Part 10:لعبة الظلال

6 5 0
                                    

"لعبة الظلال تعتمد على استغلال الظلال لتجاوز الألغاز والتحديات، حيث يحتاج اللاعبون إلى التفكير بذكاء ومهارة لاستكشاف العوالم الغامضة."

°°°°°°°°

في ساعات الليل المتأخرة، حيث الهدوء يغلف المدينة، تسللت فيولات إلى المختبر ببطء، متحركة بين الظلال بخفة. كانت تعرف أنها تخاطر، وأن كل خطوة قد تكون نهايتها، لكن لم يكن أمامها خيار آخر. "عليّ أن أجد المسدس، وأنهي هذه الفوضى..." همست لنفسها، تستمد شجاعة من إصرارها.

تجولت في الممرات المظلمة، تمر بجانب مكاتب تملؤها الملفات وتقارير التحقيق، تدرك أن كل شيء هنا قد يقود لكشف أسرارها، لكن شيئًا واحدًا فقط كان يهمها هذه الليلة. توقفت عند باب الغرفة حيث من المفترض أن يكون المسدس، قلبها ينبض بقوة وهي تدفع الباب ببطء، تدخل وتحاول العثور عليه بين الأدراج والخزائن. لكن... لا شيء. المسدس ليس هنا.

بدأ الشك يداهمها، هل سبقتها يد أخرى؟ هل وجد أحد المسدس قبلاً وأخذه؟ انقبض قلبها وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة. وقفت للحظة في وسط الغرفة، شعرت وكأن الظلال تحاصرها، تلتف حولها، كأن أحدًا يلعب بها، يتابع كل خطوة تقوم بها.

بعد أن تأكدت من عدم وجود المسدس، خرجت من المختبر متوترة، أفكارها تتسارع: "من الذي علم بشأن المسدس؟ ومن تجرأ على أخذه قبلي؟"

عادت إلى المنزل في ساعات الفجر الأولى، مرهقة ومتعبة، لكن القلق منعها من النوم. حاولت تهدئة نفسها، لتفكر في الخطوة القادمة، لكن قبل أن تتخذ قرارًا، لاحظت صندوقًا صغيرًا على طاولة مدخل شقتها. انحنت ببطء، كأنها تخشى أن تفتح الصندوق، تشعر بأن قلبها ينبض بجنون. وضعت يدها على غطاء الصندوق وفتحته ببطء.

هناك، في داخل الصندوق، رأت المسدس. نظرت إليه بصمت، مزيج من الرعب والاستغراب يرتسم على وجهها. شعرت وكأن الغموض يحيط بها من كل جانب، وكأن اللعبة التي بدأت بخطوة واحدة باتت الآن خارج سيطرتها.

حين فتحت الصندوق وأبصرت المسدس، ظلت تحدق فيه لثوانٍ، غير مصدقة لما تراه. لكن المفاجأة الحقيقية كانت عندما لاحظت وجود ورقة صغيرة بجوار المسدس. بيد مرتجفة، التقطت الورقة وقرأت الكلمات المكتوبة بخط أنيق: "من لوكاس... لقد رديت لك الجميل."

تجمدت في مكانها، أفكارها تتصارع في رأسها. "كيف؟ كيف علم بأمري؟ كيف عرف عن المسدس؟" بدأت الأسئلة تتزاحم، كل منها أكثر إرباكًا من الآخر. هل كان لوكاس يتابع خطواتها؟ أم أنه كان يعرف مسبقًا بنواياها؟ وكيف استطاع الوصول إلى المختبر وأخذ المسدس قبلها؟

شعرت بمزيج غريب من الغضب والحيرة. كان لوكاس دائمًا يتحرك بخطوة سابقة عنها، كأنه يعرف كل شيء، يرى كل شيء، حتى قبل أن تخطو خطواتها. "هل كان يستغلني طوال هذا الوقت؟ أم أنه... حقًا رد لي الجميل؟"

من أنت؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن