الشفرة السرية

الفصل الاول (من هي...صاحبه الشفرة)

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد..

                         قراءة سعيدة

             ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تسللت شمس الظهيرة المتأخرة عبر النوافذ العالية للمكتبة، فتناثر ضوءها الذهبي الناعم فوق صفوف الرفوف المرتبة     والطلاب الذين يدرسون.

ومن بينهم، جلس  في مكانه المفضل ، علي الطاولة الكبيرة المصنوعة من خشب البلوط في الجزء الخلفي من الغرفة. لقد كان منهمكًا في ملاحظاته، وقلمه يخدش بهدوء على الصفحة أثناء محاولته حفظ المعادلات الخاصة باختباره القادم

ثم رأى بطرف عينيه امرأة شابة نحيلة، رأسها منحني فوق مجلد مغبر. كانت ترتدي ببساطة فستانًا رماديًا عاديًا، وشعرها الداكن ينسدل في أمواج فضفاضة حول كتفيها.

كان هناك شيء مألوف عنها تقريبًا، ومع ذلك كان متأكدًا من أنه لم يراها هنا من قبل وبينما كان يراقبها، لاحظ أنها تبدو معزولة بشكل غريب عن الطلاب الآخرين. لم تتحدث أبدًا مع أي شخص، وكانت  تضع سماعات الرأس في أذنيها بشكل آمن، ولم تنظر أبدًا أو تتعرف على أي شخص من حولها.

كان الأمر كما لو أنها كانت تتعمد تجنب أي تفاعل اجتماعي كان فضوليًا، وجدد  نفسه يراقبها أكثر مما يرغب في الاعتراف به.

كان يحيط بها جو من الغموض، وكان إحساسًا مثيرًا بالسرية يبهره. بينما كان يلفت النظرات في اتجاهها، وجدها  منهمكة في دراستها، وأحيانًا تدون الملاحظات في مجلة جلدية قديمة

ومرت الايام وهو في هذه الحال يأتي ويظل يراقبها من بعيد

أصبحت هذه عادة له دائما ما يراقبها عندما تأتي الي المكتبه وهي تكتب وتدرس لا يعرف لماذا لكن ربما لأنه فضولي بعد الشيء

لكن  اختيار كتابها هو الذي لم يستطع إلا أن يلاحظه. كانت تختار نفس الكتاب في كل أسبوع.....

كل اسبوع في نفس التوقيت وفي نفس اليوم كانت تختار نفس الكتاب العادي، وهو مجلد سميك مليء بالتفاهات العشوائية والحقائق التي لا معنى لها.

لم يستطع أن يفهم كيف يمكنها قضاء ساعات في دراسة شيء ممل وغير مثير للاهتمام

و في أحد الأيام عندما حزمت أغراضها أخيرًا وغادرت، وجد  نفسه يتجول في المكان الذي كانت تجلس فيه.

دفعته رغبته في معرفة المزيد عنها إلى رؤيه الكتاب الذي كانت تدرسه. وبدافع الفضول المطلق، فتحه على صفحة عشوائية ولدهشته...

لاحظ أن عدة كلمات على الصفحة كانت محاطة بدوائر من الحبر الداكن الأنيق. كانت الكلمات غير مترابطة وعشوائية، وكان في حيرة من أمره لماذا يهتم أي شخص بإلقاء الضوء عليها.