في المنزل البسيط والدافئ، الذي يعبق برائحة الخبز الطازج والزهور التي تزين النوافذ.
جدرانه مصنوعة من الخشب الداكن، وقد تركت آثار الزمن على سطحها، مما أعطاها طابعًا مميزًا.
كان الجو في المنزل هادئًا، يملأه شعور بالسكينة، الضوء الخافت الذي يتسلل من النوافذ يعكس ظلالًا ناعمة على الأرضية، ويضفي جوًا من الحميمية على المكان.
كانت أصوات العالم الخارجي تتلاشى، لتترك فقط همسات الرياح التي تتراقص في الأشجار القريبة.
استيقظت الأم من غفوتها، وراحت تتجه نحو طفلها الصغير الذي كان نائمًا في سريره.
كان الطفل قد كبر قليلاً، وبدأت ملامح وجهه تتضح أكثر، حيث امتلك الشعر الأسود الذي ورثه من والديه، والعينين الورديتين اللتين كانت تعكسان براءة طفولته.
جلست الأم بجانب السرير، وجعلت قلبها يفيض بالحب وهي تراقب صغيرها.
كان وجهه الصغير يشع ببراءة، وخداه المنتفخان كأنما يحملان أحلامه في كل لمسة.
بدأت تغني له تهويدة لطيفة بصوتها الرقيق، وكأن كلماتها كانت تحاول نسج خيوط الأمان حوله:
"صغيري، نجم في السماء،
تلمع عيناه كالأضواء،
أحلامك تحلق بين السحاب،
وأنا هنا، أراقبك بقلبي الدافئ."
كانت نبرتها تحمل في طياتها مشاعر الحب العميق، وكأن كل كلمة تنبض بالأمل وتحتوي على وعود بعالم مليء بالحنان.
راحت تداعب وجهه، وكأنها تحاول أن تحفظ تلك اللحظات في ذاكرتها، لتكون ذكرى جميلة في خزانة قلبها.
"كل نجمة تهمس لك بأغاني،
تغفو في حضني، بعيدًا عن الأحزان،
أحبك حبًا جماََ لا ينتهي،
أنت فرحتي، أنت أمل أيامي."
كانت كلماتها تتدفق كالنهر، مملوءة بعمق شغفها بطفلها
"نامي، نامي، يا نجمتي،
بعيونك أرى الكون الجميل،
أحلامك ستأخذك بعيدًا،
إلى عالم مليء بالحب والحنين."
كعناق دافئ، تحتضن روح طفلها وتغمره بالأمان.
"أنت في قلبي، يا أحلى نور،
أنت نجم في سماء العائلة،
YOU ARE READING
لحظات منسية
Short Storyفان فيك لرواية عودة النصل المزدهر (غير مرتبطة بأحداث القصة الأصلية ولا تحتوي على حرق) في ليلة مظلمة وهادئة، يواجه رجل تحديًا عميقًا عندما يستقبل طفله الجديد. بينما تتلاشى حدود الفرح والحزن، تبدأ الأسرار المحيطة بولادة الطفل في الظهور، مما يكشف عن...