خفاء

89 13 79
                                    


صوت اهتزاز الهاتف مُعلنًا وصول مكالمة.
اتجهت الأقدام نحو المنضدة، استلمت اليد ذاك الهاتف، بقي الهاتف على راحة تلك اليد لثوانٍ لتفحّص هويّة المتصل.

[أسود]
هذا ما كُتِب على الشاشة.

انزلق الإبهام على الشاشّة للرد وسارعت اليد على نقل الهاتف نحو أُذن ذاك الجسد.
"نعم، سيدي"، خرج من فم ذاك الرجُل وقد بدى صوته أجشًا.

"هُناك معروفًا، عليكَ اتقانه كعادتك"، قالها من هو خلف السمّاعة بصوتٍ غليظ.

رفع الرجل أعينه الحادّة ليتأمل اللوحة أمامه:
"ما هو المعروف هذه المرّة؟"

"سأرسل لك الصورة والعنوان"، هذا ما قيل قبل أن تنتهي المُكالمة.

وضع الرجل هاتفه بإهمال على الطاوِلة، واتجه نحو الرفوف المُضاءة أمامه لتُمسك أنامله ذاك القناع وبعناية يقلّبه بين كفّه، فارتُسِمَت بسمة طفيفة على شفته.
.

"مرحبًا بكم! تفضلوا!"، رحّبت بها صاحبة المطعم للعائلة التي دخلت لتوِّها.

جلست تلك العائلة لتقول لهم ببسمة وهي تحمل الأواني من على الطاولات الأُخرى:
"تفحّصوا قائمة الطعام، سآتي بعد دقائق."

توجّهت نحو المطبخ لترى إحداهنّ تغسل الأواني.
تقدّمت نحوها بابتسامة دافئة:
"يورا.."

التفتت المعنية لها تبتسم بمرح:
"هل أتى زبونًا آخرًا؟؟ عليكِ الذهاب لهم دعيني أُنهي غسيل الأطباق"

"يورا، ليس عليكِ فعل هذا"، قالتها تلك المرأة.

"ما خطبُكِ؟ أنا أُساعدكِ لأنكِ اعتنيتي بي كثيرًا، أُريدُ ردّ الجميل!"، ردّت يورا ولا تزال تلك البسمة تعتليها.

"أتفهم هذا ولكنكِ متكفّلة بعلاجي الآن، أنتِ طبيبتي وهذا ما احتاجه."
قاطعتها يورا تنفض المياه عن القفازات التي ترتديها، خلعت ما بيدها وأخذت تُمسك بكتفيّ تلك المرأة الكبيرة وتُديرُ جسدها تقول:
"ستتأخرين على زبائنكِ"

ومشت مقابلها تقول بينما تخطف دفتر الملاحظات الصغير والقلم عنها:
"دعيني التزم بهذه المُهمّة قبل مغادرتي!"، وابتعدت مسرعة قبل أن تستوقفها الأخرى فتقول فيما بينها بضحكة ساخرة:
"تلك الشقيّة"

تقدّمت يورا بخطى رشيقة نحو العائلة وابتسامتها تتسّع بمرح وهي تقول:
"مرحبًا!~ ماذا تودّون أن تطلبوا؟~"
وأخذت تكتب ملاحظات الطعام المطلوب.

وفي هذه الأثناء، صُدِرَ صوت جرس الباب عند فتحه.

انحنت يورا بعدما أخذت طلب هذه العائلة ونقلت نظرها للذي دخل وحده يرتدي لِباسًا أنيقًا جلديًا أسود اللون، يحمل حقيبة ظهر وعلى رأسه قُبّعة سوداء.

-the mask man-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن