أنفاس الأثير .

10 1 0
                                    

في ظلال مملكة الأثير، حيث تتشابك الأقدار والأحلام، كانت هناك امرأة وحيدة، تسير بخطوات خفيفة على أرض قاحلة من الأمل والخيبة. كانت السماء رمادية، محملة بعواصف من المشاعر، بينما كانت الرياح تعزف أنغامًا حزينة تروي قصص القلوب المكسورة. كلما تلاعبت الرياح بأغصان الأشجار، كانت تُذكّرها بأن الحياة ليست دائمًا كما تُرسم.

تجولت تلك المرأة في حديقة القصر، ذلك المكان الذي كان ينبغي أن يكون ملاذًا للسلام، لكنه كان يُخفي أسرارًا عميقة. الزهور التي كانت تتفتح في الأرجاء كانت تحمل معها عبق الذكريات، بينما كانت الأوراق تسقط على الأرض، تُحاكي همسات الماضي، وكأنها تشهد على حزن لم يُفصح عنه بعد.

أغمضت عينيها للحظة، وغمرتها موجة من الذكريات. استرجعت تلك اللحظات التي كانت تظن فيها أن الحياة ستمنحها فرصة للحرية، لكن الطموحات سرعان ما تلاشت، كأحلامٍ ضاعت في زحام الحياة. كانت تتوق لشيءٍ يفوق ما تراه من حولها، لكنها كانت محاطة بقيودٍ متمسكة بروحها، تكبل خطواتها، وتمنعها من الانطلاق.

جلست على أحد المقاعد الخشبية المتهالكة، التي تآكلت مع الزمن، وبدأت أفكارها تتجول بعيدًا. تذكرت عيني والدتها، اللتين كانتا تشعان بالأمل رغم كل الصعوبات، تلك العيون التي كانت تزرع الثقة في قلبها، وتعلمها أن الشجاعة ليست غائبة، بل تحتاج فقط إلى فرصة لتظهر. وتذكرت تلك الدروس القديمة عن الكرامة، وكيف كانت تلك الدروس تتحدى واقعًا مملوءًا بالمشاكل.

تسارعت دقات قلبها، وكأنها تشعر بتهديد قادم، لكن ما كان ذلك التهديد؟ كان هناك شيءٌ غامض يتربص بها، كظلٍ يلاحقها دون أن تراه. كان صوت الرياح في أذنيها يُهمس، مُعبرًا عن خطرٍ محتمل، لكن ما هو؟ لم يكن هناك إجابة، فقط ضباب من التساؤلات يلف ذهنها.

ومع غروب الشمس، كان الظلام يتسلل إلى الأفق، ليغطي كل شيء بعباءته السوداء. شعورٌ غامض يتسلل إلى قلبها، كأن شيئًا كبيرًا سيحدث، شيئًا سيغير كل ما تعرفه. ومع كل لحظة تمر، كانت تدرك أنها ليست وحدها، بل هي جزء من صراع أكبر، معركة كانت تنتظرها خلف الأبواب المغلقة.

في تلك اللحظة، قررت أن تأخذ خطوة نحو المجهول، نحو الحقيقة التي تنتظرها. كان عليها أن تواجه الظلال التي تحوم حولها، وأن تكتشف ما تعنيه تلك الهمسات في الرياح. لم تكن تعرف ما الذي ينتظرها، لكن شعورًا قويًا كان يدفعها إلى التحرر، إلى تجاوز القيود التي تلتف حول روحها.

ومع حلول الليل، كان الحزن لا يزال يسكن قلبها، لكنه كان يحمل في طياته وعدًا بفرصة جديدة. قد تكون تلك المرأة غير مرئية، لكن في أعماقها كانت تمتلك قوة دفينة، قوة ستتجلى في الوقت المناسب، لتواجه الظلام الذي يتربص بها، وتكشف النقاب عن مصيرها الغامض.

DAGGER OF LOVEحيث تعيش القصص. اكتشف الآن