الشفرة السرية

الفصل الرابع (همسات المكتبه)

       اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد🌺

                            قراءة ممتعه

                    
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لقد أبقى عقله مركزًا على المهمة التي تنتظره، مستعرضًا كل الاحتمالات والنظريات في رأسه.

كان يستعد لأي شيء قد يجده، سواء كان جسديًا أو خارقًا للطبيعة أو كليهما.

عندما اقترب من المكتبة، تسارعت نبضات قلبه، وملأه مزيج من الرهبة والتصميم.

مهما كان ما ينتظره، كان مستعدًا له..ظهرت المكتبة أمام عينيه عندما توقف عند الرصيف.

وقف المبنى هناك، وهندسته المعمارية العظيمة وحجره القديم يبدو مشؤومًا في الليل.

أخذ نفسا عميقا وخرج من السيارة والهواء البارد يملأ رئتيه. نظر إلى المكتبة، بنوافذها العالية ومدخلها المقوس كحارس للمعرفة، وسار نحوها، أسرار الليل تنتظر الكشف عنها.

قطع صمت الليل صوت حذائه على الدرجات الحجرية وهو يصعد نحو المدخل الضخم.

كانت المكتبة مغلقة، والبوابة الرئيسية مغلقة، لكن كان لديه فكرة أخرى.

دار حول المبنى، متجاوزًا الظلال والزوايا المظلمة، إلى المدخل الجانبي، وهو باب أصغر حجمًا وأقل وضوحًا. لقد جرب المقبض، ولدهشته، تم فتحه..

دفع الباب وفتحه، والظلام في الداخل يرحب به وكأنه صديق مفقود منذ زمن طويل.

أخذ نفسا عميقا، وقلبه ينبض في صدره، ودخل إلى المكتبة الصامتة الواسعة، مستعدا لكشف الأسرار المختبئة خلف كتبها القديمة وقاعاتها الصامتة.كانت المكتبة هادئة بشكل مخيف بينما كان يسير في الظلام، وظلال أرفف الكتب الشاهقة تلوح فوقه مثل حراس صامتين.

كان يتنقل عبر متاهة المكتبة المألوفة، حيث كان هناك حضور دائم لصفوف الكتب والأرفف

ظل يسير بهدوء، ولكن حذرًا، في أنحاء المكتبة، محاولًا عدم إثارة الانتباه بأي صوت أو تحريك.

كانت عيناه تتحرك بسرعة، محاولة اكتشاف أي شيء غير عادي أو خارج عن المألوف.

لكن المكتبة بدت مختلفة الآن، فقد تحولت هالتها الحميدة عادة إلى شيء أكثر شرا.

بدا الصمت أثقل، والظلال أكثر خطورة، وكان الشعور بالمراقبة ثابتًا.

كان صدى كل خطوة يخطوها يتردد عبر القاعات الفسيحة، ويشعر بتوتر مشؤوم في الهواء، كما لو كان المبنى نفسه يحبس أنفاسه ترقبًا .

لقد ذهب إلى الداخل بحثًا عن أدلة، أو أي شيء يمكن أن يعطيه دليلاً على ما حدث للفتاة وعلى هوية "المراقبين" الغامضة.