مرّت الأيّام على استقبال يورا لذلك البريد، ونوعًا ما بدأت بتخطّي الحادِثة ولكنها لازالت تتوخّى حذرها.في هذا المساء، كانت المدينة تُثلج بغزارة، قادت سيّارتها نحو النُزُل بهدوء حيثُ كانت عائلتها ستحظى بحفل عشاءٍ دافئ.
وفي طريقها المُظلم والهادئ، كانت أضواء السيّارة هي من تُنيرُ لها ظلام الليل مع بياض الطريق، كانت الريّاح ثقيلة والثلوج كثيفة.
لمحت جسدًا يقف على جانب الطريق السريع."أوه؟ لابد أنه يتجمّد من البرد"، نبست بها وهي تتجه نحوه.
لم تكن الرؤية واضحة جدًا حينها، وقفت بجانب الشخص وفتحت النافذة المُقابلة له تقول:
"المعذرة، هل تنتظر أحدًا؟"لم يُجيبها القابع شيئًا، وملامحه لم تكن واضحة كفاية، فالثلج كان يحجب الرؤية.
أضاءت بكشّاف هاتفها نحو الجسد، توسّع جفنا عيناها بصدمة وصرخت بفزع تُغطّي عيناها بكِلتا يديها كي لا تُحدّق بالجسد كثيرًا.
كان ذاك الجسد هو عبارة عن جثّة هامدة، مُقلعة الأعين وفمها ممزّق، مليئة بالدماء المجمّدة وكانت مُثبّتة بعمودٍ خشبيّ خلفها.
وبسرعة، أغلقت زجاج النافذة بأيدي راجفة وانخفاض في الضغط قد لازمها من شدّة الخوف.
طُرِقتَ النافذة بجانبها، لتستدير بذعر فترى ذات الرجل المُقنّع بقناعه المُخيف والذي يحمل ابتسامة سادية نحوها.
صرخت بشدّة حتى شعرت بتجرّح الحنجرة ولكنها قررت الضغط على الوقود والتحرّك سريعًا.
وصلت النُزُل وقبل دخولها، تفحّصت البريد لتجد ظرفًا، أمسكت به ودلفت مُسرعة وهي تتفحّص الظرف فتجد اسمها أيضًا.
فتحت الظرف لتجد رسالة:
-لماذا تجاهلتِ الرسالة الأولى؟ أأنتِ سيئة في حلّ الأُحجيات؟
•يا ضحيّة النهار، في الليل احذري،
خلف القمر، ظلّ يختفي،
غمزة النجم تأتي بمساءٍ عجيب،
وحينما تهربين، لن تجدي مهربًا قريب•لا تتجاهلي رسائلي، وابحثي عن معانيها الخفيّة.-
أمسكت برأسها وبدأت بالبُكاء
"لا أستطيع تحمّل هذا"، نبست بصوتٍ خافت وسط بكائها.صعدت للأعلى حيثُ تنام وفتحت درج المنضدة لتُخرِج الرسالة.
"لابُد أنها رسالة مُشفّرة.."، وصرخت:
"ما الذي يُريده مني هذا الآن؟!"وانفجرت باكية، ظنّت بأنها تخلّصت من هذا الرُجل الغامض.
اتصلت بصديقتها يونا، ردّت على المُكالمة لتسمع صوت صياح يورا من خلف السمّاعة:
"يورا، هل أنتِ بخير؟"

أنت تقرأ
-the mask man-
Mistério / Suspense-اخلعه. -أظهر وجهي؟ -نعم. -سالب -هل أنتَ قبيح؟ - على العكس تمامًا.