البارت الثاني والعشرون

36 5 7
                                    

نظر يونس إليها بصدمة وقال: يرفع عليّا قضية إي
فقامت جودي من مكانها وقالت بحزن: أنت سمعت صح لى بقى عايزني أعيد كلامي
فأمسك يونس بذراعيها بقوة وقرّبها إليه وقال بغضب وعينين دامعتين: طب اسمعيني أنتِ كمان يا عيون أبوكِ ووصّلي له الكلام ده كويس أنتِ مش هتكوني لحد غيري وهتفضلي على اسمي لحد آخر يوم في عمري
جودي بدموع وهي تدفعه بعيداً عنها: وأوصّله أنا لى روح له وقولهوله بنفسك ولا أنت ما بتتشطّرش إلا عليّا
وتركته وخرجت من المطعم واستقلّت تاكسي لتعود للقصر
عند يونس قاد سيارته بغضب لعمل داود وبعد قليل وصل ودلف له وسأل عنه فقال أحد العاملين له أنه غير موجود فخرج من المكان وركب سيارته التي قادها لقصر داود
عند جودي وصلت للقصر فوجدت داود جالساً على الأريكة ففزعت وقالت له: حمد الله على السلامة يا بابا جاي بدري النهار ده لى
فصفعها بقوة على وجهها فنظرت إليه بصدمة ووجدته يخلع حزام بنطاله فتذكرت ما حدث لها منذ أربعة عشر عاماً فقالت له بدموع وهي تبتعد عنه بهستيريا: هتضربني وترميني في الشارع تاني
داود بغضب وهو يُنزِل الحزام على جسدها بقوة فوقعت أرضاً: المرة دي مش هرميكِ أنا هحبسِك في أوضتِك ومش هخلّيكي تخرجي منها غير لما تتربي وتتعلمي تسمعي كلامي من غير نقاش
جودي بدموع: حرام عليك بتعمل فيا كده لى عشان سامحتك وقولت إنك هتعوّضني عن إللي عملته فيا زمان
فأنزل الحزام على جسدها بقوة أكبر وقال لها بغضب: قابلتيه وخرجتي من ورايا لى
جودي بغضب: كان لازم أقابله أنا مش عارفة أنت مشكلتك في إني خرجت من وراك ولا إني قابلته
داود بغضب وهو يضربها بقوة: في الاتنين
جودي بتألم: خرجت من وراك لإنك دايماً مخوفني منك وقابلته لإنه كان عايز يحكي لي على حاجة مهمة وأنا ما عملتش حاجة غلط يونس لسه جوزي
فجنّ جنونه وبدأ يضربها بهستيريا وهو يقول لها بغضب: هتعملي ليكِ ولأبوكِ كرامة إمتى
وعند هذه اللحظة دلف يونس الذي انصدم مما رآه وركض نحوها وضمّها إليه بشدة وقال لها بخوف: جودي حبيبتي أنتِ كويسة
فاحتضنت وجهه بيديها المرتجفتين وقالت ببكاء: كويسة ما تخافش عليّا جاي لى
يونس بغضب وهو ينظر لداود: جاي أخدِك من هنا بعد إللي شوفته
ووجّه كلامه لداود بغضب: أنت إزاي تمدّ إيدك عليها بالطريقة الغبية دي
داود بغضب وهو يمسك بذراع يونس بقوة ليطرده من القصر: بعد كده ما تدخلش البيت ده غير باستئذان هي مش وكالة من غير بواب ولا ملك أبوك وأه نسيت أقول لك إني روحت المحكمة النهار ده ورفعت عليك قضية طلاق وبعدما هخلص منك هخطب جودي ليحيى والفرح بعد العدة
يونس بغضب وهو ينزع ذراعه من يد داود: جودي مراتي وعمري ما هفكّر حتى إني أطلّقها
داود بسخرية: مراتك! الوقتي افتكرت إنها مراتك بعدما بقت مع واحد تاني احلوّت في عينيك
يونس بغضب: بقت بمزاجها ولا أنت إللي هتجبرها على كده
فنظر داود لجودي بغضب وقال: ما تردّي
فنظرت جودي ليونس بثبات ظاهري وقالت: يونس أنا ما بحبكش وعايزة أطلّق حتى بعد الكلام إللي سمعته منك وزي ما قولت لك اعتبر إن دي آخر مقابلة بينّا وأنا بحترم قرار بابا وقراره هو قراري
فنظر يونس إليها بصدمة وقال لها بدموع: جودي حرام عليكِ ما تعمليش فينا كده بعد ما فتحت لِك قلبي تعالي معايا يا حبيبتي
جودي بحزن: عشان خاطري يا يونس لو بتحبني بجد امشي
يونس بحزن: همشي بس معاكِ
وحملها على كتفه فضربته على ظهره بقوة فلم يتأثر وقال لداود بغضب: وريني إزاي هتمنعني
وخرج من القصر فقال داود للحرس بغضب: اضربوه
فنظر الحرس لبعضهم بخوف فقال لهم داود بغضب: اتطرشتم
فقالوا له بخوف: آسفين يا باشا بس ده يونس الشرقاوي
فنظر يونس إلى داود بسخرية وقال له: يا ريت تبقى زي حرسك وتعرف مين هو يونس الشرقاوي لإن من الواضح إنك لسه ما تعرفنيش كويس
