص، مزيج العسل وورود الجوري، بدأ يتغلغل في الهواء، جالبًا معه شعورًا بالهدوء والتأنيب في نفس جيسونغ.

لم يكن هيونجين يدرك نظرات جيسونغ الحادة التي تأملته بنوع من الافتتان الممزوج بالذنب. كان قلب جيسونغ يثقل كلما أمعن النظر في الضمادات البسيطة التي تغطي جروحًا صغيرة على أفخاذ هيونجين. كان يعلم أنه السبب خلف هذه الجروح، سواء كانت جسدية أو نفسية، وأنها نتاج لحظات كان يجب عليه فيها أن يكون ألطف وأقرب.

للحظة، شعر هيونجين بحدّة نظرات جيسونغ، فالتفت بارتباك وعيناه تنظران إلى الأرض، كأنه يخشى من ردة فعله. همس بصوت بالكاد يُسمع، "صباح الخير... جيسونغ." كانت تلك الكلمات البسيطة محمّلة بخجل وهيبة، وكأن هيونجين يعرف أن حركاته أصبحت مرئية لجيسونغ بطريقة لم يتوقعها.

لكن جيسونغ لم يستطع منع نفسه من الانجذاب نحوه أكثر، وعبر الغرفة بصمت حتى وقف خلفه مباشرة، يراقب بعينيه كل تفاصيل جسد هيونجين المتعطش لعناق لا يتجرأ على طلبه. تساءل بعمق عن قوة تأثير هذا الأوميغا عليه، قوة تفجّرت بغريزة الألفا التي تشتعل في داخله. مدّ يده، ودون قصد تقريبًا، مرر أصابعه بلطف على كتف هيونجين المكشوف، متأملًا تلك الرائحة الحلوة التي تملأ المكان.

تجمد هيونجين للحظة، وهو يشعر بلمسة يد جيسونغ الثقيلة العملاقة القاسية على جلده الناعم ، ولم تكن لديه الجرأة للنظر إلى الوراء. لكن عندما التفت، رأى عيني جيسونغ المليئتين بالإثارة. ازدادت نبضات قلبه، وازدادت خشيته عندما تذكر القميص، فأخذ يتلعثم، "آسف... لم أقصد... أعلم أنك لا تحبني أرتدي ملابسك. لم أستطع منع نفسي، آسف." بدا صوته كأنه اعتراف خجول ومذنب، بينما يداه تحاولان بلا جدوى سحب القميص لتغطي جسده أكثر بسبب نظرات جيسونغ الحادة.

الحب المدبر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن