المشهد الأول:
في زاوية نائية من مدينة صغيرة، كان هناك منزل متواضع بسيط البناء.
هذا المنزل، الذي بدت جدرانه وكأنها تحمل ذكريات الأزمان، كان يختبئ خلف حديقة متواضعة، مليئة بالأعشاب البرية التي تنمو بحرية.
جدرانه المتآكلة تحكي قصصًا قديمة، والنوافذ المغلقة تعكس ضوء الشمس الباهت، مما يضفي جوًا من الغموض على المكان.
داخله، كان رجلاً يتمتع بوسامة لافتة.
كان شعره الأسود القصير ينسدل بنعومة حول جبينه، وعيناه السوداوان كعمق الليل يتألقان بحدة كأنهما تعكسان أسرارًا عميقة ومخاوف غير معلنة.
لكن ما كان يثير القلق في النفس هو حالته الراهنة: ملابسه كانت مغطاة بالدماء، وكأنها تحمل قصص معارك لم تُروَ بعد.
على وجهه، كانت علامات التوتر واضحة؛ تجاعيد عابرة كانت تتراقص على جبينه، وشفاهه المشدودة تنم عن شعور عميق بالعزلة.
أظهر جسده القوي توترًا غير معتاد، إذ كان يدور في الغرفة، يمنة ويسرة، كفريسة للهواجس التي تحاصره.
كان السيف الأسود الطويل الذي يعلو خصره، كأنما يمثل عبئًا ثقيلًا، رمزًا للمسؤولية والقتال، ولكن أيضًا للخطر الذي يترصده في كل خطوة.
وبينما كان التوتر يتصاعد، كانت الغرفة تبدو وكأنها تتقلص حولهما، محاطة بسكون يهدد بأن يبتلع كل شيء.
بينما كان غارقًا في أفكاره القلقة، قطع صمت الغرفة صوت شخص يقف بجانبه.
كان الصوت هادئًا، لكنه يحمل في طياته ثقل اللحظة.
التفت نحو المتحدث، حيث تجلت على وجهه ملامح حيرة وقلق، وكأنما كان يعكس ما يعتمل في داخله. تلاقت نظراتهما للحظة، فشعر الرجل بارتعاشة خفيفة في قلبه، كأنما كان يتلقى صدمة كهربائية.
"لماذا لا تغير ملابسك؟ ستفزع عند رؤيتك هكذا!"
جاء الصوت مفعمًا بالقلق، وكأن صاحبه يدرك تمامًا مشاعر الخوف التي تتراقص في صدر الرجل.
التفت الرجل إلى ملابسه، واهتزت مشاعره عند رؤية الدماء التي لطختها.
أومأ برأسه في صمت، متخذاً قرارًا سريعًا.
لكن قبل أن يتحرك، انبعث صوت بكاء قوي من الداخل، ليعصف بأفكاره المتشابكة. تسارعت نبضات قلبه، وكأنها تتسابق لتخرج من صدره، بينما كان جسده يستجيب بشكل أسرع من عقله، فاندفع نحو الباب وفتحه بقوة.
عندما دلف إلى الغرفة، كان وجهه مشدودًا، يتلألأ جبينه بعرق بارد.
بدا له المكان بسيطًا وأنيقًا، لكن الفوضى التي غيرت ملامح الغرفة لم تستطيع إخفاء ما كان يجري فيها.
YOU ARE READING
لحظات منسية
Short Storyفان فيك لرواية عودة النصل المزدهر (غير مرتبطة بأحداث القصة الأصلية ولا تحتوي على حرق) في ليلة مظلمة وهادئة، يواجه رجل تحديًا عميقًا عندما يستقبل طفله الجديد. بينما تتلاشى حدود الفرح والحزن، تبدأ الأسرار المحيطة بولادة الطفل في الظهور، مما يكشف عن...