فقالت جودي ليونس بغضب وهي تضربه على ظهره بقوة: نزّلني يا يونس سيبني بقول لك
فلم يهتم بما تقوله ووضعها في سيارته التي قادها فقالت جودي له بغضب: أنا مش راجعة معاك البيت
يونس بسخرية: ومين إللي قال لِك إننا راجعين البيت ؟ إحنا هنروح مكان عمرِك ما روحتيه قبل كده
وقبل أن تجيب عليه وجدته يتصل بأحد فقالت له بفضول: بتكلّم مين
يونس بهدوء: أمي
وبعد ثوانٍ قليلة أجابت ريهام بقلق: خير يا يونس
يونس بهدوء: خير يا أمي أنا مسافر يومين تركيا عندي مؤتمر تبع الشغل سلام
ريهام بهدوء: ماشي يا بني سلام
وأنهى المكالمة معها فقالت جودي له بغضب: أنت مجنون ؟ تركيا إي إللي هتاخدني معاك ليها وقّف العربية بعد إذنك
فتجاهل كلامها فأكملت بغضب أكبر: بطّل استفزاز شوية وكلّمني زي ما بكلّمك أنا مش كلبة بتتكلّم يا أبرد بني آدم شوفته في حياتي
يونس بغضب: لسه حسابي معاكِ ما خلصش فخلّينا ساكتين لحد ما نوصل
جودي بغضب: هتعمل إي يعني يا عسل بجد خوّفتني
يونس باستفزاز: بجد أنا عسل ؟ طب ما أنا عارف مش مستنيكِ تقوليها لي يا قلبي
جودي بغضب: داء في قلبك شوفوا الراجل بقول له إي بيقول لي إي
يونس بابتسامة: أنتِ عارفة لو ما قصّتيش لسانِك إللي عايز قطعه ده أنا هعمل فيكِ إي ولا بلاش أقول هخلّيكي تشوفي بنفسِك
جودي بغضب: لا قول
فقبّل وجنتها ونظر إليها بابتسامة فقالت له بتوتر: هو إي ده لا بقول لك إي أنا ما بحبش الحركات دي وإحنا بنتخانق لو سمحت خلّيني ثابتة على مبدأي
فضحك وقال لها: والله أنا ما بعشقِك من فراغ بس ما تدعيش عليّا تاني وحياة أغلى حاجة فاكرة آخر مرة دعيتي عليّا فيها حصل لي إي
جودي بسخرية: الجزاء من جنس العمل
يونس بتمثيل للحزن: شمتانة فيا يا حبيبتي ما كانش العشم والله
جودي بهدوء: أنا عمري ما أشمت في حد ولو بيني وبينه إي
يونس بدموع: جودي
جودي بقلق: ما لك يا يونس
يونس بدموع: أنتِ قولتي إنِك ما بتحبينيش بس ده كان من ورا قلبِك صح
جودي بحزن: يونس حتى لو بحبك فصدّقني ما بقاش ينفع نكمل مع بعض لإن كل حاجة حوالينا بقت ضدنا
فأوقف يونس سيارته وأمسك يدي جودي وقبّلهما ونظر إليها بدموع ثم قال: ولى يا روحي ما نتحدّاش الكل ونفضل مع بعض ممكن تثقي فيا المرة دي بس ووعد مش هزعلِك مني تاني والله أنتِ بس اعطيني فرصة واحدة كمان وصدّقيني مش هخلّيكي تحسّي بذرة ندم ولو لثانية واحدة بعد ما تآمني لي يا عمري
فنظرت جودي إليه بتوتر وقبل أن تردّ عليه أكمل بدموع: أنا بحلم باليوم إللي هتقولي لي فيه إنِك بتحبيني وهتممّ جوازي منِك ده أنا حتى اختارت أسماء عيالنا إن شاء الله في المستقبل لو جبنا ولد هسميه يوسف ولو بنت هسميها جود إي رأيك فيهم يا قلبي
عند يحيى كان يجلس مع سما بكافيه ويضحكان ثم قالت له بابتسامة: أنا حبيتك أوي
يحيى بابتسامة: طب ويونس
سما بتمثيل للحزن: يونس أكتر بني آدم جرحني في حياتي أنا بكرهه
يحيى باستغراب: غريبة مع إني سمعت إنك اتخطبتي له قريب
سما بتمثيل للحزن: أيوا بس من ساعة ما قابلتك وأنا عايزة أنهي معاه كل إللي بيني وبينه أنت بقى إي رأيك فيا
يحيى بابتسامة: أنتِ بنت جميلة ولطيفة
عند هذه اللحظة رنّ هاتفه ووجد المتصل داود فأجاب بقلق: خير يا عمي
داود بغضب: أنا شاكك إن يونس ما فقدش الذاكرة ولا حاجة وإنه طلع بعد كل ده بيخدعنا
يحيى بصدمة: إي
وأكمل بهدوء: سيب الموضوع ده عليّا يا عمي وأنا هتأكد لك منه قريب أوي إن شاء الله
وأنهى المكالمة معه فقالت سما بقلق: خير يا يحيى
يحيى بهدوء: عمي داود شاكك إن يونس ما فقدش الذاكرة وإنه طلع بعد كل ده بيخدعنا بس إللي عايز أعرفه لى عمل كده واستفاد بإي من إللي عمله غير مشاكل كتيرة مع مراته بس هو مش غبي وأكيد عنده سبب مهم ورا تصرفه إللي ما يتسكتش عليه ده
يتبع بقلمي ساره صبرى

عشق اليونس لابنة الملجأحيث تعيش القصص. اكتشف الآن