Part 9:مصيبة غير متوقعة

12 5 1
                                    

"تسربت المصيبة غير المتوقعة كالسهم في الظلام، لتترك آثارها في كل زاوية من زوايا حياتها"

☆☆☆☆☆☆

في إحدى الليالي الباردة، وصلتها رسالة مشفرة من لوكاس تطلب منها المجيء إلى قصره. قلبها كان مضطرباً وهي تقرأ الكلمات القليلة التي أرسلها، لكنها عرفت أنها لا تستطيع تجاهلها هذه المرة. شيء ما في الرسالة كان يوحي بأن لوكاس لن يترك الأمر يمر بسهولة، وأنه يعرف أكثر مما كانت تتخيل.

عندما وصلت إلى القصر، كانت الأجواء مشحونة بالصمت. الحديقة الكبيرة المظلمة كانت تعكس شعوراً بالهيبة، والأضواء الخافتة على النوافذ كانت تشير إلى أن لوكاس ينتظرها. عندما دخلت، كانت ملامحه الجامدة ترحب بها بطريقة لم تستطع فك شفرتها. جلس بهدوء خلف مكتبه الكبير، وعيناه لا تفارقان وجهها، كما لو كان يحاول التوغل في أعماقها واستخراج الحقيقة.

بدأ الحديث بصوت هادئ، لكنه يحمل ثقلًا كبيرًا: "لماذا ساعدتني يا فيولات؟".

شعرت بشيء ينقبض داخلها، محاولة ترتيب أفكارها بسرعة. "لقد كان الفخ خطيراً... لم أكن أستطيع أن أتركهم يقبضون عليك بتلك الطريقة." أجابت ببطء، محاولة إخفاء الارتباك في صوتها.

لوكاس لم يظهر أي تعبير. ظل ينظر إليها بعينين ثاقبتين، وكأن كل كلمة تقولها كانت تزداد ثقلاً عليه. "هل هذا كل ما في الأمر؟ الفخ كان خطيراً؟ أم أن هناك سبباً آخر؟" كانت نبرته ثابتة، لكنها تحمل في طياتها شكوكاً لا يمكن إخفاؤها.

فيولات شعرت بالحرارة تتصاعد في وجهها، حاولت أن تجد الكلمات الصحيحة. "لم أكن أريد أن أراك خلف القضبان... ربما لأنني بدأت أرى جانباً آخر منك، جانباً لم أكن أعتقد أنه موجود." همست بالكلمات، وكأنها تخشى أن يسمعها.

ضحك لوكاس، تلك الضحكة الجانبية الساخرة التي دائماً ما كانت تجعلها تشعر بأنه لا يزال يملك السيطرة. "جانب آخر؟" سأل بتهكم، ثم أضاف: "أنا لا أعتقد أن الأمور بهذه البساطة. أنتِ محققة، وأنا مجرم. لماذا تخاطرين بكل شيء من أجلي؟".

صمتت للحظات، تشعر بثقل الأسئلة التي كان يطرحها. الحقيقة كانت واضحة أمامها، لكنها لم تكن مستعدة للاعتراف بها، حتى أمام نفسها. "ربما لأنني لم أعد أرى الأمور بنفس الطريقة التي كنت أراها بها من قبل." أجابت أخيراً، ثم رفعت عينيها لتواجه نظراته المتفحصة.

أخذ لوكاس نفساً عميقاً، ثم وقف من مقعده واقترب منها ببطء. كانت خطواته مدروسة، كل خطوة منه تحمل معها توتراً غير مرئي. عندما وقف أمامها مباشرة، لم يرفع صوته، بل همس بهدوء: "أنتِ تلعبين لعبة خطيرة يا فيولات. لكنني أريد أن أعرف... هل أنقذتني لأنك بدأتِ تهتمين، أم لأنك تظنين أنك تستطيعين التلاعب بي؟".

من أنت؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن