•في الظهيرة•"يا فتيات! دعونا نلتقط صورة معًا"، نطقت بها المنشغلة بتعديل مكياجها أثناء الفسحة.
كانت الفتاة بجانبها واقفة تنظر لصديقتهاالأُخرى المنشغلة في حلّ ما يلزمها:"يا يورا! ما الذي تفعلينه؟؟ هيّا عليّ نشر هذه الصورة!"
تأففت المعنية تترك قلمها بضجر على الطاولة ووقفت تتجه نحو صديقتيها:
"بحقكنّ، تستطيعين نشر المنشور في أيّ وقتٍ لاحق"
قفزت صديقتها تلفّ ذراعها بِها قائلة بنبرة تدّعي اللطف الزائد:
"ولكنني وعدتُ متابعيني بأنني سأنشره في غضون دقائق~""لا يهم دعينا نلتق الصورة وحسب"، قالتها تحكّ مؤخرة رأسها.
فنطقت الثالثة تترك فرشاة أحمر الخدود قائلة:
"يورا، ابتسمي~"فأخذن صورة معًا بابتسامة جميلة.
"دعيني أتحقق من وضعيتي"، تحدّثت يورا وعيناها ملتصقة بهاتف صديقتها.
"تبدين جميلة"، قالتها المعنية وهي تمدّ شاشة الهاتف لها.فابتسمت يورا برضى، وخطت عائدة لمقعدها تقول:
"أرسلي هذه الصورة لي"اتسعت ابتسامة الفتاتين وأخذن يقهقهنّ بمرح.
"أمرُكِ!"، قالتها بنبرة عسكرية..........
خرجنّ من الأكاديمية فتقول صاحبة مستحضرات التجميل لصديقتيها:
"هل حقًا نحنُ ملزمات بالتحاق الأكاديمية؟.. أعني، نحنُ بالفعل في الجامعة. لماذا علينا فعل هذا؟"أجابتها يورا تنظرُ للأمام ولون غروب الشمس الذهبي يُعكس على بشرتها:
"يونا عزيزتي، أباكِ يُريدُ منكِ الحصول على شهادة ليفخر بكِ.."علّقت الثالثة بعدما نقلت نظرها من يونا إلى صديقتها الأُخرى -يورا- :
"يورا.. هذا مفهوم ولكن.. نحنُ لسنا بحاجة للحصول على الامتياز بعد الآن.. أشعرُ بالضجر كلما أتيتُ هُنا! وكأنني لم أنتهي من جحيم المدرسة بعد!-"قاطعتها يورا بهدوء:
"سيون.."، ونقلت نظرها لها:
"أنا لا أجبركنّ على القدوم.. إن أردتنّ فعل ذلك لأنفسكنّ فأنتنّ المسؤولات عن قراركنّ.. الكلامُ معي لن يفيد بشيء، أنا لن أُغير رأيي بالتحاقي لهذه الأكاديمية."وأخذت نفسًا عميقًا تقول:
"أُريدُ أن أصبح طبيبة وبشدّة، هذه رغبتي وأُريدُ تحقيقها لذلك فأنا أعمل عليها ولم يتبقى لديّ إلّا سنة ونصف لتحويل الحُلم إلى حقيقة. أنا بالفعل أعمل كطبيبة وأُريدُ التعلّم أكثر دون توقف""ولكن يورا، تعلمين جيدًا أن أبوانا يتّخذان اختياراتكِ مبدأً لنا!"، نطقت سيون بنبرة مرتفعة قليلًا.
فأكلمت يونا عنها:
"لذلك إن أردتِ البقاء هُنا، حادثي والدانا! هذا يبدو سخيفًا! لماذا علينا اتباع مبدأ غيرنا نحو حياتنا!؟"بقيت الأُخرى صامتة تتأمل حال صديقتيها لبضع دقائق.
تنهدت تنظرُ للسماء قبل أن تتحدث:
"لماذا لا تتحدّثن معهم عن هذا؟"
كانت سيون على وشك الرد ولكن استوقفتها يورا بإشارة بيدها وقالت:
"أعلم أنكنّ فعلتنّ، ولكن ذلك كان ليس كافيًا!"
"ذلك لم يكن كافيًا.. عليكنّ اتخاذ خطوتكنّ والتمرّد من أجل ما تحلمنّ لأجله، أنتنّ تعرفنّ ما هو أفضل لكنّ، لذا عليكنّ التحلي بالشجاعة والوقوف أمام العوائق"ومشت مبتعدة عنهنّ بعدها.
فضّلت يورا المشي على أقدامها عن سيارة الأجرة حتى وصلت بالقرب من الحي الذي تقطن به.
ولكن أثناء سيرها على ذلك الطريق الطويل والذي يُحيطه الأشجار الكثيفة من كِلا الجانبين، والليلُ سرق نور الصباح ليحلّ مكانه عتمة الفضاء، سُمِعَ صوت خشخشة لم يكن عاديًّا.
ذاك الصوتُ كان يُصدر مع أنين الألم، تسمعه من أذنها اليُمنى.
"النـ-نجدة.."، صوتٌ مهزوز بِلا قوّة صُدر من ذات الاتجاه.
توترت.
هل عليها الالتفاف والبحث عن مصدر الصوت؟
أم تُكمل طريقها وكأن لم تسمع شيئًا؟•الرجل المُقنّع•
أنت تقرأ
-the mask man-
Mystery / Thriller-اخلعه. -أظهر وجهي؟ -نعم. -سالب -هل أنتَ قبيح؟ - على العكس تمامًا.