البارت الرابع والعشرون

12 3 1
                                    

فأخذت الفستان من يده بعنف ودلفت للحمام لترتديه وهي تبكي بشدة ثم مسحت دموعها وغسلت وجهها وخرجت فوجدته بدّل ثيابه لبنطال قطني وتيشيرت ويجلس على طرف الفراش فاستلقت وعندما اقترب منها أبعدت وجهها عنه وأغمضت عينيها فسالت دموعاً على وجنتيها في صمت فقال لها بسخرية: مفكرة إني ممكن أقرّب من واحدة مش عايزاني
وابتعد عنها ودلف للشرفة فارتدت فستانها الذي جاءت به لتركيا وتبعت يونس الذي كان ينظر إلى السماء محاولاً حبس دموعه داخل عينيه فقالت له بخوف: يونس
يونس بدموع: ما تخافيش هعمل العملية لأبوكِ بس أنا عايز أسألِك سؤال مش لاقي له إجابة لحد الآن عملت لِك إي عشان تشوفيني شخص قذر للدرجة دي لى ما قولتيش لنفسِك ولو لمرة واحدة يونس أكيد هيساعدني بدون أي مقابل لى لسه ما عرفتينيش بعد كل إللي عيشناه
جودي بغضب: طب لى طلبت مني كده
يونس بسخرية: ما تشغليش بالِك كنت بس عايز أشوفِك مش عايزاني بجد ولا بتقولي كده وخلاص
جودي بغضب: وقولت لك مش عايزة أنا عمري ما هنسى الموقف الحقير إللي حطيتني فيه من شوية ده
يونس بسخرية: لا مؤاخذة يا سيادة الأميرة جودي يا ريت تقبلي اعتذاري
ودلف للغرفة مرة أخرى دون أن ينتظر ردّها واستلقى على الفراش وأغمض عينيه فتبعته وجلست بجانبه وحاولت إيقاظه وهي تهز ذراعه بخفة وتقول له بهدوء: يونس
ففتح عينيه وقال لها بغضب: عايزة إي
جودي بخوف: أنا عايزة بيجامة عشان أنام
يونس بغضب: خدي من هدومي
جودي بتوتر: هتبقى كبيرة عليّا أوي يا يونس
يونس بغضب: ده إللي عندي مش عاجبِك نامي بالفستان إللي عليكِ
جودي بغضب: بعد إذنك كلّمني بأسلوب أحسن من كده عشان ما أقلبش عليك
يونس بغضب: عشان إي يا عسل عشان ما سمعتش كويس
جودي بخوف: عشان أنت محترم
يونس بغضب مصطنع: عارف يا عسل مش مستنيكِ تقوليها لي
وألقى وسادة على الأرض وقال لها بغضب: اتخمدي يلا عشان ما نتأخرش على أبوكِ بكرا
فنظرت إليه بصدمة ثم قالت له بحزن ودموع: يونس وحياة ماما ريهام عندك مش هقول وحياتي لإني عارفة إني مش غالية عندك ما تعاملنيش بالطريقة دي مش كل ما أرتاح لك شوية تهدّ كل إللي بنيته
يونس بصدمة وهو يضمّها إليه بشدة: يا روحي مين بس إللي قال لِك إنِك مش غالية عندي أنتِ وأمي أغلى ما ليا ربنا يخليكم ولا يحرمني منكم أنا إللي هنام على الأرض
فأمسكت ذراعه برقة وقالت له بابتسامة: إحنا الاتنين هنام على السرير
يونس بابتسامة: عارف إنِك بتعشقيني والله بس بتحبّى تكابري
جودي بابتسامة: طب هات لي بيجامة بقى
يونس بابتسامة: حاضر
وقام من الفراش ووضع الوسادة عليه مرة أخرى وأحضر بنطالاً قطنياً وتيشيرتاً وأعطاهما لها فدلفت للحمام لترتديهما وبعد قليل خرجت وعندما رأى يونس مظهرها ضحك بشدة وقال لها: ما لوش لازمة البنطلون أنتِ تانية أكتر من نصه للدرجة دي أنا ضخم ده أنا عاطيكِ أصغر حاجة عندي
جودي بغضب: احترم نفسك يا يونس وإلا
يونس بضحك: وإلا إي
جودي بغضب: هخلّيك تنزل تشتري لي لبس
يونس بابتسامة: طب ما تيجي وبلاها نوم النهار ده ولا سفر بكرا
جودي بهدوء: لا يا يونس عشان بابا هستحمل الليلة دي وخلاص يلا ننام تصبح على خير
يونس بابتسامة: وأنتِ من أهلي يا حبيبتي
في صباح اليوم التالي استيقظ يونس ووجد جودي نائمة على صدره فقبّل رأسها فاستيقظت وابتعدت عنه بخجل فقال لها بابتسامة: صباح الخير
فقالت له بخجل: صباح النور
فقال لها بابتسامة: ما لِك يا طماطم
فقامت من الفراش وأخذت فستانها ودلفت للحمام لتستحمّ ثم خرجت وقالت له بابتسامة: يلا يا يونس عشان ما نتأخرش على بابا
فقال لها بابتسامة: حاضر يا حبيبتي ثواني وأكون جاهز هنحضر المؤتمر وهنسافر بعده على طول
في المساء عادا لأرض مصر واتجها لمستشفى الشرقاوي وبعد قليل وصلا وركضت جودي لغرفة داود وقبل أن تدلف سمعت سما تقول له: أنت مش هتموت وتسيبني أشتال أنا الليلة دي لوحدي مش أنت إللي كلّمتني وقولت لي إنك عايز تخلص من يونس عشان تجوّز جودي لابن صاحبك لإنك شايفه مناسب لها أكتر من يونس وأنت إللي خطّطت للحادثة إللي حصلت له وحدّدت ميعاد تنفيذها بس خلّيتني أنا إللي أتواصل مع المجرم عشان أكون أنا إللي في الصورة ومحدش يشكّ فيك
فجلست جودي على أقرب مقعد لأنها شعرت بأن قدميها لم تعدا قادرتان على حملها وبكت بشدة وفجأة سمعت صوت يونس يقول لها بقلق: ما لِك يا جودي
فنظرت له بندم ثم ضمّته إليها بشدة وبكت أكثر ثم قالت له بين شهقاتها: أنا آسفة يا يونس آسفة إني ما سمعتش كلامك وعاندت معاك أنا موافقة نرجع
فأبعدها يونس عنه بهدوء واحتضن وجهها بيديه ومسح عبراتها السائلة بغزارة على وجنتيها بإبهاميه وقال لها باستغراب: ممكن أعرف لى بتقولي لي كده الوقتي
وقبل أن تجيب عليه خرجت سما من غرفة داود فابتعد يونس عن جودي بتوتر ثم قال لسما: عمي داود فاق ولا لسه
سما بكره: فاق
فتركها واتجه نحو غرفة داود وقبل أن يدلف نظر لجودي وقال لها باستغراب: مش عايزة تدخلي تشوفي أبوكِ
فذهبت إليه ودلفا معاً وجلس يونس على الكرسي المقابل لفراش داود وقال له بحزن: ألف سلامة عليك يا عمي ما تقلقش أنا إللي هعمل لك العملية وإن شاء الله هتقوم منها زي الأول وأحسن
داود بابتسامة: شكراً يا يونس
ونظر إلى جودي وقال لها بابتسامة: مش عايزة تسلمي على أبوكِ يا جودي
فقالت له بابتسامة مصطنعة: ألف سلامة عليك وإن شاء الله هتقوم بالسلامة لإني واثقة في يونس بعد ربنا
داود بابتسامة مصطنعة: أنتم اتصالحتوا
فأجابت جودي عليه سريعاً قبل يونس الذي كان سيحكي لداود الحقيقة وقالت له بتوتر: لا
فنظر يونس إليها باستغراب وقام من مكانه وفحص داود ثم خرج واتجه لمكتبه فتبعته وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح فقال لها بغضب: ما لِك يا جودي من ساعة ما جينا وأنا مش فاهم تصرفاتِك أنتِ عايزة ترجعي لي ولا لاء
فاحتضنت وجهه بيديها وقالت له بدموع: عايزة بس مش عايزة خطتك تفشل بسببي
فاحتضن وجهها بيديه ومسح عبراتها السائلة بغزارة على وجنتيها بإبهاميه وقال لها باستغراب: مخبية عني إي يا حبيبتي
جودي بابتسامة: هكون مخبية إي يعني يا يونس مش مخبية حاجة أنا بس مش عايزة حد غيري يعرف إنك مش فاقد الذاكرة
يونس باستغراب: ماشي يا حبيبتي بس ده أبوكِ وأكيد هيفهمنا
جودي بضيق: يونس أنا قولت إللي عندي لو مش مناسبك ما نرجعش عادي
يونس بغضب: جودي أنا عايز نرجع بس أكيد مش من ورا أبوكِ
جودي بغضب: تمام خلّينا منفصلين أحسن ويا ريت تعمل العملية لبابا في أسرع وقت سلام
وتركته لتعود لغرفة داود الذي قال لها باستغراب: ما لِك يا بنتي
جودي باستحقار: ما تقولّيش يا بنتي تاني لإني كل مرة هسمعها منك هحسّ بقرف أكتر من المرة إللي قبلها
فحاول داود القيام من نومته وقال لها باستغراب: لى يا حبيبتي
فقالت له باستنكار: حبيبتك لو كنت بتحبني بجد ما كنتش خطّطت لحادثة جوزي عشان تخلص منه
يتبع بقلمي ساره صبرى

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 2 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عشق اليونس لابنة الملجأحيث تعيش القصص. اكتشف الآن