البارت الخامس عشر

41 5 3
                                    

فوضعت جودي يدها على فمها لتكتم شهقتها ونظرت لداود بصدمة وعينين دامعتين ثم صرخت قائلةً بفزع وهي تركض نحو باب القصر: يونس
فأوقفها داود وقال لها بحزن: اهدي يا بنتي هتخرجي بالبيجامة
فنظرت إلى ما ترتديه وصعدت لغرفتها ركضاً وبدّلت ثيابها وطرق داود على باب غرفتها وقال لها بحزن: خلّصتي يا بنتي
ففتحت الباب ونزلت مع داود وخرجا من القصر وركبا سيارته التي قادها للمستشفى وبعد قليل وصلا ودلفا لها وسأل داود عن مكان يونس وبمجرد ما أن أخبرته إحدى الممرضات بالاستقبال ركضت جودي لغرفته ودلفت فجأة فوجدته مستلقي على الفراش وجبهته ملفوفة بشاش فجلست بجانبه وضمّته إليها بشدة وربتت على ظهره وقالت له ببكاء: الحادثة حصلت لك إزاي يا يونس احكي لي
يونس بغضب وهو يبعدها عنه بعنف: أنتِ مين ؟ وإزاي تدخلي عليا فجأة كده ؟ وفين سما ؟
جودي بصدمة وعينين دامعتين: أنا جودي مراتك أنت مش فاكرني وسما مين إللي بتفكّر فيها الوقتي حرام عليك
فدلف الطبيب عليهما وقال لجودي بحزن: ممكن كلمة بعد إذنِك
جودي بقلق وهي تذهب معه: أيوا طبعاً يا دكتور اتفضّل
الطبيب بحزن: دكتور يونس فقد أخر سنة عاشها من ذاكرته ونصيحة مني حاولي ما تضغطيش عليه في إنه يفتكر عشان حالته ما تتراجعش سيبيه يفتكر براحته
جودي بدموع: حاضر
وعندما تركها الطبيب جلست على الأرض وبكت بشدة فضمّها داود إليه وقال لها بقلق: ما لِك يا حبيبتي
جودي بشهقات: يونس يا بابا يونس مش فاكرني جوزي مش فاكرني وفاكر حبيبته الأولانية أنا تعبانة أوي مش عارفة أعمل إي ولا أتصرف إزاي
داود بحزن: قولي الحمد لله يا حبيبتي إنه بخير وكل حاجة بعد كده تهون
جودي ببكاء: الحمد لله بس قول لي أعمل إي أرجع معاه البيت ولا معاك
داود بنصح: معاه يا بنتي اتعلمي تواجهي مشاكلِك مش تهربي منها ده أكتر وقت جوزِك محتاجِك فيه ده أكتر وقت هيبان له فيه إنِك بنت أصول
جودي بهدوء: أنت شايف كده
داود بهدوء: مش شايف غير كده
جودي بهدوء: حاضر يا بابا
داود بحزن: ربنا يهديكِ وييسر لِك أمرِك يا حبيبة أبوكِ
جودي بهدوء: يا رب اللهم آمين. معاك رقم حماتي
داود بهدوء: أيوا يا بنتي بس الأحسن ما تقلقيهاش إحنا قرّبنا على نص الليل هتيجي إزاي هنا لوحدها
جودي باقتناع: معاك حق شكراً لإنك في حياتي
داود بابتسامة: أنتِ أحلى هدية ربنا منّ عليّا بيها ربنا يخلّيكي ليا يا حبيبتي
جودي بابتسامة: ويخلّيك ليا يا أحلى بابا في الدنيا
داود بابتسامة: يلا نرجع ليونس
جودي بابتسامة: يلا
وبعد قليل دلفا لغرفة يونس الذي قال لداود بغضب: أنت مين
داود بابتسامة: أنا حماك يا يونس ألف سلامة عليك
يونس بغضب: أنتم عاملين عليّا عصابة أنت وبنتك أنا اتجوزت إمتى ولو متجوز خلّي بنتك معاك مش عايزها
فركضت جودي لخارج الغرفة وهي تبكي بشدة وتبعها داود وقال يونس لنفسه بحزن: حقِك عليّا يا جودي لازم أعمل كده عشان خطتي تنجح وأنتقم من الزفتة إللي اسمها سما وإللي حاولت تقتلني بعد ما قدمت لها كل الحلو إللي جوايا
عند جودي اصطدمت بشخص أثناء ركضها وقبل أن تعتذر منه سمعت داود يقول له بابتسامة: يحيى
يتبع بقلمي ساره صبرى

عشق اليونس لابنة الملجأحيث تعيش القصص. اكتشف الآن