قبضة على الحافة

73 10 6
                                    

كان جيسونق جالسًا في مكتبه، مرتديًا شورت جينز أزرق داكن وقميصًا أسود. استرخى على الكرسي الجلدي الفاخر، مائلًا برأسه للخلف، ممسكًا بسيجار بين إصبعيه السبابة والوسطى. بيده الأخرى، سحب شعره الداكن بقوة. أخذ نفسًا عميقًا من الدخان السام، ثم أغمض عينيه وزفر ببطء، مطلقًا سحابة كثيفة من الدخان عبر فمه وأنفه.

جلس مستقيمًا بعد ذلك، وعيناه السوداوان تنزلقان ببطء نحو الأوراق التي تخص مشروعه الجديد. كان يسعى لتوسيع أعماله في الشرق الأوسط، وتحديدًا في دبي، الإمارات العربية المتحدة. تضمنت رؤيته بناء مجمع تجاري ضخم يضم أربعة ناطحات سحاب (40 طابقًا)، إضافةً إلى مكاتب، مراكز مؤتمرات، مناطق ترفيهية، ومنشآت رياضية. كانت المرحلة الأولى من المشروع تقدر بحوالي 500 مليون دولار أمريكي.

ابتسم عندما وقعت عيناه على كلمة "مراكز التسوق"، فتذكر هيونجين وعشقه للتسوق. على الرغم من أنه غالبًا ما أبدى تذمرًا من تلك العادة، إلا أنه في أعماقه وجدها جذابة. كان يخطط لأخذ هيونجين إلى الإمارات لقضاء إجازة بمجرد اكتمال المشروع. لكن فجأة بدأ الشعور بالذنب يتسلل إلى قلبه. هل كان صارمًا جدًا مع الأوميغا؟ لم يكن لديه الطاقة لمواجهة هذه الأفكار السلبية الآن. كان يعرف أن ثقة هيونجين بنفسه هشة، كقلعة رملية يمكن أن تنهار بسهولة.

فكر في جانب الخيانة في علاقتهما؛ هيونجين، كونه رومانسيًا يائسًا، كان بكر  قبله. لم يمس أحد هيونجين غيره، وهو ما أشعل في قلب جيسونج نوعًا من الفخر غير المألوف. في العادة، لم يكن يهتم بمثل هذه الأمور. في الواقع، كان ينفر من التعامل مع العذراوات، إذ كان يجد توترهم وقلة خبرتهم مزعجين. لكن هيونجين استحوذ على اهتمامه بسهولة، مما جعله يشعر بتملك غير معتاد. هل أصبح غيورًا؟ أو ربما متملكًا بشكل مفرط؟ لم يكن متأكدًا، لكنه بالتأكيد كان يشعر بشيء غريب تجاه هيونجين، ذلك الأوميغا الذي بدا بجسده الطويل والأنثوي مثاليًا بمعايير الساعة الرملية، وهي معايير كان هيونجين يكرهها تبا لمعايير الجمال الكورية لاحزان هيونجين.

كانت ملامح وجه هيونجين ناعمة ومثالية، مع بعض الامتلاء في بطنه ووركيه، وهي مناطق كانت تزعجه. ومع ذلك، وجدها جيسونج جميلة. كانت فخذاه ناعمتين، وهشاشته تشبه شجرة الصفصاف الباكية المنعكسة على مياه هادئة. لكن في تلك الليلة الأولى بينهما، اكتشف جيسونج أن في داخل هيونجين نارًا مشتعلة. تلك النار لم تحرق هيونجين وحده، بل امتدت لتلتهم جيسونج أيضًا، مما أشعل فيه رغبة لا نهائية لاحتواء الأوميغا الخجول.

ضرب جيسونق وجهه بيده، محاولًا إسكات ألفاه الداخلي. لم يكن الوقت مناسبًا لترك رغباته الجامحة تسيطر. لكنه لم يستطع التخلص من القلق الذي بدأ يغمره منذ أن غادر غرفتهما. كان هذا القلق يذكره بنفسه في أيام شبابه؛ حينما كان الأصغر، والأضعف، والأكثر هدوءًا بين أقرانه الألفا. تعرض للتنمر والإذلال من قبل والده القاسي، ولم يستحق يومًا لقب الألفا الرئيسي. كان مجرد فتى صغير بلا حياة، بلا أصدقاء، غارق في قراءة المانجا طوال اليوم. كره نفسه حينذاك، ووعد بأن لا يعود إلى ذلك الضعف مرة أخرى.

بنوبة إحباط، دفع الأوراق التي كانت على مكتبه المصنوع من خشب البلوط، فتطايرت في أنحاء الغرفة. وقف فجأة واتجه نحو غرفتهما. وما إن اقترب من الباب، حتى جمد في مكانه، حيث التقطت أنفه الحساس رائحة الدم. اندفع نحو الغرفة، وكاد أن يكسر الباب أثناء فتحه. كانت أول ما رآه الملاءات الملطخة بالدماء، لكن هيونجين لم يكن في مكانه.

توقف قلب جيسونج للحظة عندما رأى هيونجين واقفًا على الشرفة، على وشك القفز. انطلق بأقصى سرعته، وعندما وصل إلى الأوميغا الباكي، اندفع نحوه، وبحركة خاطفة أمسك بفستانه الصيفي وسحبه إلى الداخل. عانقه بقوة، كما لو أن حياته تعتمد على ذلك العناق.

يتبع...

الحب المدبر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن